كانت جنوب أفريقيا من أوائل دول القارة السمراء التي عرف التنين الصيني طريقه إليها مبكرا فقد ذهب الي هناك في العام 1752 للتنقيب عن الذهب في أول منجم للمعدن النفيس يتم إكتشافه هناك وفتحه أمام المستثمرين الأجانب وظل يعمل فيه حتي تحول بعد إستنفاد مخزونه الضخم إلي أرض بور فلم يتركه بل أقام فوقه السوق التجاري الشهير المعروف حاليا ب "تشاينا مول" والذي بات اليوم أحد أنشط مرافق العاصمة الاقتصادية لجنوب أفريقيا ويدر علي أصحابه الصينيين عائدات هائله تجاوزت قيمتها ماكان يدره منجم الذهب مع إستضافة جنوب أفريقيا لعرس المونديال. يقول مين ليو صاحب "تشاينا مول" وأحد أوائل الصينيين الذين قصدوا جنوب أفريقيا في وقت مبكرلقد عمدنا الي إقامة ذلك السوق علي نفس طراز "سوق الحرير" أحد أشهر المحلات التجارية في بكين والذي يقصده السائحون الأجانب من كل حدب وصوب.. وبالفعل بات "تشاينا مول" معلماً ومقصداً رئيسيا ليس فقط لسكان جنوب أفريقيا بل حتي للسياح الذين يقصدونها .. وأضاف :خلال موسم كأس العالم إرتفعت حركة البيع الي خمسة أضعاف ،حيث نستقبل يوميا أكثر من 100 ألف زائر وسائح متسوق ينفقون نحو 15 مليون دولار يومياً لشراء "سلع المناسبة" وهي في مجملها صينية الصنع حتي تلك المصنعة بموجب ترخيص من الاتحاد الدولي "فيفا" والشركات الراعية، وأشهرها بوق "فوفوزيلا" ظاهرة المونديال والهدايا التذكاريه والأبواق والقمصان والأعلام وشرائط الحرير وأصبغة تلوين الوجوه وباروكات الشعر المستعار أي "عدة التشجيع بكاملها"..وتبلغ مساحة "تشاينا مول" نحو 5000 متر مربع بما فيها أمكنة التخزين، ويتكون من ثلاثة طوابق ويعمل فيه أكثر من 150 عاملا محليا من جنوب أفريقيا وقد زينت واجهته باللونين الشهيرين في الصين الأحمر والأصفر رمزا البركة والبهجة وفقا للعقيدة الصينية فضلا عن المصابيح الورقية وأعلام الصين وجنوب أفريقيا والدول المشاركه في المونديال. وفي إستطلاع للرأي العام أجراه الموقع الاكتروني لاتحاد كرة القدم(فيفا)حول أفضل الأسواق التجارية خدمة وبضاعه وأسعار فاز "تشاينا مول" بنسبة 83 بالمائه من إجمالي عدد الذين شملهم الاستطلاع ليتوج بذلك بكأس العالم التجاري عوضا عن الكأس الكروي.