مع تأكيد لجنة طلبات الانضمام التابعة لمجلس الامن الجمعة في نيويورك عدم وجود اتفاق بين اعضائها بشان قبول طلب فلسطين عضوا في الاممالمتحدة، يكون هذا الترشيح الفلسطيني قد وصل الى حائط مسدود وبات اقرب الى الفشل، في حين يكرر الفلسطينيون تمسكهم بالمضي قدما في مطالبتهم بالعضوية الكاملة في المنظمة الدولية. وجاء في تقرير صدر عن هذه اللجنة في ختام اجتماع لها في مقر الاممالمتحدة في نيويورك الجمعة انها "عجزت عن اصدار توصية تحظى باجماع اعضاء مجلس الامن" حول الطلب الفلسطيني. واضاف التقرير الذي اقرت صيغته النهائية الجمعة ان اللجنة اجتمعت اكثر من مرة "وجاءت مواقف اعضائها متعارضة" خلال هذه الاجتماعات. الا ان السفير الفلسطيني لدى الاممالمتحدة رياض منصور اعلن في تصريح صحافي ان الفلسطينيين لا يزالون "مصرين تماما" على المضي قدما في مطالبتهم بالعضوية الكاملة في المنظمة الدولية. وقال منصور "سنتشاور مع اصدقائنا وسنكثف جهودنا ونحن مصممون تماما على انجاح هذه العملية ونعتقد اننا سننجح". واضاف السفير الفلسطيني "نحن اليوم اكثر تصميما من اي وقت مضى على المضي قدما في هذه العملية الى ان تصبح الظروف ناضحة في مجلس الامن لان تصبح فلسطين دولة عضوا" في المنظمة الدولية. من جهته قال السفير الالماني لدى الاممالمتحدة بيتر فيتيغ "لا توجد غالبية لقبول فلسطين في الاممالمتحدة" اضافة الى وجود تهديد اميركي باستخدام الفيتو. وتابع السفير الالماني "نعتقد ان على الفلسطينيين تقييم خياراتهم واعادة النظر في ما يجب عمله". من جانبها قالت السفيرة الاميركية لدى الاممالمتحدة سوزان رايس "على الفلسطينيين ان يتخذوا قراراتهم" مضيفة انه سبق للولايات المتحدة ان عبرت "بشكل واضح جدا" عن موقفها، اي رفض دخول فلسطين الى الاممالمتحدة بصفة عضو كامل العضوية من دون المرور بمفاوضات مباشرة مع اسرائيل. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قدم في الثالث والعشرين من ايلول/سبتمبر الماضي طلبا لقبول عضوية فلسطين في الاممالمتحدة وهو الامر الذي تعارضه اسرائيل والولاياتالمتحدة بشكل قاطع. وترى هاتان الدولتان انه لا بد من استئناف المحادثات المباشرة بين الفلسطينيين واسرائيل اولا. وبات من الضروري للمضي قدما في هذه العملية، ان تقوم دولة عضو في مجلس الامن بتقديم مشروع قرار لكي يحصل تصويت، حسب ما اشار دبلوماسيون غربيون. ويمكن ان يكون لبنان هو هذا البلد. الا انه وفي حال حصول تصويت من المرجح الا يحصل الفلسطينيون على الاصوات التسعة داخل مجلس الامن اللازمة لرفع توصية بقبول عضوية دولة فلسطين الى الجمعية العامة. وحتى في حال تأمين الاصوات التسعة، فان الولاياتالمتحدة العضو الدائم في مجلس الامن سبق واعلنت انها ستستخدم حق الفيتو لمنع قبول الطلب الفلسطيني. وفي حال لم يحصل الطلب الفلسطيني على تأييد تسعة اعضاء او في حال استخدام الولاياتالمتحدة حق الفيتو، سيكون بامكان الفلسطينيين طلب حصول تصويت من قبل الجمعية العامة حيث الموافقة مضمونة وباكثرية كبيرة. وسيعطي هذا التصويت فلسطين وضع المراقب "لدولة غير عضو" وهو ما يختلف عن وضعها الحالي وهو "كيان بصفة مراقب". وقد اعلنت البرازيل والصين والهند ولبنان وروسيا وجنوب افريقيا تأييدها للطلب الفلسطيني. في حين لم تحدد نيجيريا والغابون وقفيهما بعد الا انه من المرجح ان توافقا. ولم تعلن المانيا موقفها بعد الا انها قد تصوت ضد الطلب على الارجح او قد تمتنع، كما يرجح ان تمتنع كل من البرتغال والبوسنة. وكان الفلسطينيون حققوا انتصارا دبلوماسيا كبيرا بعد قبول دولة فلسطين عضوا في منظمة اليونيسكو في الحادي والثلاثين من تشرين الاول/اكتوبر الماضي. وردا على هذه الخطوة علقت الولاياتالمتحدة مساهمتها السنوية في تمويل اليونيسكو في حين اعلنت اسرائيل تسريع بناء الفي مسكن في القدسالشرقية وفي الضفة الغربيةالمحتلة.