هبت وزأرت وانتفضت الأسعار فيما يشبه الإعصار فهل نحن نسير عكس التيار ونخضع دائما لما يفرضه التجار؟! فدائما وأبدا وباستمرار فيما يشبه القرار يتخذ من جانب بعض التجار أن ترتفع الأسعار بنسب متفاوتة ويتواكب ذلك مع العلاوة الدورية التي زادت هذا العام بنسبة 10% ولكنها بالطبع التهمت مع الزيادات الجنونية خاصة فيما يتعلق بالمأكل والمشرب ونخص بالذكر اللحوم والأرز والخضار حتي طالت بالأمس القريب السكر والذي تتفاوت أسعاره ما بين 4 و5 جنيهات ويتواكب معه تلقائيا زيادة المشروبات والعصائر لأن الذاكرة بدأت تنسي ياميش ومكسرات رمضان ونراها في المسلسلات المصرية التي تكلفت إحصائيا 500 مليون جنيه أي ما يعادل نصف مليار..؟! وستشتد المنافسة بين المسلسلات المصرية والتركية علي كعكة الإعلانات السنوية والفقراء يبحثون عن موائد الرحمن التي كانت تعد 2167 مائدة يتردد عليها 2 مليون مواطن الغالبية منهم فقراء وتلك الموائد تجسد واحدة من أفضل مشاعر الوحدة الوطنية لأنه يتبرع بعض الأخوة المسيحيين بإقامة موائد رمضان لتنبذ أي صورة خلافية وتلك هي السماحة المصرية التي تحتاج إلي تكاتف الوحدة الوطنية في مثل هذه الأيام ليُحفظ تراب هذا الوطن من أي فتن أو دسائس وتلك عادة المصريين دائما ودي بلدنا وقاعدين فيها. فالبعض دائما يرجع ارتفاع الأسعار إلي أننا نستورد احتياجاتنا باليورو أو الدولار فيما يعادل 90% من دول شرق آسيا مثل الصين وماليزيا ولكن لماذا حينما تنخفض قيمة العملات لا تنخفض الأسعار في التعاملات الخاصة ولنطرح علي سبيل المثال اللحوم التي فاقت أسعارها في المناطق الشعبية 60 جنيها والراقية 80 جنيها؟! ولكن تقابل الدولة ذلك بإقامة شوادر وكذلك توفير المستلزمات الأساسية في المجمعات الاستهلاكية لمواجهة انفجار الأسعار لأنها في تلك الأماكن تنخفض بنسبة 25% مثل أسعار اللحوم وغيرها.. لعبر لسان حال المواطن عن ذلك "يا ليتك سنة يا رمضان" لأننا في الآونة الأخيرة نفجع من الحوادث مثل العنف وكذلك الانتحار ربما لأسباب عديدة ومنها الإفلاس أو الفقر..؟! فما نحن فيه يكون بسبب الضغوط العالمية مما سببته الأزمة الاقتصادية فكلما يتعافي الاقتصاد يطوله لطمة ولكن بثبات وقوة وصلابة يمكن اجتياز الأزمات التي تطول المواطن البسيط لأن الكثيرين منا لا يعرفون حجم الدين الداخلي الذي يعادل 821 مليار جنيه والدين الخارجي 31 مليار دولار ولكن الاقتصاد المصري استطاع أن يكون هناك احتياطي نقدي يقدر ب 35 مليار دولار وذلك علي سبيل المثال وليس الاسترسال في تلك الأرقام والإحصاءات التي ربما لا يهتم بها إلا ذوو المعاملات والإحصاءات والتجار الذين يشكوا لسان حالهم من قانون الجودة الذي يطبق حاليا بصورة حاسمة خاصة علي البضائع والمنتجات الرديئة.. فهل نتوسم ونتعشم ونأمل أن تثبت الأسعار في شهر الخير واليمن والبركات وهو شهر رمضان المعظم لكي نهنئ أنفسنا ولسان حالنا يقول ارتحنا من نفسنة الأسعار وأهلا رمضان؟!. * نقلا عن جريدة الجمهورية