في ظل تصاعد الضغوط الأوروبية و ردًا على ما وصفوه ب "حرب الحجاب" المتصاعدة في أوروبا ضد ارتداء النقاب ... جريدة "الراية" القطرية نشرت دعوة عدد من العلماء والدعاة في الدول الإسلامية إلى فرض "الاحتشام" على ملابس النساء الغربيات . يأتي هذا في ظل تصاعد الضغوط الأوروبية ضد ارتداء النقاب، حيث ينص مشروع قانون في فرنسا على توقيع عقوبة السجن لمدة تصل إلى عام ودفع غرامة مالية قدرها 15 ألف يورو على الرجال الذين يجبرون النساء على ارتداء النقاب، أما عقوبة ارتداء النقاب نفسها فستكون 150 يورو. ومن المقرر أن ينتهي التصويت على القانون الذي يحظر ارتداء النقاب بحلول خريف هذا العام.وكان للبلجيكيين السبق في هذا الأمر، حيث أقر مجلس النواب البلجيكي مسودة قانون يحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة بالاجماع تقريبا وقد يصبح الحظر قانونا في الشهور المقبلة، بعد الموافقة المرتقبة لمجلس الشيوخ و يزعم مؤيدو الحظر بأنه خطر على الامن العام واهانة لكرامة المرأة ويقولون انه يتنافى مع المساواة بين الجنسين ويقحم الدين في الحياة العامة. وفي فرنسا وصف النائب الشيوعي "أندريه جيرين" والقيادية اليمينية المتشددة "مارين لوبان" الامر بأنه "مجرد قطرة في بحر" وذلك للحث على الحظر الكامل لارتداء النقاب.وقالت لوبان: بعدما نحل مشكلة النقاب ستظل أمامنا مشكلة تعدد الزوجات، وصلاة الجماعة في شوارع المدن الكبرى، وحظر لحوم الخنازير في المقاهي، وباختصار كل المطالب الطائفية التي يواجهها الفرنسيون يوميا. على الجانب الآخر، قال محمد حنيش رئيس اتحاد الجمعيات الاسلامية: إن الحظر المقرر يثير فزعا في الضواحي الشمالية الحساسة للعاصمة الفرنسية، حيث يشعر الناس بأنه مثل الاغتصاب. كما قال جون دالهويزن من منظمة العفو الدولية: تمثل خطوة بلجيكا لحظر ارتداء النقاب وهي الاولى في أوروبا سابقة خطيرة، يجب أن تكون القيود على حقوق الانسان دائما تتناسب مع هدف قانوني، ولا ينطبق هذا على الحظر الكامل لارتداء النقاب. وإزاء هذه الأحداث المتصاعدة، دعا علماء ودعاة الدولة الإسلامية إلى اتخاذ خطوات قوية ردًا على الإساءة المتواصلة للمسلمين في كل مكان، وقالوا إن أقل شيء يمكن فعله هو المعاملة بالمثل كما تقتضي الأعراف الدبلوماسية. وأوضحوا أن على الدول الإسلامية فرض "الاحتشام" على أقل تقدير على النساء الغربيات عند دخولهن لهذه الدول، وذلك من خلال سن قوانين ولوائح تنظم هذه العملية، ثم مطالبة الجميع بالالتزام بالقوانين ومراعاة ثقافة المجتمع وهويته الثقافية والدينية، كما تفعل الدول الأوروبية مع المسلمين هناك. وأكدوا أن هذه الأحداث تمثل فرصة ذهبية أمام المسلمين لتطبيق تعاليم الإسلام والمحافظة على ثوابت المجتمع، وفرض الحشمة على الأوروبيات اللاتي يتجولن بملابس عارية خلال الجولات السياحية بالعالم الإسلامي.وأشاروا إلى أن هذه الخطوة ستمثل رد فعل قويا وحضاريا في الوقت ذاته، يضع المتطرفين الأوروبين في موقف حرج ، فإما السماح للمسلمات بارتداء الملابس الشرعية أو تأييد فرض الاحتشام في الدول الإسلامية لأنها سنت قوانين تحافظ بها على ثقافة المجتمع وهويته، كما فعلت الدول الأوروبية. أكد د.محمد حسن المريخي أن هذه الخطوة لا يجب أن تكون مجرد رد فعل تجاه هذا التطرف الغربي في مواجهة المسلمين والستر والعفاف، بل يجب التأكيد أن هذا هو منهج الإسلام وعقيدته وشريعته، وشدد على ضرورة مخاطبة الغرب وتوضيح حقيقة الحجاب في الإسلام، وأنه ليس مجرد رمز ديني، إنما هو جزء من شخصية المرأة المسلمة، ولا يمكن لها أن تعيش في المجتمع بدونه، لافتا الى أهمية الرد على هذه الخطوات بكل قوة ولكن في الوقت ذاته بالحكمة والانضباط الشرعي بعيدًا عن العواطف والانفعالات التي لا تؤدي إلى تحرك إيجابي، واشارإلى أن هذه التجربة تقوم بها العديد من الدول للحفاظ على هويتها وثاقفتها والعادات والتقاليد السائدة في المجتمع، مشيرًا إلى أن الصين طلبت خلال استضافة دورة الألعاب الأولمبية من الجماهير الراغبة في متابعة الدورة أن تلتزم بعادات وتقاليد المجتمع، وأن تتجنب كل ما يخدش ثقافة المجتمع. و هو ما اتفق معة فية الدكتور عبد الله الفقيه حيث اكد انة يجب التعامل مع الغرب بمنطق كما أنكم تلزمون المسلمين بقوانينكم، فنحن نلزمكم أيضًا بقوانيننا، ويجب عليكم الالتزام بها كما تفرضون علينا ما تريدون، وعندها سيجدون أنفسهم في حرج إما التسليم بذلك، أو الكيل بمكيالين كما هي عادتهم في التعامل مع المسلمين. وأشار إلى أن الملابس الفاضحة التي ترتديها الغربيات في المجتمعات المسلمة، وقد سنحت الفرصة لتغييرها الآن، والتعامل معها بنفس المنطق الغربي من الحفاظ على ثقافة المجتمع وتقاليده.