أكد الأب باولس برطرك كنيسة التوحيد الإثيوبية ان الكنيسة الإثيوبية بمثابة الابنة للكنيسة الأرثوذكسية المصرية وأضاف في حوار مع برنامج وجهة نظر بالتليفزيون المصري إذيع مساء أمس وأجراه معه عبد اللطيف المناوي في إثيوبيا بأن الكنيستين لا زالتا كنيسة واحدة وكيانا واحدا فليس بينهما اختلاف في العقيدة وانه في فترة من التاريخ كانت الكنيسة الأرثوذكسية القبطية في مصر بمثابة الام وبحثت الكنيسة الأثيوبية الأرثوذكسية عن أقرب كنيسة لها لتصبح الأم لها وهكذا ارتبطتا الكنيستان لقرون ثم كبرت الابنة ووقفت علي قدميها وحدها وقررت ان الوقت قد حان لكي تصبح الكنيسة الابنة كنيسة أخت للكنيسة الأرثوذكسية القبطية كان ذلك منذ خمسين عاماً. وقال الأب باولس انه لا يتدخل في السياسة الإثيوبية لكنه يري بالنسبة لأزمة المياه بين مصر وأثيوبيا ان النيل كان موجوداً دائماً والدول كذلك لقرون ونحن نتمتع بالحكمة ونلتزم بالتعاليم الدينية التي تنص علي الا نفعل للأخرين ما لا نرضي ان يفعله أحد بنا ونحن بشر نتمتع بالعقل ولدينا المعرفة والحكمة ونعلم ان الأمر المضر لنا لا يمكن ان نفعله بالأخرين«. ووجه الأب باولس من خلال البرنامج رسالة للشعب المصري قائلا أن »مصر دولة تاريخية وقديمة والكثير من الحضارات خرجت منها أتمني ان يواصل المصريون التركيز علي العمل والتقدم وألا يحاولوا ان يكونوا مثل الدول والشعوب العادية فهي دولة متفردة منذ البداية مؤكدا ان مصر ليست دولة عادية هي الأرض التي جاء إليها المسيح والسيدة مريم«. وحول أسباب انفصال الكنيسة الاريترية عن الاثيوبية قال باولس انه عندما حصلت إريتريا علي استقلالها قررت ان يكون لديها بطريرك خاص بها وذهبوا الي القاهرة مطالبين بأن يكون هناك بطريرك خاص بهم مضيفا انه لم يناقش هذا الامر معهم لكن يتفهم وجهة نظرهم المتمثلة في أنه طالما أنهم حصلوا علي الاستقلال فلما لا يكون لهم بطريرك الا ان هذه المسألة لم تحل بعد ويجب مناقشتها من خلال قانون الكنيسة. وحول زيارته الاخيرة للقاهرة عام 7002 قال الأب باولس أنها كانت زيارة ذات طابع أسري وهادئ مثل زيارة الاسرة وأنه أمضي وقتا طيباً أثناء هذه الزيارة والتقي بكبار أعضاء الكنيسة الأرثوذكسية في مصر ومع قداسة الأب شنودة وكذلك الكنيسة الأرثوذكسية القبطية مشيرا الي اهمية الاجتماعات السلمية والمتبادلة. ونفي الأب باولس ان يكون هناك أي دور سياسي للكنيسة الأثيوبية مشيرا إلي انه لديها دوراً خاصاً بها وهو تعليم الناس كيف يكونون خيرين ومهذبين وكذلك تعليمهم معرفة الله وواجباتهم ليكونوا مواطنين صالحين مشيرا الي ان الحكومة الاثيوبية الحالية أوضحت انها لا تتدخل في شئون الكنيسة كما ان الكنيسة لا تتدخل في شئ. وقال انهم يتمتعون بحرية الحديث مع الناس وفقاً لقدسية وتقاليد الكنيسة بدون الدخول في الوضع السياسي »بحيث لا نقول اختاروا هذا بدلا من ذلك أو استبدلوا هذا بذاك؟ كما تسمح لنا الحكومة بأن نتبع تقاليد كنيستنا بما يتفق مع قواعد وتعاليم ديننا« ووصف الأب باولس العلاقة بين المسيحيين والمسلمين في أثيوبيا بأنها أفضل علاقة في العالم علي حد تعبيره. وحول تعليقه علي قضية الزواج الثاني للأقباط في مصر قال الأب باولس »لدينا لوائحنا وقواعدنا في كنيستنا إذا توفي الزوج أو الزوجة فيمكن للطرف الاخر الزواج عندئذ ولكن معظمهم لا يتزوجون ويصبحون رهبانا وراهبات ومن يرغب في الزواج الثاني يمكنه ان يتزوج ولكننا لا نجبر أحد علي شئ ولكن هذا لا ينطبق علي حالات الطلاق فالزواج الثاني ليس مناسباً في حالة الطلاق، لكنه مسموح به في حالة الوفاة فقط«