جاءت مصر في المرتبة الأولى بين الدول المرشحة لجذب الموجة القادمة من استثمارات خدمات التعهيد نظرا للمقومات التنافسية والعناصر الأساسية التى تمتلكها التى أهمها مايسمى بالمزيج الأكثر ملائمة لتلبية احتياجات هذه الصناعة. جاء ذلك فى تقرير أعدته الجمعية الدولية للمحترفين العاملين بمجال التعهيد تحت عنوان "التعهيد العالمي" نشر مؤخرا واكد ان التعهيد يعتبر منهجا فعالا في تقليل نفقات التشغيل والوصول إلى البحث والتطوير والاندماج في قاعدة المهارات العالمية للأقاليم البعيدة التي تضطلع بمهمة تقديم خدمات معرفية مكثفة مثل إنتاج البرامج وتطوير المنتجات تزيد بها وتيرة التعهيد. ويعنى التعهيد أو outsourcing نقل أعمال وخدمات تجارية من بلده الأصلى إلى بلد أخر لرخص التكاليف والنفقات في تلك البلد مثل مجالات البرمجيات والتراجم والإدارة ودراسات الجدوي الاقتصادية والأستشارات القانونية والرسومات الهندسية، وتأتى مصر في طليعة الدول العربية ولكن دخلها من التعهيد لا يتجاوز بضع عشرات الملايين من الدولارات. وتطرق التقرير لنتائج دراسة أجرتها شبكة "أو.آر.إن", لدراسات التعهيد لأقاليم بعيدة التابعة للمركز الدولي لتعليم ودراسات الأعمال بجامعة ديوك الأمريكية في نوفمبر من 2009 والتي أكدت أن 54% من الشركات تعتزم دفع موفري خدمات التعهيد لتبنى عمليات أكثر كفاءة، وأن 40% منها تعتزم الضغط على موفري الخدمات بهدف خفض النفقات، وأن 14 % منها ستتجه إلى التعهيد إلى أقاليم تمتلك ميزة تنافسية في عنصر التكلفة مثل مصر والفلبين وسريلانكا. وأضاف،ان الأزمة الاقتصادية دفعت الشركات إلى إعادة تقييم احتياجاتها من التعهيد والاتجاه نحو زيادة الطلب على مرونة العمليات وخفض التكاليف ودعم الابتكار من موفري الخدمات، وأنها جعلت بعض الشركات تعيد النظر في مشروعات التعهيد المستقبلية. كان البنك الدولي قد توقع أن يشهد العام في أواخر العام الماضي انخفاضا في الناتج القومي الإجمالي عالميا بنحو1.7 % وهو ما يشكل أعلى انخفاض في الإنتاج الصناعي منذ الحرب العالمية الثانية، وقد أدركت الشركات ضرورة إعادة هيكلة نماذج الأعمال والتفكير في استراتيجيات التعهيد تحسبا لاستمرار الركود العالمي. ويجدر الأشارة إلى الكلمة التى قالها باتريك اوبرايان -أحد ابرز المحللين العاملين بمؤسسة "داتامونيتور"العالمية للاستشارات أن الشركات العالمية تدرك ثقل مصر كموقع متميز لتقديم خدمات تكنولوجيا المعلومات، مشيرا إلى أن القاهرة تتمتع بمقومات تنافسية لا يستهان بها وخاصة فيما يتصل بأعداد الخريجين القادرين على الالتحاق بصناعة خدمات تكنولوجيا المعلومات المصرية والقدرات اللغوية لأعداد كبيرة من هؤلاء الخريجين وخاصة اللغات الانجليزية والفرنسية والألمانية والاسبانية والايطالية. وأكد د. أحمد نظيف في تصريحات سابقة أن عددا من الشركات المحلية والإقليمية والدولية تقوم بالاستثمار فى خدمات التعهيد انطلاقا من مصر وهو ما يعد مؤشرا واضحا لحجم القدرات التى يمتلكها قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المصرى ومايمكن أن يقدمه من خدمات. مضيفا ان كل هذه النجاحات ترجع إلى عدد من العوامل ومن بينها الموقع الجغرافى الاستراتيجى والدعم الحكومى القوى للقطاع والإصلاحات الدائمة لبيئة العمل والبيئة المستقرة للاقتصاد الكلى وتكاليف العمل والبنية التحتية التنافسية وتعدد اللغات والمهارات التقنية فى عدد من القطاعات الرئيسية وحجم السوق المحلى ونعتقد بشدة أن مصر يمكنها أن تكون شريكا مع الأصدقاء الأفارقة بوصفها بوابة لتقديم خدمات التعهيد إلى أوربا وبقية العالم.