اهتمت الدوائر السياسية في العالم بالأزمة الحالية بين الولاياتالمتحدة وربيبتها إسرائيل، وهي الأزمة التي وصفها المحللون الإسرائيليون بأنها الأسوأ في تاريخ العلاقات الثنائية بين الدولتين. فبعد ثلاثة أيام فقط من لقاء أوباما مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قام 327 عضوًا بمجلس النواب الأمريكي- أي ما يعادل ثلاثة أرباعه- بالتوقيع على خطاب موجه لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري، أعربوا فيه عن قلقهم من توتر العلاقة بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل، وتداول أنباء هذه التوترات على صفحات الصحف بدلا من حلها خلف الأبواب المغلقة. وعلى ما يبدو فإن اللوبي الصهيوني في الولاياتالمتحدة سينجح في الضغط على أوباما من أجل الانصياع للمطالب الإسرائيلية. قالت صحيفة يديعوت أحرونوت: إنها المرة الأولى التي يجمع فيها كل هؤلاء الأعضاء من مجلس النواب على قضية واحدة وهي ضرورة حل التوتر بين الدولتين، مشيرة إلى أن النواب يخشون من أن يؤثر التوتر القائم على الأمن القومي والجهود الدولية المبذولة في مواجهة إيران. وقال الأعضاء الجمهوريون والديمقراطيون: إنهم قلقون من التوتر القائم بين الدولتين من منطلق العلاقة الأبدية بين إسرائيل والولاياتالمتحدة. وكان النواب الموقعين على الخطاب قد طالبوا بقول اعتذار نتنياهو للإدارة الأمريكية، مطالبين بالصفح عنه عما بدر منه في وجود جون بايدن بشأن الإعلان عن بناء 1600 وحدة سكنية في القدس. وطالبت الإدارة الأمريكية بوضع طريقة تمنع تكرار مثل هذه المفاجآت . وفيما يخص أوباما، فقد طالب النواب الرئيس أوباما ببذل كافة الجهود من أجل إنهاء التوتر بشكل يصب في مصلحة الطرفين الأمريكي والإسرائيلي. وأشار النواب إلى تصريحات الرئيس الأمريكي التي قال فيها: إن امن إسرائيل أهم من أي شيء، وان تأمين دولة إسرائيل والحفاظ على الدولة (اليهودية) هي من متطلبات الأمن القومي الأمريكي. وكان نتنياهو قد اجتمع مع وزراء حكومته لمناقشة المطالب الأمريكية، الذين رفضوا تجميد بناء المستوطنات في القدس، وقال نتنياهو إن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، وإن السياسة الإسرائيلية فيها لن تختلف عن سياستها خلال السنوات من 1967 وحتى اليوم. وقالت جماعة أرض إسرائيل : لا يوجد أي شخص يمكنه إجبار رئيس الوزراء على عدم البناء في القدس، وهو ما يعتبر رفضا وتحديا واضح للمطالب الأمريكية.