تشهد مصر حراكا سياسيا جديدا إستعدادا للإنتخابات البرلمانية لمجلس الشعب.. التي ستجري بعد تسعين يوما بالتمام والكمال .. ويمكن ببساطة التنبؤ بالمعارك والتناحر بين المرشحين من مختلف الإنتماءات والإتجاهات والأحزاب .. ولكن لا يمكن بأي حال من الأحوال إنكار مسؤولية أن النائب علي علاته .. يظل خيارا شعبيا بالصميم .. ويؤشرعلي مستوي الوعي العام .. ومدي الإهتمام بمستقبل الوطن .. ويعتبر إنعكاسا لرؤية القاعدة الشعبية التي تحمله بأصواتها إلي مقاعد البرلمان .. ويستطيع الشعب المصري أن يمنع وصول الإنتهازيين بأصواته .. وكذلك المشبوهين .. وطلاب الوجاهة .. ومستخدمي الرشوة .. ومفسدي ذمم الناخبين .. وناقلي الأصوات من دائرة إلي أخري بالتحايل علي القانون .. أو أولئك الذين إبتعدوا عن الشعب وهمومه إبان توليهم زمام المسؤولية وعندما فقدوا مناصبهم لجأوا للناس كي يستمدوا القوة من أصواتهم !. ولا شك أن من واجب الناخب التبين من مدي قدرة المرشح علي أداء واجبه البرلماني من حيث الخبرة السياسية .. والكفاءة .. والقدرة علي التشريع .. والمراقبة .. والإهتمام بالشأن العام .. وتعاطي العمل السياسي والإعلامي .. وعلي الأقل إن كان يقرأ الجريدة أم لا... فالمطلوب ليس حجز مقعد برلماني .. أو القفز بإسم الناس علي وظيفة ومرتب كبير يدفع من ضرائب الناخبين ومن لقمة عيشهم.. وإنما أداء مهمة إدخال مطالب الشعب في صلب العملية السياسية .. وهو دور أناطه الدستور بممثلين منتخبين من الشعب مباشرة... من واجب الناخبين التأكد من مدي وفاء نواب المستقبل وإحترامهم لإرادة ناخبيهم .. والسير بمطالبهم إلي التحقق .. وعدم "سك الأبواب" في وجوههم حال أداء مهمة التصويت.. من مسؤولية الناخب أن يتأكد قبل فوات الأوان .. من أنه ليس مجرد صوت يستغله أحد الطامحين السياسيين وبعد ذلك ينفصل صاحب المقام الرفيع عن جمهور الناخبين ، ويصبح لا لزوم له بمعرفتهم ... إن الإرتقاء بمستوي الأداء النيابي مرتهن أساسا بإرادة الناخب .. وإحترامه لصوته .. وإعطائه لمن يستحقه علي أساس مصلحته الحقيقية .. وليس بوازع التعصب العشائري والقبائلي مثلا .. فالنائب الجيد مؤشر علي الناخب الجيد. الناس يعرفون في حمي الحملات الإنتخابية من يشتري الأصوات .. ومن يتحايل علي القانون في عملية نقلها .. ويستطيعون ردعه .. ولا يخفي الإنتهازيون .. ومنتهزو الفرص .. ويمكن لهم وقفهم عن الإستيلاء علي مقاعد المجلس القادم. يستطيع الناس أن يثبتوا حرصهم علي حقوقهم من خلال نوابهم القادمين .. وبإمكانهم وضع حد للتلاعب بمصيرهم .. وبمستقبل أبنائهم . الذين يستخدمون لغة الشطارة علي الشعب مكشوفون .. ويمكن إبطال مفعولهم .. وعلي الناخب أن يدرك أهمية صوته في صنع مستقبله .. فأصواتنا رؤيتنا نحو الغد .. وليست مجرد أوراق مهملة نلقيها في مستقر صندوق الإقتراع !..