5 دول لن تشهد انتخابات مجلس الشيوخ.. سوريا والسودان وإسرائيل أبرزهم    محافظ القليوبية يتابع أعمال النظافة ورفع الإشغالات بالخصوص    الرئيس الإيراني يبدأ زيارة رسمية إلى باكستان السبت لتعزيز التعاون الثنائي    ملك المغرب يعطي تعليماته من أجل إرسال مساعدة إنسانية عاجلة لفائدة الشعب الفلسطيني    الرئاسة الفلسطينية: مصر لم تقصر في دعم شعبنا.. والرئيس السيسي لم يتوان لحظة عن أي موقف نطلبه    فرنسا تطالب بوقف أنشطة "مؤسسة غزة الإنسانية" بسبب "شبهات تمويل غير مشروع"    القوات الأوكرانية خسرت 7.5 آلاف عسكري في تشاسوف يار    البرلمان اللبناني يصادق على قانوني إصلاح المصارف واستقلالية القضاء    تقرير: مانشستر يونايتد مهتم بضم دوناروما حارس مرمى باريس سان جيرمان    عدي الدباغ معروض على الزمالك.. وإدارة الكرة تدرس الموقف    خالد الغندور يوجه رسالة بشأن زيزو ورمضان صبحي    راديو كتالونيا: ميسي سيجدد عقده مع إنتر ميامي حتى 2028    أبرزهم آرنولد.. ريال مدريد يعزز صفوفه بعدة صفقات جديدة في صيف 2025    مصر تتأهل لنهائي بطولة العالم لناشئي وناشئات الإسكواش بعد اكتساح إنجلترا    جنوب سيناء تكرم 107 متفوقين في التعليم والرياضة وتؤكد دعمها للنوابغ والمنح الجامعية    تحقيقات موسعة مع متهم طعن زوجته داخل محكمة الدخيلة بسبب قضية خلع والنيابة تطلب التحريات    محافظ القاهرة يقود حملة لرفع الإشغالات بميدان الإسماعيلية بمصر الجديدة    نيابة البحيرة تقرر عرض جثة طفلة توفيت فى عملية جراحية برشيد على الطب الشرعى    مراسل "الحياة اليوم": استمرار الاستعدادات الخاصة بحفل الهضبة عمرو دياب بالعلمين    مكتبة الإسكندرية تُطلق فعاليات مهرجان الصيف الدولي في دورته 22 الخميس المقبل    ضياء رشوان: تظاهرات "الحركة الإسلامية" بتل أبيب ضد مصر كشفت نواياهم    محسن جابر يشارك في فعاليات مهرجان جرش ال 39 ويشيد بحفاوة استقبال الوفد المصري    أسامة كمال عن المظاهرات ضد مصر فى تل أبيب: يُطلق عليهم "متآمر واهبل"    نائب محافظ سوهاج يُكرم حفظة القرآن من ذوي الهمم برحلات عمرة    أمين الفتوى يحذر من تخويف الأبناء ليقوموا الصلاة.. فيديو    ما كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر؟ أمين الفتوى يجيب    القولون العصبي- إليك مهدئاته الطبيعية    جامعة أسيوط تطلق فعاليات اليوم العلمي الأول لوحدة طب المسنين وأمراض الشيخوخة    «بطولة عبدالقادر!».. حقيقة عقد صفقة تبادلية بين الأهلي وبيراميدز    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    لتسهيل نقل الخبرات والمهارات بين العاملين.. جامعة بنها تفتتح فعاليات دورة إعداد المدربين    محقق الأهداف غير الرحيم.. تعرف على أكبر نقاط القوة والضعف ل برج الجدي    وزير العمل يُجري زيارة مفاجئة لمكتبي الضبعة والعلمين في مطروح (تفاصيل)    هيئة الدواء المصرية توقّع مذكرة تفاهم مع الوكالة الوطنية للمراقبة الصحية البرازيلية    قتل ابنه الصغير بمساعدة الكبير ومفاجآت في شهادة الأم والابنة.. تفاصيل أغرب حكم للجنايات المستأنفة ضد مزارع ونجله    الشيخ خالد الجندي: الحر الشديد فرصة لدخول الجنة (فيديو)    عالم بالأوقاف: الأب الذي يرفض الشرع ويُصر على قائمة المنقولات «آثم»    تمهيدا لدخولها الخدمة.. تعليمات بسرعة الانتهاء من مشروع محطة رفع صرف صحي الرغامة البلد في أسوان    ليستوعب 190 سيارة سيرفيس.. الانتهاء من إنشاء مجمع مواقف كوم أمبو في أسوان    تعاون مصري - سعودي لتطوير وتحديث مركز أبحاث الجهد الفائق «EHVRC»    كبدك في خطر- إهمال علاج هذا المرض يصيبه بالأورام    محافظ سوهاج يشهد تكريم أوائل الشهادات والحاصلين على المراكز الأولى عالميا    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير البترول يبحث مع "السويدى إليكتريك" مستجدات مجمع الصناعات الفوسفاتية بالعين السخنة    هشام يكن: انضمام محمد إسماعيل للزمالك إضافة قوية    ضبط طفل قاد سيارة ميكروباص بالشرقية    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    انطلاق المرحلة الثانية لمنظومة التأمين الصحي الشامل من محافظة مطروح    SN أوتوموتيف تطلق السيارة ڤويا Free الفاخرة الجديدة في مصر.. أسعار ومواصفات    خبير علاقات دولية: دعوات التظاهر ضد مصر فى تل أبيب "عبث سياسي" يضر بالقضية الفلسطينية    بدء الدورة ال17 من الملتقى الدولي للتعليم العالي"اديوجيت 2025" الأحد المقبل    يديعوت أحرونوت: نتنياهو وعد بن غفير بتهجير الفلسطينيين من غزة في حال عدم التوصل لصفقة مع الفصائل الفلسطينية    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    طارق الشناوي: لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل موهوب بل إنسان وطني قاتل على الجبهة.. فيديو    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    فوضى في العرض الخاص لفيلم "روكي الغلابة".. والمنظم يتجاهل الصحفيين ويختار المواقع حسب أهوائه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التبادل المتوازن للطاقات بين الطبيعة والإنسان
نشر في أخبار مصر يوم 02 - 08 - 2007

ظهر في روسيا منذ زمن قريب حقل اقتصاد جديد. وهذا الحقل الجديد لا ينتج شيئا معتبرا، مع أن المواطنين العاملين فيه لا يشتكون من قلة الدخل ويوضحون للبقية كيف يبنون البيوت ويرتبون الاثاث ويجلسون المرؤوسين بطريقة صحيحة. كلا هم ليسوا بنائين ولا معماريين ولا مصممين ولا محلليين نفسانيين. بل هم معلموا فينج شوي : خبراء، كما يسمون أنفسهم، النظرية الصينية القديمة عن كيفية العيش في انسجام مع العالم. وما هي هذه النظرية القديمة؟
نبذة تاريخية
فينج شوي هي النظرية الصينية الاقدم عن كيفية العيش في انسجام مع العالم على أساس التبادل المتوازن للطاقات بين الطبيعة والانسان
معلومات أولية
نشأ نظام فينج شوي، في الشكل الذي يمثل أمامنا اليوم، كمشتق من تعاليم الفلاسفة الصينين للسلالة الملكية سون من عام 960 - 1270 ، والذين يعتبرون الطبيعة ككيان واحد حي.هذا الكيان، حسب رأيهم، له أربعة أقسام:
1 - النظام العام 'لي'
2 - التناسبات العددية للأرض والكون شو
3 - التنفس الحيوي 'تسى'
4 - أشكال ظهور الطبيعة 'اين'
الحسابات الاكثر تعقيدا لكثير من الاقترانات داخل هذه الاقسام، التي تأخذ بعين الاعتبار تكوين الارض ومواقع النجوم وفصول السنة وأشياء أخرى كثيرة، كانت تحدد في الحقيقة للفلاح الصيني الى أين يرتحل في هذه الدنيا.
الموتى والطبيعة
لم تكن في الصين أبدا تقاليد انشاء مقابر عامة. كل واحد كان حرا في دفن الميت من أفراد أسرته حيثما كان وكيفما كان. في الوقت نفسه كان الصينيون يبدون أهمية استثنائية لطقوس الدفن، لأنهم كانوا يعتبرون أنه من كيفية استلقاء الرفات وهل ستقبلها الطبيعة بشكل صحيح تعتمد كليا رفاهية الاحياء؟ لهذا قبل كل شيء فرض فينج شوي كيف وأين يجب دفن الاقارب؟
بما يخص الارشادات الخاصة ببناء البيوت وترتيب الاثاث فقد ظهرت في وقت متأخر، في القرنين الحادي والثاني عشر. فعليه يجب عدم تصديق الكتيبات المعاصرة والتي تزعم أن عمر التعاليم أكثر من ستة آلاف عام.
وهذا ببساطة غير صحيح، مع أن جذور فينج شوي فعلا تمتد الى الماضي البعيد لكن ليس الى هذه الدرجة : حدد علماء الآثار أن قواعد الدفن نفسها تقريبا قد أستعملت في القرن التاسع قبل ميلاد المسيح.
دخل فينج شوي حتى بداية القرن التاسع عشر للميلاد الى حياة الصين الوسطى بشكل محكم لدرجة أن الاوروبيين واجهوا أكثر من مرة مشاكل جدية وهم يحاولون تنفيذ مشاريع بناء المؤسسات والطرق والجسور والمستوطنات.
كان يصيب المهندسين الاوروبيين اليأس بسبب ضرورة التنسيق مع السلطات المحلية لوضع حتى أعمدة التلغراف، اذا أكد معلمو فينج شوي أن هذه الاعمدة تسبب مراكز لتكثيف، كما لو قالوا في أيامنا هذه، الطاقات السلبية. وعندما قرر حاكم مستعمرة ماكاو البرتغالية اشراك السكان الاصليين في خيرات الحضارة وبناء، خلافا للقوانين العامة ل 'فينج شوي' سكة حديد في أقصر مسافة بين النقطتين أ و ب كمنوا له وقطعوا رأسه.
وأشار الباحثون الاوروبيون بالاجماع الى أن حسابات فينج شوي، التي تجرى للبحث عن الحياة الاكثر مناسبة، صعبة بصورة مستحيلة و بامكانها أي الحسابات أن تجعل الناس البسطاء يرتعدون خوفا بسبب عدم امكانية الادراك لديهم.
التكهن
عندما بنى الاوروبيون في هونغ كونغ مساكنهم في أنسب جزء، محمي من الرياح، من الجزيرة بالاضافة الى ذلك ورغبة في الجمال زرعوا الاشجار وحفروا البحيرات، ارتاب الصينيون بشكل جدي في أن الاوروبيين يعرفون عن فينج شوي الكثير ولكنهم لسبب ما يخفون هذه المعارف. من المفهوم أنه حتى ولا بالحلم ولا بتعليمات آلهية لم يكن الاوروبيون يشكون من وجود مبادئ ال 'فينج شوي' هم ببساطة كانوا يسترشدون بالعقل السليم.
وهنا يكمن كل جوهر الحكمة القديمة، لكن عن هذا لاحقا قليلا، والآن حان الوقت لالقاء نظرة على ما حدث ل 'فينج شوي' خارج حدود نشأته في أوروبا وروسيا.
التراجع عن القواعد
آخر كلمة في مناقشة أي مشكلة يجب أن تكون ملك الأخصائي. المحترف فقط قادر على أن يضع نقطة في النقاش،يفصل الحبة عن العشبة الضارة، الحقيقة عن الكذب - هذا مبدأ رئيسي، نحن نتبع هذا المبدأ على نحو صارم منذ عشرات السنين الكثيرة. وها نحن في هذه المرة أيضا، ونحن مستعدون للحديث عن فينغ شوي، بدأت في البحث قبل كل شيء عن العلماء الروس، الذين باستطاعتهم شرح ماهية النظام الصيني القديم من وجهة نظر العلم المعاصر.
اتصلت هاتفيا بأحد المعاهد العلمية المحترمة، والذي يمارس دراسات تاريخ الحضارات الأقدم، وقد قامت ادارة المعهد بتسمية اثنين من العاملين لديها وهما من ذوي الاختصاص في هذا المجال. وبقي القليل لعمله: الالتقاء بهما والتحدث معهما، ومن ثم اعطاء الشكل النهائي لنتيجة الحوار على شكل حديث صحفي أو مقالة. ولكني لم أتمكن من لقاء أي منهما. العاملان في الأبحاث العلمية لم يرفضا بشكل مباشر واجتهدا لتجنب الاتصال الشخصي.
كنت مستمرا في محاولاتي لتنظيم اللقاء على مدى أسبوعين ولم أكن أدرك الأسباب التي جعلتهما يتجنبان لقائي، حتى بدأت أشك في أن الأمر هنا ليس البتة في الانشغال الاستثنائي للأخصائيين.
عندها قررت أن أتعرف على العالمين غيابيا - وذلك بالبحث عن أعمالهما وأن أفهم في الحقيقة بماذا يعملان.
وجدت أحد أعمال أحدهما بمساعدة الانترنت وموضوعها محاضرات في الندوات العلمية.
نحو حياة سعيدة
الابواب الرئيسية، ومكان النوم وطاولة المكتنحو حياة سعيدة بالتوافق مع اسعد اتجاه الخاص بكم، سيكون عندكم
فينغ شوي بديع، حياتكم ستكون مملوءة بالوفرة والازدهار والسعادة'.
حسنا، سنتمعن في السعادة وندركها، الآن بشكل رئيسي ما يهمنا هو كيفية تجنب مختلف انواع المصائب. لهذا السبب سنلقي على الفور نظرة الى قسم الاتجاهات غير الملائمة. لنفترض ان عدد غوا الخاص بكم يساوي 5.
اول اتجاه سيئ في الادب الروسي الحديث الخاص ب فينج شوي يسمي: 'الضرر'. هذا الاتجاه خطر، لكن ليس للغاية. من الممكن حدوث نزاعات مع الناس والقانون، اخفاقات وحوادث ذات نهايات غير مهلكة. لهذه 'الخمسة'
الاتجاه - هو الشرق.
سيكون الوضع لاحقا اكثر سوءا. في الاتجاه السيئ 'شا'، والقادر على تدمير تجارتكم وحبكم للاقارب، يجب على 'الخمسة' الاحتراس من الجنوب.
اتجاه 'انقطاع الحياة' او 'القدر التعيس'. هنا كل شيء واضح وبدون شرح. خافي.. خافي ايتها 'الخمسة' من الشمال!
لنجمل الرصيد. من اجل البقاء حيا، بالنسبة لي ( في هذه الحالة اعتبر نفسي بمثابة نموذج اختبار )، يجب ان اذهب الى الغرب. ليس بمعنى ان اركض على الفور عبر الحدود مع روسيا البيضاء انما ان ارتب كل شيء في المنزل باتجاه الغرب: طرف السرير من ناحية الرأس باتجاه الغرب، نظري وانا وراء طاولة المكتب يجب أن يكون باتجاه الغرب أيضا، توصيل الكهرباء والغاز يجب أن يكون الى جهة الغرب أيضا... كل شيء عندي في المنزل باتجاه آخر ماعدا طاولة المكتب. ومع أني كنت أستطيع في وقت ما تنظيم توصيل الغاز الطبيعي والكهرباء الى شقتي من روسيا البيضاء ولكن لا معنى لهذا الآن. قرر فينغ شوي قدري البائس قبل هذا بكثير:
'اذا كان الباب الرئيسي في منزلكم في هذا الاتجاه، فانكم ستفقدون كل الأنجال. سيموت أولادكم وأحفادكم وستنقطع سلالتكم. من الممكن أن تضيعوا الثروة وكل شيء في حياتكم سيجري بطريقة خاطئة. ستعاني أسرتكم من مشاكل في الصحة بشكل منتظم. من الضرورة أن تتحاشوا هذا الاتجاه بأي ثمن. هذا الاتجاه حتمى ومميت في الوقت نفسه'.
بحث في الخرافات
في معهد محترم آخر. كان يتحدث المحاضر عن مشاركته في حلقة مناقشة عملية في الصين وكان يدرس فن أوس داو لتحقيق الأبدية. ولا شيء في هذا، دراسة فولكلور كل الأزمان وكل الشعوب - عمل مستحق للغاية، وهذا ما أظهره في ذلك الوقت رو وفريزر الباحثان العظيمان في القصص والخرافات. وما كربني أن المحاضر كانت علاقته بالموضوع ليس كمادة بحث علمي انما كحقيقة خفية.
تعتبر شائقة جدا ممارسة العمل مع الوعي الباطن والتبادل المتبادل للطاقة مع الأشجار والأجسام السماوية الخ...'
- هذه كانت احدى العبارات الختامية للمحاضر.
عثرت على اخصائي فينغ شوي الثاني والموصى عليه بعد بحث غير طويل في هيئة تدريس 'مركز فينغ شوي الامبراطوري'. وجدت ما يلي في سيرته الذاتية الموجزة على موقع هذا المركز..:. يستعمل في عمله أنواع مختلفة من فن التنبؤ الصيني.
العلم الحقيقي لا يقترن لا بالخرافات الشخصية ولا بالتجارة الخاصة. وهما كانا يفهمان هذا فهم اليقين، بدأت في البحث عن كتاب آخرين واكتشفت أن العلماء الجديين وببساطة لا يهمهم فينغ شوي. والذي قد قالوا عنه كل شيء الهولنديون والانكليز العظماء. لذا في هذه المرة سنخالف التقاليد.
علومة خاصة
الأوروبيون - أناس عمليون استنشقوا لفترة غير طويلة وعلى سبيل التسلية زهرة الزنبق الغامضة، ورأوا بحق أن وراء كل اهتمام إنساني توجد نقود حقيقية. أغرقوا أوروبا بالكتب والكراسات وموضوعها فينج شوي. بعد ذلك أنشأت مدارس ومن هناك، من أوروبا - أليس ذلك من المدهش؟ - وليس تماما من الصين، والتي حدود روسيا المشتركة معها تعد ببضعة آلاف من الكيلو مترات وتاريخ علاقات لا يقل عن أربعمائة سنة، داهم فينج شوي روسيا. أتى إلينا على شكل منتج تجاري على هيئة مطبوعات مترجمة في بداية التسعينات المضطربة، عندما ارتفع الطلب على الغموض والعلوم الخاصة بالظواهر الشاذة بشكل خيالي. بعد أن أضاع نقاط الرؤيا الإيديولوجية بحث الإنسان ضيق الأفق عن ما يستند إليه، وكان مستعدا لأن يدفع عن طيبة خاطر لأي خداع حلو.
تنظيم الحياة
أول من استرزق من فينج شوي هم ناشروا كتب مترجمة عن فينج شوي. وعلى أثرهم ظهر وتكاثر بكمية لا يمكن تصديقها، معلمو فينج شوي والدورات والمدارس المنظمة من قبلهم وكذلك الخدمات وهي : نصائح عن التنظيم الصحيح للحياة وترتيب أطقم الأثاث في المساكن والمكاتب ووضع الأبواب الرئيسية في البيوت الريفية. فينج شوي تحول إلى تجارة، إلى بضاعة، والذي يزيح بثقة من حقل الخداع الجماعي الذين يشترون المستبصرين والعرافات ذوي التعويذات البدائية والأدوات التي تحمي الإنسان من الحسد. ومن الإثم عدم استعمال مثل هذا السبب الرائع للاسترزاق : هذا ليس أي سحر، إنما حساب دقيق أكثر تعقيدا وصعب المنال للهواة السطحيين!
مدارس النظام القديم
العشرات من 'الاكاديميات' و'المدارس' و'ستوديوهات 'تقدم للمواطنين الروس الخدمات في مجال إدراك فن فينج شوي من خلال الإنترنت مثل:
أكاديمية فن الميتافيزيقية* الصينية.
* ما وراء الطبيعة
أكاديمية فينج شوي.
ستوديو - تصميم فينج شوي.
مركز فينج شوي الإمبراطوري .
مدرسة فينج شوي القبعة السوداء.
التنين اليشبي# (اليشمي) ...
لو غرزتم أصبعكم كيفما اتفق في أحد هذه المعاهد الدراسية، التي نشأت كما لو أنها الفطر في مرعى البقر، ستكتشفون أنه ليس من السهل جدا أن تصبح معلما حقيقيا في النظام القديم. سيتوجب عليكم تحت رئاسة الأساتذة الحكماء قبل كل شيء اجتياز دورات ابتدائية، وبعد ذلك دورات مهنية وكل منها مقسم إلى عدة مجموعات. آه كم هي جميلة وغامضة مسمياتها! 'تحليل القدر والحظ'، 'نجوم سان يوان الطائرة'، 'أربعة أقطاب القدر'، 'دراسة باتسزي المتعقمة'، 'تنبؤ ال إيتسزين'...
توجد أيضا دورات منفصلة : 'طالع منطقة البروج للاثني عشر حيوانا الصينية'، 'دورة تدريبية في علم التنجيم الصيني التقليدي 'باتسزي سوانمين'...
كل مجموعة، طبعا، ستكلف مبلغا بسيطا. لكن ليس من الوقار الإدخار في الأعمال العظيمة. من أجل أن تصبح معلما ناضجا، مهما فعلت، سيتطلب منك أن تخرج وتضع من 50 إلى 100 ألف روبل. في مقابل ذلك ستحصلون على شهادة جميلة والتي تشهد أنكم حكيم حقيقي، والتي من الممكن تعليقها على الحائط وإبرازها للمعارف من الفتيات. بالإمكان أيضا فتح مدرسة خاصة على الفور وإهداء مقابل النقود مثل هذه الشهادات لخريجيها. ونظرا لأن مثل هذه المدرسة لن تكون أبدا في نظام التعليم الحكومي فلن تهددها مراقبة المفتشين لنوعية التعليم.
توجد في الاكاديميات والمدارس، كقاعدة، محلات فينج شوي، التي تتاجر بكل الأشياء المفيدة.
الشيء الأهم، كما تعلم كتب التعليم من دون معلم، تحديد عدد غوا (GUA أو KUA) الخاص بكم. سيكون عليكم تبعا لهذا العدد لختيار اتجاهات مفيدة متنوعة في الفراغ. سننوه على الفور، أنه في الواقع غوا ليست أعداد أنما هي أشكال ثلاثية تخطيطية TRIGRAMS والتي استعلمت اقترانها وتركيباتها من قبل معلمي -الضاربي بالرمل وذلك لإصدار الأحكام الخاصة بهم.
الأزمان القديمة الطيبة
ليست هناك حاجة للذهاب الى عالم نفساني حتى يجيب عن هذا السؤال: ما سبب أن الناس يصبحون غنيمة سهلة للنصابين؟
قبل كل شيء بسبب الثقة المفرطة في الناس، ثانيا بسبب الطمع المفرط وبالدرجة نفسها. هذه الأسباب الرئيسية، والتي منها على شكل مروحة ينتشر طقم أنواع مختلفة.
على أي حال، سندع اليوم دوافع الطمع لدى الضحايا خارج دائرة النقاش، وسنركز تفكيرنا على ثقة الناس بالناس، والتي هي أكثر شيء يستثمرها المحتالون والذين أعدادهم كالفيضان بالجملة. واذا أردتم بدقة أكثر: الثقة بالناس التي مصدرها من النقص في العلوم الأولية الموجودة على الأقل في مناهج المدارس الثانوية.
منهم من يصدق الغشاشين، الذين يسمون أنفسهم بالمنجمين ويزعمون أن مواقع النجوم والكواكب تحدد نجاحاتهم ومصائبهم في اليوم والساعة الحالية. الناس الذين يصدقون بسرعة يجهلون أنه لا يمكن أن تحدد مواقع النجوم ولا مواقع الأجسام الفضائية الأصغر - كلها تنطلق في الفضاء بسرعة هائلة، وتظل عديمة الاكتراث اطلاقا بوضعنا الصحي وبمحتويات محفظة النقود.
آخرون يميلون الى البحث عن النجاة من المصائب الدنيوية في حكمة التعاليم القديمة، حتى لا يحاولوا أن يحيروا أنفسهم بهذا السؤال البسيط: اذا كانت هذه التعاليم حكيمة الى هذا الحد، فلماذا اذن أصبحت هكذا وبشكل أساسي منسية ؟
نحو السور
بعد أن أصبحت أمام الضرورة بأن أكون بصورة مستقلة رأيا عن ماهية فينغ شوي وبعد أن أضعت كثيرا من الوقت لدراسة هذا الموضوع، أؤكد : فينغ شوي - شيء رائع وشيق!
هذه لعبة معقدة ومسلية تتفوق لدرجة كبيرة على فتح البخت في أوراق اللعب تارو TARO أو وضع بدائي لخرائط البروج التنجيمية. حتى أحسب بدقة فينغ شوي في شقتي بالتوافق الصارم مع التوصيات القديمة أحتجت إلى يومين عمل. في الحقيقة أنا لست معلما - أنا شاب بعد وعديم الخبرة.
لا يمكن طبعا الا يحتوى نظام قديم حاذق إلى هذه الدرجة على بذرة منطقية محددة . معلمو فينغ شوي كانوا يأخذون بعين الاعتبار، عندما كانوا يختارون مكانا لوضع أساس المسكن، إتجاه الرياح الغالب وطبيعة التربة وطبيعة مجاري التيارات المائية تحت الأرض وخطورة فيضانات الأنهار الفصلية وإنهيار أكوام الثلج والوحل.
وهذا ما يتم تدريسه للجيوديسين المعاصرين وللمعماريين وللبنائين. وكأنه يتم تدريسهم بشكل جيد، لكن في ضوء الانهيارات التلقائية الأخيرة في الأسواق وأحواض السباحة والعمارات السكنية لا يمنع إعطاءهم دورة إضافية عن فينغ شوي.
'فينغ شوي، - قال جوزيف نيديم - مصدر معلومات غني جدا عن الإثنوغرافيا وتاريخ وثقافة وفلسفة الشعب الصيني العظيم'.
قيم آيتيل قبل ذلك بثمانين سنة أهمية فينغ شوي كمثل ذلك تقريبا ولكنه أضاف: 'هذا النظام، من الممكن، أنه لجة* الحكمة، لكن بالكاد هذا النظام يحتوى على الأقل حفنة من العقل السليم'.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.