القاهرة - اخبار مصر ترجمة خالد مجد الدين على الأقل ثلاث شركات نفط امريكية كانت هدفا لسلسلة خفية من الهجمات الالكترونية والتي ربما يكون مصدرها الصين ويقول الخبراء أنها تسلط الضوء على مستوى جديد من التطور العالمى لحرب التجسس عبر الإنترنت. وقالت مصادر مطلعة تؤيدها الوثائق التى حصلت عليها كريستيان مونتور ان اختراقات صناعة النفط والغاز استهدفت الاسرار المحاطة بكتمان شديد لشركات النفط والسلطات الاتحادية وتركزت على واحدة من جواهر التاج لهذه الصناعة : وهى البيانات القيمة التى تعرض بالتفصيل الكمية والقيمة ، ومواقع الاكتشافات النفطية في جميع أنحاء العالم ، و تشير المصادر و الوثائق ان الشركات وهى - ماراثون اويل ، اكسون موبيل ، كونوكو فيليبس - لم تدرك المدى الكامل لهذه الهجمات التي وقعت في عام 2008 إلى أن حذرهم مكتب التحقيقات الفدرالي في ذلك العام وأوائل عام 2009. المسؤولون الفيدراليون اخبروا الشركات بان المعلومات السرية تتسرب للخارج بما في ذلك لأجهزة كمبيوتر عبر البحار . وقد شملت البيانات التى تم اختراقها كلمات سر البريد إلالكتروني والرسائل وغيرها من المعلومات التى يتاح للمديرين التنفيذيين النفاذ اليها كبيانات التنقيب والمعلومات الخاصة بالاستكشافات . في حين أنه مازالت عملية التحقق من مشاركة الصين فى هذه الهجمات بعيدة عن التاكيد حيث تم الكشف ان بعض البيانات على الأقل تسربت من كمبيوتر شركة واحدة للنفط إلى كمبيوتر في الصين ويشير ان افراد التامين الخاص بشركة نفطية اخرى في واحدة من وثائق إلى الاختراقات بانها " فيروس الصين ". و يقول مصدر مطلع على هذه الهجمات " هؤلاء الرجال مسؤولي الشركات لا يدركون لأنه لم يقول لهم احد أن وكالة مخابرات أجنبية قد سيطرت على أجزاء كبيرة من شبكتهم والحقيقة انه لا يمكنك التخلص من هذا المهاجم بسهولة بالغة. لانها لا تعمل بطريقه الفيروس العادي. نحن لم نر من قبل أي شيء بمثل هذا الذكاء و المهارة. " و لم تعلق اى من الشركات الامريكية الثلاث على الهجمات أو تؤكد أنها قد حدثت. ولكن سينس مونتور وعلى مدى خمسة أشهر استطاعت التأكد من هذه الاختراقات التى هاجمت العشرات من أجهزة الكمبيوتر والبيانات الغير محصنة على الشبكات العالمية لهذه الشركات حيث تم التحقق عبر مقابلات اجريت مع عشرات العاملون في صناعة النفط وخبراء الأمن الحاسوبي والمسؤولين الحكوميين السابقين ومن الوثائق التي تصف الهجمات . ويقول مسؤول في شركة واحدة للنفط وهو مثل نظرائه مطلع على مختلف نواحى هذه الهجمات "رأينا الهجمات الحقيقية على موقعنا والمستهدفة للمستوى C الخاص بكبارالمديرين التنفيذيين" وقد تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته. وقال " كنت في اجتماع مع مكتب التحقيقات الفيدرالي في وقت سابق من عام [2009] وطالبوا بان نكون منتبهين وحذرين ". وهذا النوع الجديد من الهجوم ينطوي على فيروسات تجسس صنعت خصيصا والتي تكاد تكون غير قابلة للكشف عبربرامج حماية الاجهزة من الفيروسات وغيرها من الدفاعات الالكترونية المستخدمة تقليديا من قبل الشركات. ويقول الخبراء ان السرقة الالكترونية الجديدة تشكل تهديدا خطيرا على الشركات الأمريكية والقدرة التنافسية طويلة الأجل للأمة. ويقول إد سكوديوس Ed Skoudis وكيل المؤسسين بشركة انجارديانز InGuardians وهى شركة متخصصة فى امن اجهزة الكمبيوتر "لدينا أصدقاء في الصناعة النفطية اعربوا عن بالغ القلق لأنهم قد أنفقوا مئات الملايين من الدولارات لمعرفة اين سيكون الاكتشاف الاكبر المقبل للنفط" و يضيف إد سكوديوس الذي استدعى العام الماضي لمساعدة شركة كبيرة للنفط والغاز فى تأمين بياناتها الخاصة بعد محاولة تسلل لشبكه الكمبيوتر لديها " ان المهاجم لهذه الشبكات سيوفير نفقات ضخمة لنفسه عن طريق سرقة تلك البيانات". منذ زمن ليس ببعيد وقرصنة الكمبيوتر بشكل رئيسي تعد من اختصاص أفراد ذو خيال مفرط ومهارات جيدة بالبرمجة وأنهم كثيرا ما اقتحموا أجهزة الكمبيوتر لمجرد الهواية و ابراز القدرة . لكن في الآونة الأخيرة بعض الناس ذو الدوافع الشريرة - بما في ذلك العصابات الاجرامية المنظمة - جعلت من من سرقة معلومات بطاقة الائتمان والهويات الشخصية صناعة للحصول على النقد السريع. ولكن الرصد الكامن في ظلال الفضاء الالكترونى cybershadows هو شكل أكثر غدرا وتطورا للتجسس على أجهزة الكمبيوتر وحتى الانتهاك الأخير لجوجل محرك البحث العملاق لم يتم الكشف عنه الاقليلا فغالبا مثل هذه الانتهاكات يصعب ان يكتشفه احد. المهاجمين ويمثلون النخبة – يطلق عليهم اسم جيش الظلام cyberspies ويستهدفون قلب الشركات في جميع أنحاء العالم حيث الأسرار التجارية والبيانات المتعلقة بحقوق الملكية والتقنيات الحديثة والمتقدمة التى تكون مُحصنة في القلاع الرقمية. ويقول جريج جارسيا Greg Garcia مساعد الوزير للأمن الفضاء الحاسوبي في وزارة الأمن الداخلي في ظل إدارة بوش. . بعض هذه الهجمات يعتقد أن حكومات أجنبية أو وكلاء تضطلع بها "إن أي بلد يرغب في دعم وتطوير صناعة محلية يمكن ان يستخدام بشكل جيد للغاية السرقة الالكترونية cyberespionage للمساعدة في القيام بذلك" ، في حين أن معظم الدول الكبرى بما في ذلك الولاياتالمتحدة تجري التجسس عبر الإنترنت يقول الخبراء ان اثنين من الاعداء التقليديين للولايات المتحدة وهما الصين وروسيا هما من بين الدول الأكثر عدوانية ومهارة في القيام بمثل هذه الهجمات. كلا البلدين من المعروف أن لديهما قاعدة كبيرة من المتسللين وقاعدة واسعة للخبرة فى أمن الكمبيوتر .