ليس هناك ما يمكن أن يقال بعد اختتام مهرجان كأس العالم للساحرة المستديرة في جنوب افريقيا.. سوي وداعا للمتعة والاثارة.. لقد كانت مباراة النهائي بين أسبانيا وهولندا مسك الختام حيث تابع الملايين علي مدي 021 دقيقة استغرقتها الاشواط الاربعة للمباراة صراعا مريرا ومشرفا بين الفريقين.. ورغم انه كانت لهجمات أسبانيا الغلبة والفرص المتاحة إلا أنه كان من الممكن للطواحين الهولندية كسب المباراة إذا ما حالفها الحظ في بعض الهجمات التي قامت بها.. ورغم التفوق الأسباني إلا أنه لابد من الاشادة ومن خلال متابعتي كمشاهد.. بنجاح الفريق الهولندي في تجميد فاعلية المهارات الاسبانية وامتصاص حماس لاعبي فريق »الماتادور«. من ناحية أخري فقد لوحظ عدم الدقة من جانب لاعبي اسبانيا الذين اتيح لهم التسديد علي المرمي عدة مرات ولكن أداءهم اتسم بالعشوائية والعصبية وتشتيت كل الكرات. وهنا لابد ان اشير إلي أن الفريق الاسباني والتزاما بخطة مدربه استطاع ان يجمد خطورة لاعبي هولندا البارزين روبن وشنيدر حيث كانت التعليمات تقضي وفقا لسير المباراة بفرض الحصار عليهما اما بلاعبين أو ثلاثة لمنع التوغل بالكرة في منطقة ال 81. وقد لجأ الحكم الانجليزي الذي ادار المباراة إلي الكروت الصفراء للسيطرة علي سير المباراة واختتمها بطرد لاعب خط الدفاع الهولندي »هيتيجا«.. قبل نهاية المباراة بدقائق قليلة. ان هدف المباراة الوحيد جاء من تسديدة قوية في منطقة ال81 بقدم اللاعب الاسباني نيستا في نهاية الشوط الرابع وبعد ان تيقن الجميع بأن حسم مباراة الفوز بكأس العالم سيتم بضربات الجزاء الترجيحية. كان من الطبيعي ان يسبّب هذا الهدف القاتل في اللحظات الأخيرة للمباراة صدمة لكل لاعبي هولندا. تجسدت هذه المشاعر في حالة التأثر والحزن والذهول التي بدت عليهم مع نهاية صفارة النهاية وهو ما يعكس خيبة أملهم في تحقيق حلم الفوز بكأس العالم للكرة لأول مرة في تاريخ بلادهم.. علي العكس فقد عاش الفريق الاسباني فرحة عارمة وهو ما عبر عنه بكاء حارس مرماه بحرارة الذي يبدو انه لم يكن يصدق هذا الانجاز الرائع الذي كان الملايين من محبي الكرة الاسبان يحلمون به علي مدي سنوات وسنوات. حقا.. لقد استمتعنا بهذا العرس الكروي الذي أقيم في رحاب القارة السوداء لأول مرة علي مدي عدة أسابيع وهو الأمر الذي ستؤدي نهايته إلي الشعور بالفراغ.. نعم لقد كانت هناك مفاجآت غير متوقعة في سير المباريات والنتائج تمثلت في خروج بعض الفرق العملاقة من السباق أمثال البرازيل والارجنتين والمانيا ولكن المحصلة كانت بشكل عام دورة ممتعة لبطولة كأس العالم. ان ما يحزنني حقا اننا سنعود في مصر إلي دوري »العك« الكروي الذي لا وجه للمقارنة بين ما يجري فيه وبين ما شاهدناه من فن وهندسة رغم الكثير من سقطات التحكيم.