في يوم الأم الذي يعد مناسبة لإظهار الامتنان والشكر لرمز العطاء والتضحية.. "الأم"... رصدت صحف مصرية وعربية مظاهر الاحتفال بهذا اليوم وخرجت علينا صحف كويتية بفتوى عدم جواز الاحتفال بعيد الأم حيث وصف الداعية الاسلامي الشيخ ناظم المسباح "عيد الام" بأنه "عيد مبتدع لا أصل له ولا يجوز الاحتفال به". جاء ذلك في بيان صحفي تلقته "القبس" امس ذكّر المسباح فيه بما جاء في فتوى اللجنة الدائمة رقم 7912: «لا يجوز الاحتفال بما يسمى عيد الام ولا نحوه من الاعياد المبتدعة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد"، وليس الاحتفال بعيد الام من عمله صلى الله عليه وسلم ولا من عمل اصحابه رضي الله عنهم ولا من عمل سلف الامة وانما هو بدعة وتشبه بالكفار". مؤكداً ان الاسلام جاء ليسمو بأخلاق الابناء تجاه الوالدين عموما، والام خصوصاً، وهي التي اعطيت في ديننا ما لم تعطه في شريعة قط، حتى كان حقها مقدما على حق الاب، كما روى ذلك البخاري ومسلم في الحديث المشهور عن ابي هريرة رضي الله عنه، اذ قال: جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، من احق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: ثم امك. قال: ثم من؟ قال: ثم امك. قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك. فالاحسان الى الام وبرها من مقتضيات الاسلام والايمان. وتابع المسباح: للأم حق الاحترام والاكرام والبر والصلة طول العام، فما معنى تخصيص اكرامها بيوم معين؟! مشيراً الى ان هذه البدعة لم تدخل ديار المسلمين الا من المجتمعات الغربية المفككة التي انتشر فيها العقوق، ولم تجد فيها الامهات ملاذاً آمناً الا دور الرعاية. فظنوا ان اكرامها في هذا اليوم سيمحو اثم عقوقها بقية السنة، وقد قلدناهم في ذلك، مشيراً الى ان "عيد الام" الذي يوافق 21 مارس لم يحتفل به في بلاد العرب الا على يد الاخوين مصطفى وعلي امين في عام 1956 في مصر الشقيقة. أيضا جريدة"العرب" القطرية تناولت الموضوع وعرضت وجهة نظر المؤيدين للاحتفال بعيد الأم وقال بعضهم أنه أبسط ما يمكن أن نكرم فيه جميع أمهات العالم. معتبرين هذا اليوم من أجمل أيام السنة فهو يوم تكرم فيه الأم التي أكرمها ديننا الحنيف ورسولنا الكريم، وكرمها ربنا تعالى إذ منحها عاطفة الأمومة التي تفوق كل العواطف". أما فضيلة الشيخ أحمد محمد البوعينين فقد أيد رأي المسباح وقال "إن تخصيص يوم واحد للأم للاحتفال فيه مخالف لحقوقها، لأن الوالدين يجب تكريمهما يومياً والتواصل معهما ليس فقط في هذا اليوم، وهذا الأمر مخالف للإسلام لأننا نحن كمسلمين صلتنا بوالدينا كل يوم وكل ساعة وتقديم الهدايا لهم كل فترة وليس فقط مقتصرا على هذا اليوم لقوله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً)". رأي مختلف للدكتور حسن حماد أوردته جريدة"الرأي" الاردنية قال أن: هذا اليوم الذي نُكرّم فيه الأم ونسميه «عيد الأم»، هو من بدع العادات لا من بدع العبادات، فإذا كانت هذه العادات تعبر عن الوفاء والاعتراف بالجميل وتدعو إلى البِرّ والإحسان إلى من يستحق البِرّ والإحسان، كالأم والأب ومن في حكمهما فإن الإسلام يبارك هذه العادات ويقرها. وبعض العلماء يرحبون به ويحثون عليه أمّا إنّ كان عيد الأم والاحتفال به سيكون يوماً واحداً في العام بعدها نترك أمهاتنا للعوز والضياع والحرمان، طيلة أيام السنة فنقول لهذا العيد لا وألف لا، فهذا احتفال بغيض لا يرضي الله ولا رسوله ولا المؤمنين. وللأسف هناك بعض الأبناء اتخذ هذا العيد حجة للزوغان وهدهدت ضمائرهم بأنهم أدوا ما عليهم من حقوق نحو الأمهات مع إهمالهن باقي الأيام، هؤلاء الأبناء يصبحون من زمرة العاقين لأمهاتهم مهما كانت قيمة هداياهم وحجم ابتساماتهم وكلماتهم في هذا اليوم.. جريدة"الاتحاد" الاماراتية رأت أن الاحتفال بعيد الأم في الامارات له طابع مختلف حيث تعج الدولة بعشرات الآلاف من أبناء الجنسيات الأخرى، ما يجعلهم في حالة اشتياق وحنين زائد إلى أمهاتهم في هذا اليوم، فيحرصون على الاحتفاء بهذا اليوم، وتكريم الأم في عيدها. ونعود لجريدة"الرأي" الاردنية كشفت عن حملة "الخضراء" التي أطلقتها الجمعية العربية لحماية الطبيعة لعيد ألام والتي جعلت من زراعة الشجرة هدية لها في عيدها. وربطت العربية لحماية الطبيعة بين الطبيعة والبيئة بعيد الأم حيث أطلقت حملة لزراعة الأشجار بهذه المناسبة استهدفت المدارس ورياض الأطفال وحتى الشركات والمؤسسات. واعتبر الكثير من البيئيين أن ربط عيد ألام بزراعة الأشجار هو"أعظم هدية تقدم للأم التي وصفوها بالشجرة الطيبة التي تعطي ثمارا تمنح الراحة للمحيطين بها".