اهتمت جريدة الوطن السعودي بهروب بنيامين نتنياهو من "مجابهة" الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مؤتمر القمة النووي المنعقد لأول مرة على هذا المستوى منذ عام 1945 من شأنه تأجيل أو تمييع الإجابة عن المطالبة الأمريكية بشأن الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة والمحادثات غير المباشرة بين رام الله وتل أبيب. نتنياهو الخاضع لمجموعة من الحاخامات المتطرفين حتى الهوس بفرض نهجهم على حكومة نتنياهو المستقى من هياكل عظمية يعود تاريخها إلى أكثر من ثلاثة آلاف سنة يعرف أن تهربه من حضور القمة النووية لم يثن المشاركين في هذه القمة عن طرح مسألة عدم انضمام إسرائيل إلى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية لتسليط الضوء على امتلاك إسرائيل قدرات نووية ما غدا ذريعة لدول إقليمية بأن تسارع إلى امتلاك مثل قدرات إسرائيل النووية في مقدمتها جمهورية إيران الإسلامية. كل ذلك أوضح لمراقبي القمة النووية في العاصمة الأمريكية حجم الضغوط المتزايدة التي تجابهها إسرائيل على أكثر من صعيد سواء من واشنطن أو من عواصم الاتحاد الأوروبي. مثل هذه الضغوط الأمريكية – الأوروبية بأحجامها المتزايدة حاليا على حكومة نتنياهو التي يؤكد المراقبون على أنها ستتضاعف قوة ونوعا في اجتماع بنيويورك الشهر المقبل هي سابقة في حد ذاتها ما يعني أن إسرائيل أصبحت تفترض بل وعليها أن توقن وبشكل جدي أن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي إما غير قادرة على الدفاع عن إسرائيل أو أنها لا تريد ذلك، بل إن واشنطن لن تقف إلى جانب تل أبيب في حالة إثارة مسألة القدرات النووية الإسرائيلية في موازاة المسعى الإيراني إلى امتلاك قدرات نووية مماثلة. هكذا حال ينبغي أن يقلق إسرائيل حتى وإن لم تخصص القمة النووية في واشنطن العاصمة للبحث في الملف النووي الإيراني ولا الملف النووي الإسرائيلي. كل ذلك يسلط الضوء الصارخ على واقع جديد مختلف كليا عما عهده العالم فيما كان يعرف ب"التلاحم الأمريكي – الإسرائيلي". إن المساس بإسرائيل بأي شكل من الأشكال حتى وقت قريب جداً لم يكن ممكناً على الإطلاق بل كان من المستحيلات. لكن الأمور تتغير. وثمة من يومئ بإلحاح إلى أن توقيع الرئيس الأمريكي مع نظيره الروسي الأسبوع الماضي اتفاق خفض السلاح النووي لدى الدولتين على نحو ملموس منح الرئيس أوباما قوة وقدرة على التحرك الفاعل في عدة اتجاهات بما يحرج حتما دولا كثيرة للتجاوب مع المسعى الأمريكي – الروسي في إيقاف وتجميد السباق إلى امتلاك القدرات النووية لغايات غير سلمية. وإلا لماذا تهيّب نتنياهو من مواجهة الرئيس أوباما؟ ولماذا التحق الرئيس الصيني بقطار فرض العقوبات الدولية على إيران؟ في العام حتى هذا اليوم حوالي مليون وتسمئة كيلوجرام من اليورانيوم عالي التخصيب، إضافة إلى نصف مليون كيلوجرام من البلوتونيوم. تكفي هذه المواد النووية المنتشرة عالميا لصنع أكثر من 120 ألف قنبلة نووية. هل ينجح العالم قبل القمة النووية عام 2012 بضمان أمن كل هذه المواد النووية؟