دائما ما كان الشرق الأوسط هو نقطة التركيز في أي اجتماع دولي حول الامن النووي قرار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أنقذ في اللحظة الأخيرة قمة الرئيس أوباما للأمن النووي في واشنطن لتتمكن القمة من تسليط الضوء على عدم الاستقرار في الشرق الأوسط – خاصة و ان أسباب احتمال حدوث "سباق نووي" في المنطقة يعد امر مقلق جدا لمسئولى الولاياتالمتحدة . وبحسب جريدة"كريستيان ساينس مونيتور" فإن السيد نتنياهو اتخذ قراره بعدم الظهور في القمة ، التى يحضرها 50 من زعماء العالم يومى الاثنين والثلاثاء بسبب مخاوفه من أن الدول الإسلامية في التجمع ستدعو علنا إسرائيل للتخلي عن ترسانتها النووية المفترضة وهو ما يجعل بالتالي الطريق مفتوح لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية وتوقيع اسرائيل على معاهدة عدم الانتشار النووي. ويعتقد الخبراء النوويين الدوليين ان اسرائيل تملك نحو 200 رأس نووية ، ولكن لم يعترف اى رئيس وزراء اسرائيلي فى أي وقت مضى بوجود تلك الترسانة . فتوقيع إسرائيل على معاهدة عدم الانتشار يتطلب الانفتاح على المفتشين الدوليين للطاقة النووية - وبالتالي فقدان حالة الغموض "النووي للبلاد." إدارة أوباما حاولت اقناع نتنياهو بحضور القمة بعد أن اكدت له أن وضع اسرائيل النووي لن يتم تناوله في القمة التى ستركز على "الأسلحة النووية المفككة" ، وسبل حفظ المواد النووية بعيدا عن أيدي المتطرفين ، وكما يقول المسؤولون ، ان الادارة الامركية ترى جوانب إيجابية لوجود اسرائيلي رفيع المستوى في اجتماع دولي حول القضايا التي وجهت اسرائيل لها انتقادات فى الماضي . لكن الضجة التي أثيرت مؤخرا ، سلطت الضوء على بعض نقاط الخلاف طويلة الامد التي عرقلت إحراز تقدم بشأن الأمن في الشرق الأوسط في الماضي. دول الشرق الأوسط مرة أخرى يتساءلون حول المعاملة الخاصة لإسرائيل من قبل الولاياتالمتحدة ، فأوباما يشدد على أهمية معاهدة حظر الانتشار النووي ويدعو لعزل الدول التي لا تزال خارجها ، ولكن لا يتم تطبيق هذه السياسة على إسرائيل. حتى دول الشرق الأوسط التي لا تريد لايران امتلاك قنبلة نووية يرون ان هذا " نفاق" حيث تبذل جهود دولية لوقف دولة مسلمة مثل ايران من مواصلة برنامجها النووي بينما لا يطبق أي ضغط على اسرائيل لاعلان ترسانتها. غياب نتنياهو عن القمة جعل مسئولو الادارة الامريكية يشعرون بالراحة ، وذلك بعد ان تقلصت احتمالات اثارة مواضيع شائكة.. كمسألة الشرق الاوسط حيث يرغب اوباما ان تكون القمة مركزة وذات نتائج ملموسة ، وقال جاري سامور Gary Samore ، المسئول الاعلى لدى أوباما بشان حظر الانتشار النووي والمخطط للقمة ، في مؤتمر بالهاتف مع الصحفيين يوم الجمعة "لقد تجنبنا بعض القضايا الأكثر إثارة للجدل حيث ان هناك الكثير من الخلاف داخل المجتمع الدولي" ، ومع ذلك ، فإن الخلاف في الشرق الاوسط مازال يشعل الريبة ويحمل مشاعر الاستياء التي من المرجح أن تجعل التعاون بشأن القضايا النووية في المنطقة يمثل مشكلة.