القاهرة - أيمن محمد الفايد شخصية البطل شوفي اصل البطل الماساوي مراءة عدسة كاشفة كاشفة لولقعنا بمعني اخر هو مختبر حساس يعمل علي تفهم ما وراء الاشياء من معني لقد اوضح هذا هيجل بثلاث نماذج للبطل الماسوي تتفق مع ثلاثة احقاب زمنية الاول : يخص المفهوم الاغريقي للبطل الماساوي وهو الطل في هذة الفترة محكوم بمصير فهو دائم الصراع مع القوة الخارجية والطبيعية والثاني : هو ذلك البطل او تلك الشخصية التي يرتكز داخلها رغبة ماساوية وقوة خارقة تسيطر علي تطور هذة الرغبة والقوة الماساوية الخارقة هي التي تسبب هلاكة وهلاك ابطالة كما في مسرحيات شكسبير الثالث : هو البطل الدرامي الذي يقوم بالتوفيق دائما بين رغباتة ومشاعرة والاحكام والقوانين الاجتماعية المفروضة علية من العالم الخارجي او من المجتمع فهو يقوم دائما بعملية توفيق ليتحاشي هذا الهلاك او القدر الذي ينتظرة . سيدتي لقد مضي وقت طويل علي هذة النماذج لابد ان الحكاية هي هية مستمرة مع الحياة وعلي فكرة هي بتتطور فينا بفعل تطور الاحداث الاجتماعية الكبيرة والثورات الصناعية والطبقية لقد اصبح مفهوم البطل الماسوي ينمو ويتطور ليصبح اكثر واقعية ليعكس التطور الاجتماعي والنفسي . ان كل تصور للبطل من وجهة تكوينة الذاتي لابد انة يؤكد لنا بادي ذي بدء انة ليس بمعزل عنا لان البطل كممثل للمجتمع لا يمكن ان نستغني عن ربطنا كافراد بالبطل كفرد او بعبارة اخري ان هذة التصورات الذاتية تجعل قيمة البطل بالنسبة لنا هي انة يمر بتجارب يمكن ان نمر بمثلها او بصور مخففة منها هذة الفكرة يؤكد ارسطو كما يؤكدها علماء التحليل النفسي . ثم ان تغير احوال هؤلاء الابطال من السعادة الي الشفاء لايحدث بسبب الخبث والشر بل بسقطة عظيمة فهذة السقطة العظيمة " الهامارتيا " هي اذا نقطة الضعف في شخصية البطل التي لا تجعلة كامل الفضيلة والتي تنجم عنها الفاجعة وبدونها لايتحقق غرض التراجيديا من اثارة الرحمة والخوف فهي التي تجعلنا نشعر ان البطل يشبهنا لاننا وان كنا نميل الي التفخيم من شان انفسنا والاعتقاد باننا في صممينا نماذج للخير فقلما نعفي انفسنا من اللوم لسبب من الاسباب وهي التي تجعلنا نعطف علي البطل ايضا لانها ليست الا سقطة واحدة بين فضائلة الكثيرة ولكن عطفنا علية لا يصل الي الجزع لان الفاجعة التي ينتهي بها امرة لا تهبط علية من الخارج بل هي من عملة فهي نتيجة لهذة السقطة الواحدة . اذا فندخل علي الفور الي " الهامارتيا" خاصة وهي التي تعنينا في الامر كلة وهي ما راداد الشيخ ابو اسامة ان يبصر ايمن . علي فكرة ابو اسامة لم يكن يهتم كثيرا بان يعلمة فنون القتال والسلاح ولا حتي السياسة بل كل ما يعنية ان يعلمة كيف يبني في نفسة دولة يريد يعلمة كيف يسقط البطل وتاملة السياسة قبل ان يعبر . الشيخ خايف عليك جدا من همجية الروس وبلطجية امريكا وخائفعليك من جبن الموساد الاسرائيلي وخائف عليك ممن تسول لة نفسة اي اسلوب من الخيانة ومن غيرة الاخوان " ومن شر حاسد اذا حسد " تخيل انة خائف عليك حتي من ثورتك وطموحك خائف عليك حتي من خجلك . وهذة النظرة نفسها هي نظرة ارسطو في نظريتة المشهورة عن الهامارتيا او السقطة المدمرة . حيث ينظر الي البطل من ناحية ذاتة فالبطل التراجيدي يجب ان يكون فاضلا مع عيب كبير يشوب فضيلتة ويؤدي الي هلاكة والفعل المؤلم الذي ينزل بالبطل يجب ان ياتي من اقرب الناس الية وارسطو لا يفسر بان هذا الفعل ومثل ذلك البطل هما اللذان يثيران في نفوس النظارة انفعالي الشفقة والخوف . ولكن لماذا كان البطل في قبولة للمعايير الاخلاقية التي نستطيع ان نزعم انة يتلقاها من الخارج فاضلا غير كامل الفضيلة ؟ ولماذا كانت النهاية الفاجعة علي ايد اقرب الناس الية هي النهاية المناسبة لة او بعبارة اخري ما تفسير هذة العلاقة بينة وبين العالم الخارجي ولقد تاثر الناقد الانجليزي برادلي اشد التاثير بفلسفة ارسطو الفنية وهو يتناول في دراستة عن تراجيديات شكسبير فكرة الهامارتيا وان لم يستعمل كلمة الهامارتيا نفسها فبعد ان بقر ان فواجع التراجيديا لا تحدث مجرد حدوث ولا تنزل من عل بل تنشا عن افعال وهذة الافعال صادرة عن اناس فيصف افعال التراجيديا بانها افعال بكا معني الكلمة وليست اشياء عملت بين النوم واليقظة بل هي افعال تدل علي الفاعل كل الدلائل في فعلها او تركها افعال مميزة للخلق والظاهر من هذا ان بردالي يعتبر الهامارتيا فعلا "اراديا" كملا فيغير هنا في نظرة لا يمكن ان يكون مميز للخلق . ولكنة يعود عد ذلك الي شرح ما يعنية بالخلق والشخصية التراجيدية فيقول ان شخصياتة " اي شكسبير " التراجيدية مصنوعة من المادة التي تجدها في انفسنا والناس الذين يحيطون بنا ولكنهم يعمقون الحياة التي يشتركون فيها مع غيرهم فيرتفعون فوقهم واعظمهم يبلغ من ارتفاعهم اننا لو ادركنا حق الادراك ما تتضمنة اقوالهم وافعالهم لشعرنا اننا لم نكد نعرف في واقع الحياة احد يشبهم . فبعضهم كهاولت وكيلوباترا اولو عبقرية واخرون كعطيل ولير ومكبث وكريلانوس من الطراز الكبير تصل فية الرغبة والعاطفة او الارادة الي قوة مخيفة وفي جميعهم تقريبا نلاحظ وحدة المنزل بشكل ظاهر اي الميل في اتجاة معين والعجز التام في بعض الظروف عن مقاومة القوة التي تجذبهم الي هذا الاتجاة والميل والخطر الي النظر الي الوجود كلة كانما هو مساو لاهتمام واحد او عاطفة واحدة او عادة عقلية واحدة وفي هذة الفكرة يشير برادلي الي امرين عظمين الا همية فهو ينبة . اولا : الي ان الشخصيات التراجيدية وان كانت مصنوعة من المادة التي نجدها في انفسنا فنحن لا نكاد نعرف في واقع الحياة احد يشبههم لانهم يعمقون الحياة التي يشتركون فيها مع غيرهم ومعني ذلك اننا نتوقع من ابطال التراجيديا ان يفكرو في الاشياء التي لا نجرؤ علي التفكير فيها وان يفعلو الاشياء التي لا تريد في حياتنا العادية ان نفكر في فعلها . ثانيا الذي يبهنا الي برداني هو سيطرة اتجاة معين علي الشخصيات التراجيدية وان هذة الصفة الخلقية تنشاء من الذات ولكنها لا تلبث ان تقوي علي الذات وتجذبها الي اتجاهات ولعل برادلي يسلب تقريرة السابق عن الافعال التراجيدية انها افعال بكل معني الكلمة وليست اشياء عملت بين النوم واليقظة وملاحظة برادلي لهذة الخاصية في الهامارتيا كونها تجذب البطل علي الرغم منة هي التي تجعلة يقرر ان الصراع الداخلي الذي يدور في نفس البطل لايقل شانا في التراجيديا عن الصراع الخارجي الذي يدور بينة وبين القوي المعادية لة ولكنة في محاولة ان يربط الصراع من وجهية الخارجي المادي والباطني النفسي . وبما اننا نتكلم لغة نفسية صرفة فعلينا اذا ان نذهب الي علم النفس المعاصر لعلة يوضح لنا ما تركة النقاد مثل برادلي وبتشر وبما ان رحلتنا في علم النفس قد تطول قليلا فلنبق علي ذكر من هذين السؤالين . 1- ما حقيقية هذة القوة التي تتميز في نفس البطل فتدفعة الي فعل يؤدي الي الكارثة وهذة . 2- ثم ما اساس العلاقة النفسية بيننا وبين البطل التراجيدي ؟ ان الامة اذا ضعفت ظهر فيها التزلف وكثر الجدل وبرز التعالم وزاد الخلاف واذا كان الضعف لاسباب خارجية كسيطرة عدو او طمع من جوار او تسلط غاشم فان ما يكون من الابناء اشد اثرا ووقعا من الاعداء ويكون هذا سبب الضعف الداخلي وتللك الاسباب الخارجية والداخلية تمثل مجتمعة بحق السبب الخارجي لسقوط البطل التراجيدي ولن ناخذ من هذة الاسباب الا سببا واحد وهو العدو القريب من سقوط البطل كنظرة عمر بن الخطاب رضي الله عنة اللهم قني شر اصدقائي فاما اعدائي فانا كفيل بهم " هي نفسها التي تقول : ان الفعل الذي ينزل بالبطل يجب ان ياتي من اقرب الناس الية سواء كان عن خبث او عن طيبة غير مسؤلة لذلك سنركز علي العدو القريب لانة الاخطر والاخفي والظاهرة التي تبرز في مسار الامة وتبرز خاصة في فترات سقوطها ان دور المنافقين يكون اكبر من دور الكافرين ؟ ومصائبنا تقع ممن يتكلمون بالسنتنا وياكلون من عرقنا اكبر مما يقع علينا بايدي اعدائنا . فلقد ظهرت في الساحة محاول هدم ولاسف انها تعمل اسم العلم وباسم الخير وباسم الحق وباسم الدعوة انهم اناس يفتتون وحدة الامة ويفرقون كلمتها ويشتتون صفوفها وهم يصرون علي موقفهم .. حقا انهم يفعلون امورا ذات بال لذا فالمؤمرة علي الاسلام قد تجاوزت المدي واخذت ابعادا جديدة مخوفة .. وان المصارحة هنا اجدي في رد الخطر وقتل الشر الذي استفحل .