في حادثة غريبة من نوعها هاجمت مجموعة من المراهقين العربة المخصصة للسيدات بمترو الأنفاق بالجيزة ، وبدأوا فى رفع "جونلات" النساء والتحرش بهن الأمر الذي تسبب فى إصابة السيدات والفتيات بحالة من الرعب والصراخ قابلتها نوبة من الضحك الهستيرى من الصبية المعتدين، حتى جاءت المحطة التالية ونزلوا مسرعين ليفروا أمام أعين الركاب ورجال الأمن الذين تركوهم يفلتون بفعلتهم بدون أي عقاب..! لم تكن هذه حالة التحرش الوحيدة التي تعاني منها السيدات من ركاب المترو، واللائي وجدن في عربة السيدات في السابق ملاذا يحميهم من هذه الحوادث التي تقع بصورة شبه يومية في عربات المترو المختلطة، ولكن مع الانفلات الأمني الذي تشهده البلاد بعد الثورة وما نجم عنه من انفلات أخلاقي، انتقلت حوادث التحرش بالمترو للعربات المخصصة للسيدات.. رانيا محمود ،ممرضة بمستشفي حكومي، دائما تستقل العربة الخاصة بالسيدات فى مترو الأنفاق في رحلة الذهاب والعودة من العمل يوميا .. تشير إلى ركوب رجال وشباب فى سيارة النساء وسط الزحام الشديد خاصة عند فترة الظهيرة، وهى فترة رجوعها غالبا من عملها بالمستشفى، ليستغل بعض الرجال منعدمى الأخلاق -على حد وصفها- هذا الازدحام ليبدأوا فى مضايقة الفتيات، وإذا ما حاولت إحداهن الاعتراض يتطاول عليها الشخص المتحرش وغيره من الرجال المندسين بالعربة ويوبخونها بألفاظ نابية، بل إن الأمر قد يتطور للتطاول عليها بالضرب . وتؤكد أن هذه الحوادث اعتادت عليها النساء فى عربات المترو المختلفة باستثناء العربة المخصصة للسيدات، ولكن في الفترة الأخيرة ومع الفوضى الشديدة التى عانت منها محطات المترو والتجرؤ على رجال الشرطة انتقل التحرش إلى العربة المخصصة للسيدات بدورها دون أي رادع. وتعود بنا صابرين سالم ،موظفة بإحدى المدارس، إلى واقعة التحرش الجماعي التي شهدتها بنفسها لتكمل أنها ذهبت إلى مكتب الأمن وهى منهارة صارخة فى وجوههم ليتحركوا، إلا أنها لم تحظ منهم سوى بمحاولات لتهدئتها وامتصاص غضبها فقط.. ليفر الصبية دون أى ملاحقة. بينما تؤكد سيدة أخرى ،رفضت ذكر اسمها، أنها تعرضت لأكثر من محاولة تحرش بالمترو داخل العربة المخصصة للسيدات خاصة من البائعين الجائلين ،الذين يصرون في تبجح شديد على ركوب عربة السيدات غير عابئين باعتراضهن وكأنهم فئة مستنثاة من الرجال، لتؤكد أنها عقب كل محاولة يرتفع صوتها لزجر الجانى الذى يدافع عن نفسه فى بعض الأحيان والذى يزجرها في أحيان أخرى موجها لها ألفاظا غير لائقة، مما جعلها تفكر جديا فى عدم الذهاب إلى عملها حتى تستقر الأوضاع الأمنية فى البلد. وتؤيدها في الرأي صفاء السيد ،وتعمل بوسط البلد، والتي تشير إلى أنها لا تستطيع الاعتراض على ركوب أى رجل أو شاب لعربة النساء لأنها تفاجأ بوابل من الشتائم منهم ، مؤكدة أن تقاعس رجال الأمن عن أداء دورهم بالمترو هو سبب تلك الفوضى حتى تجرأ عليهم الكثيرون حتى الصبية منهم وأمام أعين الركاب.. لتتساءل لمن إذن ستلجأ الفتاة في هذه الحالة وبمن تستنجد؟