كيف يمكن لباريس ان توفق بين المعطيات الاستراتيجية الجغرافية الجديدة والانسحاب من افريقيا ؟ تساؤل طرحته مجلة الاكسبريس الفرنسية لمناقشة امكانية تخلي فرنسا عن قواعدها العسكرية التاريخية في جنوب الصحراء الافريقية. فوفقا للتوجهات الاستراتيجية لفرنسا خلال الخمسة عشر عاما القادمة يجب تركيز عدد الجنود الفرنسيين في فرنسا-الذين يصل عددهم الي 8 الاف جندي مقابل 30 الف وقت الاستقلال- في جبهتين رئيسيتين الغربية والشرقية. وذلك بهدف التكيف علي الاوضاع الجغرافية والسياسية الجديدة خاصة مع فتح قاعدة عسكرية فرنسية جديدة في ابو ظبي. ومن المتوقع ان يجد الرئيس الفرنسي وقادة الجيش اجابة سريعة حول الانسحاب من القواعد الافريقية بحلول عام 2010 خاصة مع ظهور عناصر جديدة علي ارض الواقع مثل المظاهرات التي اندلعت في الجابون عقب انتخابات الرئاسة الاخيرة ثم حالة الفوضي التي عمت غينيا كوناكري وضرورة حماية المصالح والمواطنين الفرنسيين. ويري انصار عدم الانسحاب ان الوضع الحالي خطير فهناك عناصر القاعدة الذين ينشطون جنوبالجزائر وشمال النيجر ومالي اضافة الي نشاط تجارة المخدرات والاسلحة الخفيفة في المنطقة وكذلك الهجرة الغير شرعية و انتشار القرصنة و الطموحات الاستراتيجية للولايات المتحدة والصين وروسيا في المنطقة. ان باريس تحاول ان تتبني منطق الشراكة في اطار برنامج "تعزيز قدرات قوات الافريقية في مجال حفظ السلام" خاصة مع توقع نشر قوات تابعة للاتحاد الافريقي بحلول عام2014 حيث تعمل فرنسا علي دعم وتطوير هذه القوات لتولي مسئولية الامن علي المدي الطويل خاصة مع ارتفاع تكلفة نشرالقوات الفرنسية في افريقيا لتصل الي 760 مليون يورو عام 2007 .