قامت الصين بوضع سبعة وعشرين محطة لقياس حجم تلوث الهواء منتشرة في جميع أنحاء الصين من اجل تحديد إذا ما كانت السموات فوق العاصمة الوطنية زرقاء صافية أم لا ؟ وبما ان الصين تستعد لاستضافة اولمبياد 2008 في أغسطس القادم فان المقياس الأول لمعرفة إذا ما كانت العاصمة بكين مستعدة لتلك الاستضافة هو أن تكون السماء زرقاء صافية إلا أن محطات رصد التلوث وفي أخر عملية فحص لأجواء الصين أعطت نتائج مخيبة للآمال حيث قالت ان معدلات التلوث مازالت مرتفعة حيث حققت أجواء بكين نسبة 421 من 500 من مقياس معدل التلوث . جاءت هذه الإنباء في الوقت الذي كان يأمل فيه المسئولون الصينيون أن تحتفل المدينة بتحقيق نصر بيئي وان يحققوا يوما أخر تكون فيه السماء في بلادهم زرقاء وحتى تكون حصيلة الأيام التي تحظى فيها سماء بكين بأجواء صافية 245 يوم بعد ان كانت 101 يوم والأمر هام جدا بالنسبة للعدائين الذين سيقاتلون لكي يتمكنوا من التنفس في وسط هذه الأجواء الملوثة . ويقول جون كولب من اللجنة الاولمبية الكندية ( نأمل أن تحقق الصين نتائج أفضل للتخلص من تلوث الهواء ولكن إذا فشلوا علينا أن نكون مستعدون للأسوأ ). ان التلوث في الصين أمر موضع اهتمام كبير من المسئولين الصينيين لان تلوث الهواء سيؤثر على أداء اللاعبين وقدرتهم على تحطيم الأرقام القياسية السابقة، وتحقيق أرقام جديدة اعتبرت بكين في السابق من أكثر مدن العالم تلوثا ومن اجل فوز بشرف تنظيم الاولمبياد وعدت الصين بجعل هذه الاولمبياد خضراء وقامت بتبني مبادرة بيئية حيث قامت الحكومة بتخضير العاصمة بكين وإغلاق أو نقل المصانع الملوثة للبيئة إلا أن عوادم السيارات مازالت هي المشكلة الأكبر حيث يضاف كل يوم إلى حركة السير في بكين 1.200 سيارة جديدة و قامت الحكومة الصينية من جانبها باستبدال محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم بأخرى صديقة للبيئة ولكن المعادلة الكبرى التي يعمل الصينيون على حلها هو كيفية تحقيق خفض لتلوث الهواء والمحافظة على النمو الاقتصادي في أن واحد ، ويقول ليو كي مدير اللجنة الصينية المنظمة أن الصين عازمة على يكون هوائها نظيفا طبقا للمعايير الدولية أما عن الشارع الصيني فهو يؤيد بقوة تنظيم بلاده للاولمبياد ولكن احد المهندسين الصينيين يقول انه يتمنى ان يستمر الحفاظ على البيئة وألا يكون الأمر وقتي وأكد انه يعمل في احد المصانع التي يقول أن الحكومة أغلقته بشكل مؤقت لحين الانتهاء من الاولمبياد ثم ستعاود تشغيله ويشبه الأمر بشخص لديه ضيوف ويقوم بإخفاء اطفالة في ركن من البيت من اجل ان يجعل منزله يبدوا في شكل أفضل ويبقى الأمر الحاسم هنا في الصين ألا وهو رغبة الجميع في أن تنجح تلك الاولمبياد