هل إنتهى الخصام بين عرب 48 وإسرائيل ؟ 28-1-2007 تحليل : غباشى خيرالله فى خطوة جديدة وصفت بأنها عودة للتصالح بين حزب العمل وعرب 48 عينت إسرائيل اليوم الاحد أول وزير مسلم فى الحكومة الائتلافية التى يترأسها حزب كاديما بزعامة رئيس الوزراء ايهود اولمرت بالتحالف مع حزب العمل وذلك فى خطوة وصفها الوزير المسلم بانها ستساعد عرب اسرائيل على تقوية اربتاطهم بالدولة اليهودية . جاء تعيين غالب مجادلة اثر تقديم اوفير بينيس باز وزير العلوم والثقافة والرياضة الاسرائيلى من حزب العمل استقالته احتجاجا على ضم حزب اسرائيل بيتنا بزعامة المهاجر الملدوفى افيجيدور ليبرمان المعروف بمعاداته للعرب ومواقفه العنصرية الى الائتلاف الحكومى . كان مسئولوا حزب العمل قبل نحو اسبوعين قد صوتوا بأغلبية ضئيلة لصالح إقتراح رئيس الحزب العمل ،ووزير الدفاع عمير بيرتس تعيين مجادلة وزيرا فى حكومة ايهود اولمرت الائتلافية . عمير بيرتس المغربى الاصل أكد ان تلك خطوة تاريخية ومهمة نحو المساوة وتعزيز السلام فى المنطقة بينما كان افيجيدور ليبرمان العضو الوحيد بالحكومة الذى صوت ضد تعيين مجادلة . تعين مجادلة يأتى فى وقت يمثل فيه عرب 48 معادلة صعبة فى الحياة السياسية الاسرائيلية ، فرغم ان عرب 48 وقعوا فى التقسيم الادارى داخل الدولة اليهودية وفقا لقرار التقسيم الصادر عن الجمعية العامة للامم المتحدة الا ان اسرائيل وضعتهم تحت الحكم العسكرى حتى عام 1967 وانتهجت ازاءهم سياسة عسكرية اجبرت العديد منهم على الهجرة الى الخارج . يبلغ عدد عرب 48 الذين ينحدروا من نحو 160 الف فلسطينى بقوا فى اراضيهم بعد نزوح معظم السكان العرب عام 48 حوالى 3ر1 مليون نسمة من اصل سبع ملايين هم سكان اسرائيل. ولايؤدى عرب 48 الخدمة العسكرية لكنهم يتمتعون بحق التصويت ولديهم عشرة نواب فى الكنيست من اصل 120 نائب . وعلى الرغم من ارتفاع مستوى معيشتهم عن فلسطينى الضفة والقطاع لكنهم لايحصلون على حقوقهم كاملة فى اسرائيل فالمدن العربية تتلقى اقل بكثير من الأموال الحكومية لبرامج التنمية والتطوير مقارنة مع بقية المدن الاسرائيلية كما تحد الحكومة الاسرائيلية من رخص البناء الممنوحة لهم . ايضا يعانى عرب 48 من مصادرة اراضيهم بعد ان استولت السلطات الاسرائيلية على كثير منها لصالح اقامة مساكن للمهاجرين اليهود . ففى تقرير نشر فى سبنمبر 2003 بعد تحقيق استمر عامين ونصف وجهة لجنة حكومية انتقادات الى السلطات الاسرائيلية بانها لاتفعل مايكفى لوقف مظاهر التمييز التى يعانى منها عرب 48 واعطائهم حقوقهم كاملة ، وفى قرار أثار ضجة نشر فى يوليو 200 اقرت المحكمة العليا الاسرائيلية بتعرض الاقلية العربية للتمييز ولاسيما ما يتعلق بالتوظيف. ورغم اتفاق الجانبين الجانبين الفلسطينى والاسرائيلى الى اللجوء الى السلام لحل نزاعهما التاريخى بدءا من مؤتمر مدريد مرورا باوسلو الى ان جميع جولات التفاوض على مسار السلام الفلسطينى الاسرائيلى لم تتطرق الى قضية عرب 48 خاصة من الجانب الفلسطينى وهو مافسر بأنه محاولة لإعطائهم الفرصة ليكونوا مواطنين فى اسرائيل وايضا تشجيعا لهم على الانضام لحزب العمل الاسرائيلى . ورغم قيام عرب 48 بتأسيس وتكوين جماعات سلام متعددة وافساح المجال لهم من قبل اسرائيل للتصويت فى انتخابات الكنيست الاسرائيلى الا انهم مازالو يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية فى اسرائيل ، لكنهك لعبوا دورا بارزا فى فوز ايهود باراك زعيم حزب العمل فى انتخابات عام 199 امام مرشح الليكود رئيس الوزراء الاسبق بنيامين نتنياهو الا انه لعبوا ايضا دورا بارزا فى سقوط باراك ام شارون فى انتخابات 2001 خاصة مع اطلاق القوات الاسرائيلية الرصاص على المتظاهرين من عرب 48 فى اكتوبر 200 الذين تظاهروا تضامنا مع فلسطينى الضفة والقطاع عقب اندلاع انتفاضة الاقصى ضد اعتداءات حكومة باراك . ومع فوز شارون فى انتخابات الكتيست السادس عشر 2003 والتى شهدت اول تقليص لمقاعد حزب العمل فى تاريخ اسرائيل الى 19 مقعدا وهى الهزيمة الى اعقبها استقالة زعيم الحزب عمرام متسناع وتبعه شيمون بيريز بالتعين ثم عمير بيرتس بالانتخاب لكن حكومة شارون اتبعت سياسية عنصرية ضد عرب 48 خاصة الاعضاء منهم فى الكنيست . لكن اليوم اصبح غالب مجادلة رجل العمال ، العضو فى حزب العمل ، اول وزير عربى مسلم يتقلد منصب وزير فى دولة تعانى فيها الاقلية العربية من التمييز. ولد غالب مجادلة فى 5 ابريل 1953 فى بلدة باقة التى تقع غرب اسرائيل ولايزال يعيش فيها وهو متزوج واب اربعة اولاد. بدا غالب مجادلة حياته السياسية كسكرتير للشبيبة العمالية التابعة لحزب العمل الاسرائيلى فى باقة الغربية ونشط فى مجال القيادة القطرية للهستدروت التى تمثل اكبر نقابة عمالية فى اسرائيل ، وشغل رئيس قسم المعارف (التربية والتعليم) فى مجال الثقافة والرياضة مرتين، ويتقن الانجليزية الى جانب العربية والعبرية. يتولى مجادلة مناصب عدة فى لجان الكنيست الحالية ، فهم رئيس لجنة الداخلية وشئون البيئة ، وعضو فى لجنة العلم والتكنولوجيا ، وعضو فى لجنة خاصة لمشكلة العمال الاجانب ، وعضو فى لجنة العمل والرفاة والصحة . مجادلة كان ايضا ناشطا فى الكنيست السابقة حيث كان عضوا فى لجنة الداخلية وشئون البيئة ، ومن ثم ترأس هذه اللجنة وكان عضوا فى لجنة شكاوى الجمهور ولجنة العمل والرفاة والصحة .