كتب : ريهام طاهر الأربعاء 18.06.2014 - 08:21 م مثلها كأى فتاة حلمت برجل تحتمي به، تستند عليه، ويجعلها المرأة الوحيدة المتوجة على عرش قلبه ، لكنها استيقظت على واقع مرير، تعيش فيه مع زوج ضعيف الشخصية يرتبك امام والدته كما يرتبك الطفل الصغير، وحماة تتدخل فى ادق تفاصيل حياتها وتحدد لها مواعيد جماعها بزوجها، هذا هو ملخص مأساة شيماء. شيماء امرأة فى العقد الثالث من عمرها، جاءت الى محكمة الأسرة بمصر الجديدة لإقامة دعوى خلع تحمل رقم 231لسنة 2013 ضد زوجها محمد 48 عاما بعد زواج دام لاكثر من 12 عاما ، واثمر عن ثلاثة اطفال. "زوجى ابن امه" هكذا بدأت الزوجة الثلاثينية الحديث عن تفاصيل مأساتها ل"صدى البلد"، وتقول :" كان يبدو كالطفل المرتبك أمامها، يحب ما تحبه ويكره ما تكره، حبه لأولاده وعطفه عليهم كان مقترن بحبها هى، حتى وصل به الحال انه كره طفلته الصغرى لان "الست الوالدة " لا تطيقها، لعشقها الصبيان، تركها تتدخل فى ادق تفاصيل حياتنا، فكانت هى من تحدد مواعيد لقاءاتنا الحميمة، وهى من تختار ملابسي التي ارتديها له قبل الجماع، ولا يمكن له أن يقيم معي علاقة دون إذن منها". بابتسامة تخفى وراءها حسرة وألم تابعت الزوجة الثلاثينية حديثها :" كان زوجي يتركني بمفردي لينام في حضن والدته التي كانت تأبى ان يفارق ابنها "المدلل" حضنها، كان يضع كل مايجنيه من عمله بين يديها، حتى مصاريف بيتى كنت "اشحتها" منها، ولو أصيب احد ابنائى مرض كنت أمد يدي لها، منتظرة ما تجود به على من مال يفترض انه من حقى انا واولادى، منها لله حولت حياتى الى جحيم، جعلتني أتمنى الموت فى كل لحظة لا تخلص من القهر والذل الذى كنت أعيش فيه". بصوت ممزوج بنبرات البكاء قالت شيماء :"لا استطيع ان انسي اليوم الذي وقف فيه زوجى صامتا عاجزا امام والدته وشقيقته، وهما يمسكان بشعرى، ويسحلاني على الأرض أمام عينيه، والدم ينزف من فمى ووجهي، ولن انسى له كلماته الصادمة عندما استنجدت به لينقذني من بين ايديهن ويقول: "هعملك ايه يعنى دول اهلى"، كلماته التي اصابتنى بانهيار عصبي، وافقدتنى القدرة على النطق، لمدة عشرين يوما، قضيتها في المستشفى بين الحياة والموت". تحاول الزوجة الثلاثينية ان تجمع شتات نفسها وتكمل :" أقدمت على الانتحار مرتين بعد ان يئست من أن ينصلح حال زوجي، ويكف عن خضوعه لوالدته، فابتلعت كمية كبيرة من الأقراص المنومة، لم اعبأ بمصير الى الجنين الذى ينمو داخل احشائى، لكن الله أراد ان استكمل رحلة عذابى مع هذا الرجل "الضعيف" وتم اسعافى". تعود الزوجة بذاكرتها الى 12عاما للوراء وتروى تفاصيل لقائها بزوجها:" محمد كان جارى، جذبني بشهامته ورجولته، لم تسعني الفرحة عندما تقدم لخطبتي، ظننت انى ظفرت بسيد الرجال، لم يكن يتعدى عمري حينها 18 عاما، وهو كان فى السادسة والثلاثين عاما، فرحت بالدبلة وفستان الفرح، وقبلت ان ازف فى بيت اهله، لكنى فؤجئت باني لم أكن في نظر حبيبي سوى امرأة تشبع رغباته، وخادمة لوالدته وشقيقاته، لكنى قبلت خوفا من شبح الطلاق، وتحملت بخله فى الإنفاق والمشاعر، ومنعني من رؤية لأكثر من 6سنوات". "نفسي اخلص منه، لكي ابدأ فى إجراءات صرف معاش الخاص بالمطلقات" هذا كل ما تمنته شيماء فى ختام روايتها، مؤكدة انها لم تطرق باب محكمة الأسرة الا بعد ان رفض زوجها تطليقها ب"المعروف"، وهددها بأن يتركها معلقة. نقلا عن صدي البلد