لم تكن الأزمة الحالية بين إسرائيل والولاياتالمتحدةالأمريكية هي الأولى من نوعها وإنما هي الأعنف على الإطلاق، فقد سبقها أزمات عديدة كانت تحمل التهديدات بوقوع عقوبات وحدوث فجوات كبيرة. أزمات أعوام 56، و75، و91، هكذا استطاع حصرها أرون ميلير أحد أشهر المستشارين في الولاياتالمتحدةالأمريكية - وكان مستشارا ل6 وزراء خارجية أمريكيين منهم ديمقراطيون ومنهم جمهوريون - والذي أشار إلى حقيقة ما جرى أثناء لقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن كلا الطرفين لا يملكان استراتيجيات واضحة، وأنهما يسيران في ماكنيهما، وفي اتجاهات غير معروفة وغير محددة. الأزمة التي وقعت بين أكبر دولة في العالم وحليفتها إسرائيل كانت بسبب اللقاء الذي جمع بين أوباما ونتنياهو في 24 مارس/ آذار 2010 وأدى في النهاية لعدم التقاط صورة تذكارية بينهما، وهو أمر لم يشهده البيت الأبيض مطلقا، واعتبرته إسرائيل إهانة لرئيس وزرائها. وقد علق ديفيد اكسيلورد أحد كبار المستشارين للرئيس أوباما في حديث له على شبكة "سي إن إن" بأن ما حدث هو لقاء عمل بين صديقين وأن العلاقات بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل مازلت قوية برغم الخلافات التي تحدث بين الحين والآخر. في الوقت نفسه، أشار رئيس طاقم البيت الأبيض رام مانويل إلى أن التوتر الذي حدث كان بسبب الخلاف حول استمرار بناء المستوطنات في القدسالشرقية، وان هناك تقدما كبيرا حدث من أجل حل هذه الخلافات. كما ذكرت صحيفة ديلي جراف أن أوباما ترك نتنياهو بمفرده في قاعة الاجتماعات بعد حوار محتد نظرا لمماطلة في الرد، وقال لو أنه سيذهب لتناول وجبة عشائه مع زوجتة وبناته في الجناح السكني. وفي فصل جديد من تصاعد الأزمة بين إسرائيل والولاياتالمتحدة، تناقلت وسائل الإعلام العالمية تصريحا لنتنياهو - نفاه لاحقا- وصف فيه أوباما بأنه "الكارثة الكبرى لإسرائيل"، فيشكل هذا التصريح مزيدا من الزيت على النار المشتعل، ويزيد من تعميق الخلاف الإسرائيلي الأمريكي حتى ولو تم نفية صراحة كما فعل نتنياهو في 28 مارس/ آذار 2010.