قد تقدم البيانات الخاصة بإجمالي الناتج المحلي ونسبة البطالة والإحصاءات الخاصة بالمرضى وأعدادهم جبالا من المعلومات ولكنها لا ترسم بالضرورة صورة دقيقة عن حقيقة الحياة في ألمانيا لذلك فإن الباحثين المعنيين يبحثون عن أداة تراعي العوامل النفسية والعاطفية للفرد مثل مؤشر "الراحة النفسية" الذي نشر اليوم الثلاثاء في برلين والذي ربما كان أحد هذه الوسائل حسبما يأمل أصحاب هذه الفكرة من معهد جالوب لأبحاث السوق وخبراء شركة هيلثوي ويرى هاينو ماير رئيس مركز منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في برلين أن :"السعادة في تزايد حاليا" ولم تكن هذه المنظمة الدولية غير الحكومية هي الوحيدة التي غيرت معيار النمو الاقتصادي البحت واعتمدت أكثر على التقدم الاجتماعي، حيث يبحث سياسيون في ألمانيا عن معايير جديدة لقياس السعادة، ومن المقرر أن تبحث لجنة متخصصة في البرلمان الألماني عن سبل لاعتماد توزيع الدخل والأضرار البيئية أو الجريمة ضمن معايير السعادة وعرض قبل أيام "أطلس السعادة في ألمانيا" والذي يحاول اعتماد معايير اجتماعية وبيئية خاصة بالسنوات السابقة لحساب مستوى السعادة وأكدت كاتيه بيل، الشريكة في معهد جالوب، أن "مؤشر الراحة النفسية" يتضمن أكثر من مجرد السؤال عن السعادة ويطرح المؤشر كل شهر أكثر من 50 سؤالا متعلقا بستة موضوعات ذات صلة بالصحة النفسية والجسدية والحياة الوظيفية والرضا بالمحيط الاجتماعي وذلك في سبيل التوصل لصورة تعكس شهريا قدر الإمكان واقع الحياة كما يشعر به الفرد ورأى البروفيسور كلاوس هوريلمان الباحث في قضايا الأجيال والصحة أن "الأعداد المجردة وحدها لا تكفي" لقياس هذا الواقع" جاء ترتيب ألمانيا في مؤشر الراحة النفسية قبل أمريكا مباشرة خلال أول تقييم للمقابلات التي أجريت في آذار'مارس الماضي على أساس هذا المؤشر ويتبين من خلال التفاصيل أن الألمان يمارسون قدرا أكبر من الرياضة ويعانون قدرا أقل من الاكتئاب ويشعرون برضا أكثر بحياتهم كما أظهر المؤشر أن 90% من الألمان راضون فيما يتعلق بتوفر ضرورات الحياة وأن 55% راضون عن عملهم وبشكل عام فإن الأسر التي أنجبت أطفال أسعد من الأسر التي لم تنجب أطفال باستثناء مجموعات الأسر ذات الدخل المتدني. كما كان شعور أسر مناطق شرق ألمانيا أقل وكذلك مستوى رضا المهاجرين