حلم دولة الخلافة الإسلامية والتحالف الاخواني بين جماعة الإخوان المسلمين في مصر والجماعة في تركيا ليس لم يكن وليد العهد القريب بعد أحداث ثورة يناير 2011 كما يظن البعض، وإنما طبقا لتقارير السلطات الأمنية المصرية فإن الحلم والتحالف من اجل تحقيقه ممتد إلى ما قبل ذلك بوقت بعيد، حيث رصد جهاز مباحث أمن الدولة في فبراير عام 2009، قيام اللجان الاليكترونية لجماعة الإخوان المسلمين بالترويج لمبايعة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان خليفة للمسلمين، بالإضافة إلى دعم اردوغان بمليارات الدولارات في صورة تنشيط التبادل التجاري بين مصر وتركية ليستفيد الرئيس التركي وحكومته بالإضافة إلى استفادة رجال أعمال الجماعة في مصر. وطبقا لمذكرة تحريات منسوب صدورها لجهاز مباحث امن الدولة بتاريخ 3 فبراير 2009، وحصلت عليها شبكة أخبار المصري "ش.أ.م" فإن جماعة الإخوان المسلمين سعت إلى إقامة دولة الخلافة الإسلامية وعاصمتها تركيا منذ وقت بعيد، وأنها كانت تستغل أحداث سياسية معينة للترويج لحلم الخلافة، مستغليين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عن طريق تحميسهم بالخطاب الحماسي لكسب تأييدهم، بالإضافة إلى الترويج لتحقيق مكاسب اقتصادية للجماعة في مختلف البلدان التي تنشط بها تجمعات التنظيم الدولي للإخوان. وقالت مذكرة جهاز مباحث امن الدولة المنسوب صدورها إلى إدارة المتابعة الاليكترونية بقيادة العقيد سامح عز الدين، والمعنونة بعبارة "سري للغاية"، والمرفوعة إلى اللواء حسن عبد الرحمن رئيس جهاز مباحث امن الدولة – آنذاك- بعنوان "مذكرة للعرض" وجاء بها نصا " نفيد سيادتكم انه خلال الأيام الماضية رصدنا قيام عدد من نشطاء جماعة الإخوان المسلمين بإطلاق صفحات اثارية عبر موقع التعارف الشهير (فيسبوك) تدعو لمبايعة الرئيس التركي (رجب طيب اردوغان) خليفة للمسلمين، مستندين على موقفه مؤخرا خلال منتدى دافوس الاقتصادي العالمي في سويسرا، حيث انسحب اردوغان غاضبا من إحدى الجلسات احتجاجا على عدم إعطائه الفرصة للرد على كلمة مطولة للرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز والتي برر فيها المجزرة الإسرائيلية في غزة. ورصدت الإدارة طرفنا أولى تحركات اللجنة الاليكترونية لجماعة الإخوان المسلمين، فور إعلان موقف الرئيس التركي، وتمثلت في إطلاق صفحة على موقع (الفيسبوك) باسم (رجب طيب اردوغان..خليفة للمسلمين) تدعو لمبايعة اردوغان خليفة للمسلمين مروجين بطولات للرئيس المذكور. وكذا انتشرت الصفحات والتجمعات بعد إقبال مستخدمو الانترنت على وجه العموم وموقع (الفيسبوك) على الفكرة، ومشاركتهم لها بعد أن تحمسوا لها متأثرين بلغة الخطاب الذي توجهه الصفحات المدعومة من جماعة الإخوان المسلمين، حيث تم رصد العديد من الصفحات خلال الساعات القليلة الماضية اللاحقة لتأسيس الصفحة الأولى، ومنها صفحات (تشكرات أفندم) و (سطر شكرك لاردوغان لبسالته أمام إسرائيل)، و (الشكر والتقدير لاردوغان) وغيرها من الصفحات التي مازالت حتى الآن تطلق على الفيسبوك برعاية لجان جماعة الإخوان المسلمين في القاهرة والمحافظات. كذا رصدنا ضمن خطاب جماعة الإخوان المسلمين عبر صفحات وتجمعات موقع الفيسبوك، دعاوى الدعم الاقتصادي لتركيا ولاردوغان، عن طريق مقاطعة البضائع الأمريكية والأوروبية والإقبال على شراء وترويج المنتجات التركية، وكذا دعوة المستثمرين – واغلبهم إخوان- لاستيراد المزيد من البضائع التركية بديلا للبضائع الأمريكية والأوروبية، مستغلين حماس رواد الفيسبوك من الشباب، وموقف الرئيس التركي مؤخرا لتحقيق مكاسب اقتصادية للجماعة ولتركيا على حد السواء.