يوشك حديث إنفلونزا الخنازير أن يكون هو الحديث الأول في العالم يعرف الفلاحون في الريف هذا المرض الذي يسمونه الفرة.. وهو مرض يأتي علي البشر. هل يشاهد البشر عقابا جماعيا من الله تعالي... إن الهواء يتلوث من الخطايا التي يرتكبها البشر، ولكن الله لا يعاقب علي الذنوب أملا في توبة العباد، ولقد سبقت رحمة الحق عدله، وسبق حلمه غضبه، وكتب ربنا علي نفسه الرحمة. قال تعالي ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك علي ظهرها من دابة ذلك أن الظلم الإنساني كثير في الأرض، وهو أكبر من طاقة الأرض علي الاحتمال، وهناك كلام يقال تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا. رغم ذلك لا يبادر الله بالعقوبة، إنما يؤجل أملا في التوبة، وعبثا يحاول الإنسان تصور الرحمة الإلهية أو الحلم الإلهي... نحن أمام رحمة وسعت كل شيء، كما أننا أمام حلم بغير حدود، وليس هناك اعجب من الكرم الآلهي والحساب الإلهي، إن الله يكتب الحسنة بعشرة أمثالها إلي اضعاف مضاعفة، ولكن السيئة سيئة فقط، وتبشيرا للعباد ورحمة لهم يقرر الحق قانونا من قوانين إحسانه، وهو محو السيئة بالحسنة... الحسنات يذهبن السيئات إن الله تعالي يقبل التوبة عن عباده ما لم يدخلوا في سكرات الموت، وفي القرآن الكريم آية يسميها العارفون بالله.. أرجي آية... أي أكثر الآيات بعثا للرجاء في قلوب العباد، وهي قوله سبحانه. أولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات إن فكرة تحول السيئة إلي حسنة هي فكرة مستحيلة بأي منطق إلا في منطق الحلم الإلهي والرحمة، في هذا المنطق تذوب الاستحالة وتشع شمس الرحمة الخالقة. يقول الله تعالي قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعا، إنه هو الغفور الرحيم. يقول الحديث القدسي فيما يرويه النبي صلي الله عليه وسلم عن ربه يا ابن آدم انك ما دعوتني ورجوتني ثم استغفرتني... غفرت لك، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ياابن آدم لو اتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة لماذا ظهرت إنفلونزا الخنازير... هل هي عقاب أم فتنة أم الاثنان معا؟. * نقلاً عن جريدة "الأهرام" المصرية