حققت الرواية السعودية "مدن الملح" نجاحا عربيا وعالميا كبيرين وخاصة فى المانيا بعد ترجمتها للغة الالمانية . تلك الرواية التى صنفت كاتبها الروائي الراحل عبد الرحمن منيف (1933 - 2004) على رأس ابرز المبدعين في العالم العربي . وقد ترجمت "مدن الملح" إلى لغات عديدة ، وصدرت مؤخرا في ألمانيا ترجمة الجزء الثالث "تقاسيم الليل والنهار"، ونهضت بترجمة الأجزاء الثلاثة المترجمة الألمانية لاريسا بندر بالاشتراك مع السورية ماجدة بركات. ويقصد ب"مدن الملح" تلك المدن التي نشأت في برهة من الزمن بشكل غير طبيعي واستثنائي ، بمعنى أنها لم تظهر نتيجة تراكم تاريخي طويل أدى إلى قيامها ونموها واتساعها ، وإنما هي عبارة عن نوع من الانفجارات نتيجة الثروة الطارئة. هذه الثروة (النفط) أدت إلى قيام مدن متضخمة أصبحت مثل بالونات يمكن أن تنتهي بمجرد أن يلمسها شيء حاد" ، هكذا أوضح الروائي الراحل عبد الرحمن منيف ما يقصده من عنوان خماسيته الشهيرة "مدن الملح". وتصور الرواية الحياة في دولة متخيلة يطلق عليها "موران" مع بداية اكتشاف النفط والتحولات المتسارعة التي حلت بمدن تلك الدولة وقراها .. وتتناول في جزئها الأول بعنوان "التيه" الفترة التي تلت اكتشاف البترول في الجزيرة العربية ، وكيفية نشوء الدولة . وفي الجزء الثاني "الأخدود" يسرد منيف تاريخ المنطقة فيتحدث عن رجال الأعمال الذين دخلوا في تحالفات مع ساسة "موران" وحكامها . أما الجزء الثالث "تقاسيم الليل والنهار" يعود منيف إلى جذور العائلة الحاكمة وإلى سنوات الصراع القبلي ، ثم يواصل رصد التحولات السياسية في دولته المتخيلة في الجزئين الرابع "المنبت" والخامس "بادية الظلمات".