يتاجرون باسم مصر، من أجل مصالح ومنافع شخصية ضيقة. نظرة بسيطة علي خريطة أحداث الشهور الست الأخيرة، علي اختلاف أشكالها، سوف تكشف لنا أن مصر قد ابتليت بنوعية من المسئولين، الذين يفعلون أي شيء وكل شيء، من أجل الحفاظ علي مناصبهم وامتيازاتهم ومكاسبهم! وتصل المأساة الي ذروتها عندما يدعي هؤلاء، علي غير الحقيقة، أن ما يفعلون من أفاعيل إنما هو في حب مصر ومن أجل الذود عن اسمها، وإن كانت الأمانة تحتم عليَّ أن أقول إن هناك فئة أخري تفعل ما تفعل عن جهل وغباء وسوء تقدير، ولكن يبقي الضحية في النهاية، اسم مصر وسمعتها! يبقي حادث الشاب خالد ، في النهاية مجرد حادث، مثله مثل عشرات، وربما المئات من الحوادث المشابهة التي تقع ربما يوميا علي مستوي بلد في حجم مصر، التي يعيش علي ترابها أكثر من ثمانين مليون مواطن، منهم الصالح ومنهم الطالح، ومنهم دون ذلك. وسؤالي : ماذا كان سيضير مصر أو المسئولين هنا أن يعلنوا ومنذ البداية إحالة المتجاوز، أيا كان الي التحقيق ليقول القضاء القول الفصل في أمره؟ وهل في ذلك انتقاص من هيبة، وكفاءة ونزاهة الآلاف من الشرفاء الذين يعملون في جهاز الشرطة؟.. بالطبع لا. أري أزمة جناحي العدالة، في أحد أوجهها، أزمة صراع علي مناصب، كلا الطرفين يدعي أنه يفعل ما يفعل حبا في مصر، والحقيقة أن مصر هي الضحية. الكل يعرف أن قضاء مصر عادل ونزيه، وهو حصنها الحصين، ولكن الأمر لم يعد هنا تحكيم كلمة القضاء، بل تحكيم لغة المصالح الانتخابية والنقابية والفئوية الضيقة علي حساب مصر. كم من الجرائم ترتكب باسم مصر!