-تمثال عذراء المحبة شفيعة كوبا ورمز المصالحة البطيئة بين الكنيسة الكاثوليكية والنظام الشيوعي الحاكم في البلاد منذ العام 1959، في هافانا الجمعة تجوالا امتد على 28 الف كيلومر قاده الى كل ارجاء الجزيرة على مدى سنة ونصف السنة. وقال كاردينال كوبا خايمي اورتيغا خلال حفلة موسيقية اقيمت تكريما لتمثال عذراء المحبة في ساحة الكاتدرائية في هافانا "لنشكر الرب لان الاوضاع تغيرت". هذا التجاول الاستثنائي وهو الاول منذ عامي 1951-1952 اتى قبل اسابيع قليلة على وصول البابا بنديكتوس السادس عشر في زيارة بابوية ثانية الى كوبا بعد تلك التي قام بها يوحنا بولس الثاني العام 1998. وانطلقت رحلة التمثال في آب/اغسطس 2010 في سانتياغو دي كوبا في اقصى شرق البلاد وانتهت مساء الجمعة بقداس احتفالي اقيم على جادة المرفأ قبالة البحر في وسط عاصمة كوبا التاريخي. وتفيد المصادر الكنسية ان خمسة ملايين كوبي من اصل 11,2 مليون نسمة احتفلوا بمرور تمثال العذراء على امتداد 28 الف كيلومتر في كل ارجاء الجزيرة. وقد وصل التمثال في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر الى هافانا وقد عرض في اكثر من 300 مكان عام في العاصمة من مدارس ومستشفيات وجامعات وسجون وغيرها وحتى في ساحة الثورة موقع الاحتفالات العامة الكبيرة لنظام كاسترو. وشارك مسؤولون عدة في الحزب الشيوعي الكوبي الذي كان يرفض حتى العام 1991 الكاثوليك الممارسين في صفوفه، في فاعليات مختلفة تكريما لشفيعة كوبا. وشدد الكاردينال اورتيغا على ان الكوبيين عرفوا العام 2011 عيد ميلاد "مختلفا" بفضل "رسالة المصالحة والسلام" التي عبر عنها من خلال تجوال تمثال العذراء في الجزيرة. هذه الرحلة الاستثنائية اتت نتيجة حوار غير مسبوق بوشر في ايار/مايو 2010 بين الكاردينال اورتيغا (73 عاما) رأس الكنيسة الكاثوليكية الكوبية منذ قرابة الثلاثين عاما والذي عرف معسكرات العمل القسري في الستينات، والرئيس الكوبي راوول كاستر (80 عاما) الذي تولى السلطة العام 2006 من شقيقه فيدل الذي انسحب لاسباب صحية. وسمح هذا الحوار خصوصا بالافراج عن اكثر من 130 معتقلا سياسيا انتقل غالبيتهم للعيش في اسبانيا وفتح مدرسة اكليركية ومراكز ثقافية مختلفة للكنيسة الكاثولكية وزيارة بابوية ثانية. فبعيدا عن السنوات الاولى للثورة عندما كان الكهنة يرسلون الى معسكرات العمل القسري او فترة التعايش الصعبة في سبيعنات وثمانينات القرن الماضي، ارتقت الكنيسة الكاثوليكية الان الى مصاف المحاور السياسي الوحيد للسلطة. وبدأ التحسن في العلاقات في التسعينات. ففي العام 1991 سمح للكاثوليك بدخول الحزب الشيوعي الذي انتقل رسميا في السنة التالية من الالحاد الى العلمانية. الا ان الانفراج الفعلي اتى مع زيارة يوحنا بولس الثاني الذي استقبله فيدل كاسترو في كانون الثاني/يناير 1998 مرتديا بزة غربية ومتخليا عن بزته العسكرية الشهيرة. ومنذ ذلك الحين والنظام يحترم المجال لاجتماعي للكنيسة وبعدها الحواري فيما تدعم الكنيسة بدورها الاصلاحات التي باشرها راوول كاسترو منذ 2006. وشدد هذا الاخير الاسبوع الماضي على ان بنديكتوس السادس سيستقبل في كوبا "بحب واحترام". ولم تعد الكنيسة الكاثوليكية تضم سوى 10 % من سكان كوبا الذين يعتمدون بغالبيتهم العظمى ديانة توفيقية تجمع بين معتقدات افريقية واخرى مسيحية.