أفاد تقرير اذاعه التلفزيون الألماني (زد.دي.إف) الاثنين بأن تقديرات حلف الناتو حول ضحايا الغارة الجوية على قندز شمالي أفغانستان تشير إلى سقوط أعداد تتراوح بين 70 و 78 قتيلا. وأضاف تقرير القناة التلفزيونية أن الحلف يتوقع وجود عدد كبير من المدنيين الأفغان بين القتلى والجرحى ،بينما أشارت تقديرات الجيش الألماني إلى مقتل 56 شخصا وإصابة 12 في الغارة التي طلبت القوات الألمانية من قوات المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) تنفيذها. ورفضت وزارة الدفاع الألمانية التعليق على تقرير القناة التلفزيونية وقال توماس رابيه المتحدث باسم وزارة الدفاع، إن التقرير هو وثيقة مؤقتة في إطار التمهيد لإعداد وثيقة نهائية. واعترف وزير الدفاع الألماني فرانس جوزيف يونج في حديث للمحطة التلفزيونية بإمكانية سقوط ضحايا من المدنيين خلال الغارة وأشار إلى اهتمام بلاده بنتائج التحقيقات وأضاف أنه إذا ثبت هذا بالفعل فإن بلاده تعبر عن تعاطفها الشديد لعائلات الضحايا. وكانت وزارة الدفاع الألمانية ومصادر محلية في قندز تصر على أن الأشخاص الذين تجمعوا حول شاحنتي الوقود بعد أن خطفهما مقاتلو حركة طالبان فقط . الناتو ينفي التوتر بين ألمانيا وأمريكا: من ناحية أخرى نفى حلف الناتو وجود توتر في العلاقات بين الولاياتالمتحدةوألمانيا على خلفية الغارة الجوية التي أمرت بها الأخيرة في أفغانستان وأودت بحياة العشرات. وقال المتحدث باسم الناتو جيمس أباثوراي في تصريحات الإثنين:"لا أرى مثل هذه التوترات..لقد تكلمت بشكل مفصل مع عناصرنا في أفغانستان ولم أسمع شيئا عن هذه التوترات". وكانت صحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونج" الألمانية قد ذكرت في عددها الصادر الاثنين أن قيادات رفيعة المستوى في الجيش الألماني تشعر بغضب شديد من تعامل الولاياتالمتحدة مع غارة قندز لاسيما تصريحات الجنرال ستانلي ماكريستال، القائد الأعلى لقوات الحلف في أفغانستان وايضا تقرير صحيفة "واشنطن بوست" الذي انطوى على انتقادات لقائد القوات الألمانية في أفغانستان جيورج كلاين. ونقلت الصحيفة عن مصدر في الجيش الألماني لم تحدده قوله إن تقرير واشنطن بوست حول هذا الموضوع كان بمثابة "وقاحة غير مبررة" وانتقد الجيش الألماني أيضا سماح فريق التحقيقات التابع للناتو والمكون من 7 أشخاص لصحفي أمريكي بمرافقتهم. وأضاف المتحدث باسم الناتو:"بغض النظر عن نتيجة التحقيقات الجارية يمكنني القول إن دعم الرأي العام لمهمتنا سيقل حال انتشرت مزاعم بشأن سقوط ضحايا مدنيين" وأكد أن هذا هو السبب الذي جعل الجنرال ماكريستال يضع مسألة منع وقوع ضحايا مدنيين على رأس أولوياته. وأكد أباثوري أن التقارير حول وقوع ضحايا مدنيين "محبطة لأن ماركريستال قام بالكثير من أجل تجنب وقوع ضحايا مدنيين كما أنه يخضع هذه الأمور للكثير من البحث الدقيق". وشدد أباثوري على أن الناتو سيواصل عمله من أجل تجنب وقوع ضحايا في صفوف المدنيين. وكانت واشنطن بوست قد ذكرت أن قرار قائد القوات الألمانية حول شن الغارة جاء بناء على معلومات حصل عليها من مصدر واحد فقط كما قدرت الصحيفة عدد القتلى جراء الغارة ب125 شخصا، قالت إن 20 على الأقل منهم من المدنيين وهي معلومات تتنافى مع ما ذكره الجيش الألماني من أن عدد القتلى "يزيد عن 50 شخصا" مستبعدا وجود مدنيين بينهم. وتشير أحدث البيانات من الجانب الأفغاني إلى أن الغارة أوقعت 130 قتيلا على الأقل من بينهم أطفال. وفي الإطار نفسه تعتزم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الإدلاء غدا الثلاثاء ببيان حكومي في البرلمان الألماني (بوندستاج) عن الغارة الجوية. تجدر الإشارة إلى أن الائتلاف الحاكم في ألمانيا يضم التحالف المسيحي، المنتمية إليه ميركل والحزب الاشتراكي الديمقراطي. وكان حزب الخضر المعارض قد طالب ميركل بالإدلاء ببيان حكومي حول الوضع في أفغانستان.