كانت فرحة النصر بالفوز كبيرة فى صفوف نيكولا ساركوزي مرشح اليمين للانتخابات الفرنسية بعد أن ظهرت نتائج الانتخابات مساء أمس الأحد 6 /5 بحصوله على 53,1 % مقابل 46,9 % لسيجولين روايال مرشحة الحزب الاشتراكى ، وكانت قد أشارت النتائج الأولية وفقا لأخر عملية فرز للأصوات الى اعلان الشعب الفرنسي كلمته الفاصلة فى الانتخابات الرئاسية الساخنة باختياره نيكولا ساركوزى المرشح اليمينى رئيسا للبلاد بعد معركة انتخابية مع منافسته سيجولين روايال المرشحة الاشتراكية ، ويفسر بعض المحللين ذلك بأن الناخبون يرون فى رئاسة ساركوزى الفرصة لإصلاح الاوضاع والامل فى العودة بفرنسا لكامل قوتها ومكانتها الاقتصادية قبل فوات الأوان . وقد رجحت وسائل الإعلام البلجيكية فوز مرشح اليمين نيكولا ساركوزي بحصوله على ما بين 53 و54% من الأصوات.وأفادت محطة "أرتيبياف" وصحيفة لوسوار في موقعيهما على الإنترنت بأن التقديرات غير الرسمية لإدارة المعلومات السياسية بوزارة الداخلية تشير إلى أن ساركوزي يتقدم بفارق مريح على المرشحة الاشتراكية سيغولين رويال. وسوف يخلف "ساركوزى " الرئيس جاك شيراك فى السادس عشر من مايو الحالى بعد انتهاء ولايته رسميا والتى استمرت 12 عاما و تستمر فترة رئاسته خمس سنوات وللرئيس الفرنسى مناصب وصلاحيات فيكون قائدا أعلى للقوات المسلحة ويرشح رئيسا للوزراء وله الحق في حل الجمعية الوطنية كما ينهض بمسؤولية رسم السياسات الخارجية والدفاعية
وقد أقبل الناخبون الفرنسيون في جموع كبيرة الأحد على التصويت في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية حيث توجه نحو 44.5 مليون ناخب فرنسى إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم فى الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الفرنسية بين مرشح الحزب اليمينى الحاكم نيكولا ساركوزى والمرشحة الاشتراكية اليسارية سيجولين روايال ، وتعد هذه الانتخابات فى نظر المحللين الأهم على الإطلاق منذ قيام الجمهورية الخامسة عام 1958 على يد الجنرال شارل ديجول ، وكان المرشحان قد حصلا على أعلى نسبة من الأصوات فى الجولة الأولى ، حيث تصدرها ساركوزى بنسبة 31.2% ، فى حين حصلت روايال على نحو25.8% من الأصوات . وقبل ساعات قليلة من فتح مراكز الاقتراع فى الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الفرنسية توقعت استطلاعات الرأى فوز مرشح حزب الاتحاد من اجل الحركة الشعبية الحاكم نيكولا ساركوزى بالانتخابات الرئاسية على حساب منافسته سيجولين روايال مرشحة الحزب الاشتراكي المعارضة ، وكشف استطلاع للرأى أجرته مؤسسة " تى . إن . إس سرفيس " غداة المناظرة التليفزيونية التى جرت الاسبوع الماضى بين المرشحين والتى استمرت نحو ساعتين و 40 دقيقة أن ساركوزى سيحصل على 55% من أصوات الناخبين مقابل 45 لروايال ، وأفاد استطلاع آخر أجرته مؤسسة " سى . إس . إيه سيسكو" لحساب صحيفة " لوباريزيان " ومحطة تليفزيون " تيلى – 1 " أن ساركوزى سيفوز بنسبة 53% من الأصوات مقابل 47% لروايال ، وأشار 59% من الناخبين الفرنسيين المسجلين إلى أن المرشح اليمينى يتمتع بصفات رئيس الجمهورية ، فى حين أعتبره 55% إن روايال تتفهم هموم الناس و 60% وصفوها بأنها الأقرب للناس ، كما أشار الاستطلاع إلى أن المرشحين سيتقاسمان أصوات مرشح الوسط " فرانسوا بايرو" بينما ستذهب أصوات اليمينى المتطرف " جان مارى لوبان" إلى ساركوزى .
وكان ساركوزي وروايال قد تبادلا الاتهامات في اختتام حملتيهما، إذ حذرت روايال من أن وصول ساركوزي إلى الحكم قد يتسبب بأعمال شغب خاصة فى الضواحى التى لا يتمتع فيها بشعبية والتى قام فيها الشباب باعمال شغب عام 2005وأن انتخابه "خيار خطير"، وقالت روايال: "مسؤوليتي اليوم أن أنبه الناس إلى مخاطر ترشيحه (ساركوزي) فيما يتعلق بالعنف والوحشية التي ستتفلت في البلاد." ورد ساركوزي بغضب على ما قالته ، متهما إياها بخرق "أبسط قواعد الديمقراطية." وأضاف: "قلت لروايال إن السياسة هي احترام وانفتاح وتسامح ووحدة. أشعر أنها تختتم (حملتها) بالعنف، والحمى والانفعال، فرنسا تستحق شيئا آخر." وقد أشارت أوساط رئاسية فرنسية إلى أن الرئيس المنتهية ولايته "شيراك" ، والذى أدلى بصوته فى دائرة ساران بمنطقة كوريزيه بعد ظهر اليوم ، قدم دعمه فى الجولة الثانية للانتخابات للمرشح اليمينى نيكولا ساركوزى لدى استقباله فى قصر الأليزيه ، وقد دعا أربعة مرشحين من اليسار المتطرف ومرشحة حزب الخضر الذين جمعوا حوالى 11% من الأصوات فى الجولة الأولى ناخبيهم إلى التصويت لصالح روايال فى الدورة الثانية .
ويعتقد الكثير من الفرنسيين أنه من خلال حملتي المرشحين، استطاع ساركوزي أن يرسم الطريق الأكثر وضوحا للإصلاح. وهو أمر قد يكون حيويا لمساعدة فرنسا على مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين. وقد أعطت استطلاعات الرأى النهائية الصدارة لساركوزى بفارق عشر نقاط مقارنة بمنافسته روايال التى تحلم بان تكون أول سيدة ترأس فرنسا ، وهو ابن المهاجر المجرى الذى حلم بان يصبح رئيسا للبلاد طوال فترة شبابه وحقق حلمه حيث أشار آخر استطلاع للرأي إلى تقدم المرشح اليميني ساركوزى بفارق عشر نقاط على المرشحة الاشتراكية ،فقد حصل على 55 % من التأييد مقابل 45% لها .وقد ركز المرشحان خلال الفترة التى سبقت الدور الثانى على اجتذاب أصوات الوسط (5ر18 % من الأصوات فى الدور الأول ذهبت إلى فرانسوا بايرو رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الفرنسى) وأصوات حزب الجبهة الوطنية المتطرفة (نحو 10 %) بزعامة جان مارى لوبن.والذى دعا ناخبى حركته إلى الامتناع عن التصويت وان كان العدد الأكبر منهم كانوا صوتوا لصالح نيكولا ساركوزى فى الدور الأول . وكان الناخبون الفرنسيون في بعض أنحاء العالم خارج فرنسا قد بدأوا أمس السبت عملية الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، حيث بدأت العملية الانتخابية في سان بيار وميكيلون شرقي كندا. كما صوت الناخبون أيضا في غويانا الفرنسية. وأدلى مليون ناخب فى أقاليم ما وراء البحار الفرنسية وفى القارة الأمريكية أمس السبت بأصواتهم وأفادت التقديرات الأولية بأن نسبة الإقبال على التصويت بينهم وصلت إلى 65 % أي أكثر من الدور السابق الذي لم يتجاوز ال 60%.
وقد توافد الفرنسيون المقيمون بلبنان و الفرنسيون من أصل لبنانى على مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم فى الجولة الثانية من الانتخابات تحت إشراف مباشر من موظفى السفارة الفرنسية فى بيروت ويصل عدد المقترعين المسجلين فى لبنان إلى 12 ألف و 755شخصا ، أما فى سويسرا ، فلم يتهافت الناخبون على صناديق الاقتراع علما بان الرعايا الفرنسيين فى هذا البلد يشكلون اكبر جالية فرنسية فى الخارج .
وتوقع المراقبون أن تشهد هذه الانتخابات نسبة تصويت من الشباب غير مسبوقة فى تاريخ فرنسا السياسى " 81% " وهو الذى اعتاد من قبل على تسجيل أعلى معدلات المقاطعة والسبب فى ذلك التحول يرجع إلى أن الشباب اكتشفوا أخيراً وزنهم فى السياسة الفرنسية بعد المظاهرات الضخمة التى شاركوا فيها فى العام الماضى وأرغمت حكومة دوفيلبان على التراجع عن مشروع قانون عقد الوظيفة الأولى لمن هم دون السادسة والعشرين من العمر ، بالإضافة إلى أزمة الضواحى غير المسبوقة التى دفعت أعداد كبيرة من سكان المناطق التى تضم غالبية منحدرة من أصول مهاجرة على التسجيل فى اللوائح الانتخابية لإثبات حقهم فى التصويت .وكانت الاضطرابات قد استمرت في الأحياء المتردية التي يقطنها بالأساس مهاجرون من أصول عربية وأفريقية طيلة 19 ليلة منذ وفاة مراهقين في حادث في السابع والعشرين من أكتوبر2005 ، واللذين تردد أنهما كانا يحاولان الاختباء من الشرطة.
وأدلى كل من ساركوزى وروايال بصوته فى دائرته وهى (نويى سور سين) و(ميل) على التوالى ، وخلال عملية التصويت ، حشدت وزارة الداخلية الفرنسية 3 آلاف من رجال الشرطة أغلبهم فى العاصمة والضواحى المحيطة بمناسبة عملية الاقتراع فى الدور الثانى من الانتخابات.وعلى الرغم من التعبئة العالية لرجال الشرطة فى باريس والضواحى الا ان التعليمات قد صدرت اليهم بالتوارى عن الانظار بقدر الامكان مع اليقظة الشديدة للحيلولة دون أى حادث أو مصادمات بعد اعلان النتائج.
وأكد المسئولون انه لا مؤشرات على حدوث أى تحركات من جانب شباب الضواحى خاصة وان الدور الأول مر بسلام لكن تم اتخاذ الاحتياطات خوفا من أن يؤدى إعلان فوز نيكولا ساركوزى إلى اضطرابات من جانب الشباب أو "العصابات" المنتشرة فى الضواحي التى تعارضه بشدة. وقد تم تشديد وجود الشرطة فى محطات القطارات والمترو لمراقبة أى تحركات جماعية للشباب أو "للعصابات" الراديكالية القادمة من الضواحى إلى العاصمة إما للتجمع إعرابا عن الاستياء أو "لمجرد التهريج" أو لانتهاز الفرصة والقيام بسرقات.
وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أن نسبة المشاركة بلغت 11ر34 % منتصف النهار مما يعد رقما قياسيا يتخطى بنحو 3 % نسبة المشاركة في الساعة المماثلة خلال الدورة الأولى. كما تخطت هذه النسبة ب 8 % نسبة التصويت فى التوقيت نفسه من الدورة الثانية لانتخابات عام 2002 و التى فاز فيها الرئيس جاك شيراك على مرشح اليمين المتطرف جان مارى لوبان بفارق كبير . وكانت نسبة المشاركة النهائية فى الجولة الأولى قد تجاوزت ال 84 % و هى الأعلى منذ 1974 مما يعكس اهتماما كبيرا من جانب الفرنسيين بهذه الانتخابات التي تعتبر حاسمة لمستقبل البلاد .
ومن المقرر أن يعود الفرنسيون لصناديق الاقتراع فى الفترة من 10 الى 17 يونيو القادم لاختيار نوابهم بالبرلمان ،ويمكن ان تجذب اى هزيمة كبيرة لرويال عدداً من شخصيات الحزب الاشتراكي إلى حزب بايرو الجديد الذى بدأ بايرو تشكيله عقب مجيئه بالمركز الثالث فى انتخابات الجولة الأولى وسوف يسميه الحركة الديمقراطية ، وقد يسهم هذا فى بروز نجمه بالانتخابات التشريعية المقبلة . وكان فرانسوا بايرو قد ترك حرية الاختيار لناخبيه وللنواب البرلمانيين لحزبه (29 نائبا) وأعلن غالبية نوابه البرلمانيين تأييدهم لنيكولا ساركوزى رغم إعلانه انه لن يصوت شخصيا لصالح مرشح اليمين .
وقد تعهد ساركوزى البالغ من العمر 52 عاما وهو وزير سابق للداخلية بإدخال إصلاحات بالبلاد وتحقيق نهضة اقتصادية و القضاء على الجريمة و مواجهة البطالة مؤكدا أن إدارته ستضع حداً لتأثير جيل 1968 الذى يرى انه مسئولا عن انحطاط الأخلاق و السلطة بفرنسا .
ويعد السباق الرئاسى بمثابة تحول بين جيلين ،اذ يخلف رئيس فى الخمسينيات من عمره رئيسا سابقا فى الرابعة و السبعين من عمره ، وهو الرئيس شيراك.وليس من المحتمل ان يدخل تغييرا جذريا على سياسات شيراك الخارجية لكن ساركوزى يعتبر اقرب للولايات المتحدة و من المعارضين لمحاولة تركيا الانضمام إلى الاتحاد الأوربى ،ويظل استعداد فرنسا لاجراء تغيير محل تساؤل تجيب عنه الفترة الرئاسية المقبلة . 07/5/7