مستديرة طاولتنا كاستدارة حياتنا هذه ، طاولة هناك نلتقي عليها غباً ، لنسكب على سطحها بعض حديث ممل ، وفي كل استدارة لحديثنا لا يتخلل فراغ جنوبنا سوى بعض أشياء، وضعت حميمية لجدار غرفٍ ردحا من الزمن . دولاب ، صورة أحمق مات أطفالٌ لبقائه. حتى استدار حديثنا ذات يوم ، وملأت فراغنا عوراء ،أو يخال لي أنها حوراء . انشغل ،أعاند ،ألهو ،أداعب كميَ الذي،بات يستدير في معصمي متى شئت، وأستمر محاولة في تلطف ، أتدلى برأسي ونصفي كأني في سمو حديث، و أتراخي وأنا أعب زفير بعض بغضاء حديثنا عليٌ أراها من خلف ظهورهم . يضيع صوت طقطقة قلمي الرامي لجذب انتباهها، أرفع صوتي في حزم مقاطعا بعض غبي حاول استجدائي لصلب الموضوع ؛ فيما أنا أسبح في ذرات شغفي الحثيث لتلك الحواء العوراء، الحولاء، الحوراء، الحميراء. وهاجسي يلهث بصوت أم كلثوم وهي تقول : نظره وكنت احسبها سلام وتمر قوام أتاري فيها وعود وعهود وسكوت ... وفي حين انتباهها قامت فرعاء الطول أنيقة الجنب ،ِ مليحة المفصل ، مكتشفا أنها لم تكن عوراء ؛ ولا حولاء .... بل كان عظم عرنين انفها الأشم، حجب عني مليح حدقة عينها الأخرى.