حث الرئيس التركي عبد الله جول أنصاره في الحكومة على الحذر لدى عرض مجموعة اصلاحات دستورية مثيرة للجدل على البرلمان تستهدف قلب الصفوة العلمانية في تركيا. وتواجه المؤسسة القومية في تركيا تحديا تمثله اقتراحات بتعديل نظام القضاء والسماح بمثول ضباط الجيش أمام محاكم مدنية وجعل حظر الاحزاب السياسية أمرا أكثر صعوبة. ويقول حزب العدالة والتنمية ذو الجذور الاسلامية ان التغييرات مطلوبة لتعزيز الديمقراطية في تركيا ودعم سعيها للانضمام الى الاتحاد الاوروبي. لكن جول الذي كان ينتمي لحزب العدالة والتنمية قبل أن يصبح رئيسا حث الحكومة على المضي بحذر في الاقتراحات. كان جول يعلق على اقتراح تمت مراجعته ويجيز محاكمة قائد القوات المسلحة والضباط الكبار الاخرين في الجيش الذي لم يكن يسمح بالمساس به أمام المحكمة العليا مثل الوزراء. وتأكيدا على أنها مجرد مسودات اقتراحات قال جول أيضا ان بعضها ليس واقعيا وأشار الى اقتراح حول امكانية تعيين أشخاص من غير القضاة في المحكمة الدستورية. من جانب اخر، وجه الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض في ألمانيا انتقادات للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بشأن موقفها من انضمام محتمل لتركيا إلى الاتحاد الأوروبي. وقال نائب رئيس الحزب ، أولاف شولتس ، في تصريحات لصحيفة "هاندلسبلات" الألمانية الثلاثاء "من يدفع بعملية اندماج المهاجرين الأتراك في ألمانيا لا ينبغي أن يعتبر اندماج تركيا في الاتحاد الأوروبي أمرا غير ممكن" ، مضيفا أن سياسة ميركل "ليست منطقية". وتصر ميركل حتى الآن على منح تركيا "شراكة متميزة" مع الاتحاد الأوروبي بدلا من عضوية كاملة في الاتحاد. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان انه سيسعى لطرح التعديلات الدستورية في استفتاء اذا لم يقرها البرلمان. ويقول منتقدون ان حزب العدالة والتنمية الذي أنهى فوزه الساحق في 2002 حكم الاحزاب العلمانية القومية للبلاد يهدف الى تشديد قبضته على السلطة قبل انتخابات مقررة في منتصف 2011 . ويتمتع الحزب بأغلبية برلمانية معقولة لكنه يفتقر لنسبة الثلثين اللازمة لاقرار التعديلات الدستورية مما يجعل طرحها في استفتاء أكثر ترجيحا. وأظهرت استطلاعات للرأي أن الحكومة تتمتع بدعم شعبي لتغيير دستور وضعته حكومة عسكرية عام 1982 بعد عامين من انقلاب. وتواصل ميركل جولتها في تركيا ، التي تستغرق يومين ، بزيارة إسطنبول ، حيث ستشارك في منتدى اقتصادي ألماني تركي يحضره رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. وكانت ميركل قد وصلت إلى أنقرة أمس الاثنين في مستهل زيارتها الثانية التي تقوم بها لتركيا بعد توليها منصب المستشارة. وكانت الزيارة الأولى عام 2006 .