كشفت تحقيقات نيابة حوادث جنوبالجيزة، برئاسة المستشار أسامة حنفي، عن بشعة مقتل طفلتين شقيقتان بمنطقة الهرم، وتبين أن الطفلة عمر الأولى 3 سنوات والأخرى عامان ونصف، بعد ان ذبحهما مجهولا من الرقبة، وانهال بسكين على والدتهما، لكنها لم تفارق الحياة ولم تستطع الحديث إلى محققي النيابة للإدلاء بأقوالها حول الواقعة. واتضح من خلال تقارير الطب الشرعي المبدئي قطع حنجرتها الصوتية، وأمرت النيابة باحتجاز رب الأسرة ، وحارس العقار محل التحقيق 24 ساعة ، وطلبت تحريات رجال المباحث العامة بمديرية أمن الجيزة للتأكد من وجود علاقة لهم بارتكاب الجريمة من عدمه.
وتبين من خلال التحقيقات التي أشرف عليها، المستشار محمد شقير، المحامي العام الأول لنيابات جنوبالجيزة بالإنابة، أن رجال المباحث بديوان عام قسم شرطة الطالبية أخطروا النيابة تمام الساعة 4 عصرًا، الثلاثاء، بإبلاغ الأهالي بالعثور على جثت ربة منزل وطفلتيها مذبوحتين داخل شقتهم الكائنة مكةالمكرمة المتفرع من شارع عز الدين عمر بمنطقة الهرم، فأمرت النيابة بتشديد الحراسة حول المنزل ومنع دخول أو خروج أحد منه لحين وصولها برفقة رجال المعمل الجنائي والتحفظ على مسرح الجريمة لرفع ما به من آثار تفيد حركة سير التحقيقات، كما تبين أن رب الأسرة لم يكن متواجدًا وقت ارتكاب الحادثة لكنه عاد إلى منزله مسرعًا فور تلقيه لاتصال تليفوني من بواب العقار أبلغه فيه الأخير بحدوث قتل الأطفال بينما والدتهما تنازع الموت وتحتاج إلى إنقاذ حياتها ونقلها إلى أقرب مستشفى لتلقي العلاج اللازم.
انتقل فريق من النيابة إلى العقار محل التحقيق، واتضح أن الشقة موقع ارتكاب الجريمة تقع في الدور 12 ملك إبراهيم رضوان إبراهيم، وتحمل بطاقة هويتة الشخصية أنه يعمل مقاول، وسنه 27 عامًا، وقام الأخير بطلب الإسعاف لنجدة زوجتة، ربة منزل، وجرى نقلها إلى مستشفى الهرم الرئيسي القريب من منزلهما، بينما لم يتم نقل الطفلتان شهد، 3 أعوام، وشهيناز، عامان، إلى المستشفى برفقة والدتهما.
وبسؤال شهود العيان والسكان أكدوا أمام النيابة على أن رب الأسرة تلقي اتصالاً من البواب لأخبره بما جرى لبناته وأمهما، وأنهم اشتموا روائح كريها منبعثة من شقة الضحايا بالإضافة إلى رائحة حريق ما آثار انتباههم وبطرقهم على بواب الشقة لم يستجب أحد لندائهم ما اضطرهم إلى دفع الباب بقوة وعندما تمكنوا من الدخول وجدوا الطفلتان على حالهما مذبوحتين بينما كانت الأم "عبير" مفتحة العين وتشير بيدها إلى إنقاذها، مؤكدين على حسن سير سلوك الأسرة وأنهم ليسوا على خلافات شخصية مع الجيران أو غيرهم.
وبصعود محققي النيابة برفقة رجال المعمل الجنائي، وجدوا في مقابلتهم حجرة نوم مجاورة لصالة كبيرة، وكانت جثث المجني عليهم جوار بعضهم البعض، وطرحوا جميعًا أرضًا، وبالتدقيق في معالمهم، اتضح أن الطفلة الكبيرة شهد وشقيقتها الصغرى مذبحوتين من منطقة الرقبة، وبتوقيع الكشف الطبي عليهما تسن معرفة أن سبب وفاتهما جرح ذبحي عند منطقة الرقبة طولها 10 سنتيمر، ولكن لم يكن بهما أي طعون أو آثار ضرب وتعذيب أو خنق، كما وجدت والدتهما، والتي تبلغ من العمر 22 عامًا مذبحوه بذات الطريقة وعدم تمكنها من الحديث لقطع حنجرة صوتها بالكامل.
وأمرت النيابة بالتحفظ على ملابس المجني عليهم بمعرفة الأدلة الجنائية لمضاهاتة الدماء التي وجدت عليها بدماء الضحايا والتأكد أنها لنفس الأشخاص، كما أمرت النيابة برفع آثار الدماء المتناثرة بأرجاء حجرة النوم وبامتداد الصالة حتى باب الشقة.
وانتقلت النيابة إلى معاينة الشقة محل التحقيق، وتأكد لها وجود بعثرة لبعض الأثاث والمفارش وحجرة النوم التي شهدت قتل الطفلة "شهد" و"شهيناز" ومحاولة قتل الأم «عبير»، لكن الجاني لم يقم بسرقة أي مشغولات ذهبية أو أموال سائلة أو أجهزة كهربائية، كما أكد زوج الأخيرة «إبراهيم» لفريق التحقيق ذلك، كما عُثر خلال المعاينة على سكين صغير عليه آثار دماء ساخنة بالصالة.
وأمرت النيابة بالتحفظ عليه ورفع البصمات الموجودة عليه فضلاً عن مضاهاتة الدماء وتحليل البصمات الوراثية للضحايا للتأكد من مطابتها لهم من عدمه.
وتوقفت النيابة خلال معاينتها لآثار ارتكاب الجريمة عند العثور على آثار حريق داخل المطبخ بالشقة محل الواقعة، وبالتفتيش تسن التأكد أن سببه إشعال النيران في خرطوم أسطوانة غاز كانت موصلة بالبوتاجاز، لكن محبس أسطوانة الغاز كان مقفولاً ، بما منع انفجارها، ورجحت تحقيقات النيابة أن الجاني حاول التخلص من آثار جريمتة بحرق الشقة بأكملها لعدم التمكن من الوصول إلى أي خيوط توصل جهات التحقيق للكشف عن هويتة، كما لم يؤكد السكان والأهالي خلال التحقيقات على رؤييتهم لثمة أشخاص يصعدون إلى العقار وقت ارتكاب الحادثة، عصرًا، ما زاد من غموض الحادثة.
وتحفظت النيابة على هاتف محمول الأم وطلبت من إدارة تكنولوجيا توثيق المعلومات بوزارة الداخلية بتفريغ ما به من رسائل ومكالمات، ورصد المكالمات الصادرة والورادة في محاولة للكشف عن الجاني، وبالانتقال إلى مستشفى الهرم لسؤالها عن ما حدث لها وأولادها لم تتمكن النيابة من سماع أقوالها لسوء حالتها الصحية، ووضعت المجني عليها تحت حراسة أمنية مشددة، لحين تماثلها للشفاء وإفاقتها بعد إجراء جراحية لها، كما منعت إدارة المستشفى، الليلة الماضية، الزيارات والدخول إليها، ولم يحضر أحد من أفراد أسرتها.
وخضع إبراهيم رضوان، رب الأسرة، و «محمد.أ»، حارس العقار، للتحقيق داخل سراي النيابة بمقر محكمة جنوبالجيزة الابتدائية، وأكد الأول على أنه لم يكن متواجدًا بمسرح الجريمة وقت ارتكابها، وكان في عمله، وأبلغه البواب بوجود حريق داخل شقتة ولم يبلغه بمقتل أفراد أسرتة، وعلى أثر ذلك استعان ب 3 أشخاص يعملون معه لإطفاء الحريق داخل شقتة لكن تبين أن أودلاه مذبوبحين إلى جوار والدتهما التي نقلوها إلى المستشفى غارقة في دمائها، بينما أوضح بواب العقار على أنه اشتم رائح كريهة وحريق بشقة المجني عليهم وبادر بالاتصال على صاحب الشقة للتصرف وليس لدية علاقة من قريب أو بعيد بالحادث.
وانتهت النيابة إلى قرارها بطلب تكثيف تحريات المباحث لكشف غموض الجريمة والتأكد من وجود يد لعائل الأسر المقاول وبواب العقار في ارتكاب الحادث أم لا، وإعداد التحريات عن وجود خلافات مع الأم مع آخرين أو زوجها من العدم. المصدر : المصرى اليوم