تشهد القاهرة حاليا مباحثات مستمرة ومكثفة لاحياءعملية السلام حيث إجتمع أحمد أبوالغيط وزير الخارجية مع خافيير سولانا المنسق الاعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبى صباح اليوم الأربعاء الموافق الخامس من سبتمبر بمقروزارة الخارجية وشارك فى الاجتماع عبد الاله الخطيب وزير خارجية الأردن. وتركزالاجتماع بشكل أساسى على مناقشة الوضع فى الشرق الاوسط وتم خلاله استعراض مواقف الاطراف من الاعداد للمؤتمر الدولى الذى دعت اليه الولاياتالمتحدة فى الخريف المقبل لتحريك عملية السلام . وطرح أبوالغيط على سولانا خلال الاجتماع الرؤية المصرية فى الموضوع والتى تتمثل فى ضرورة الاعداد الجاد والجيد للاجتماع حتى يخرج بالنتائج المرجوة ويثمر مفاوضات ناجحة خاصة وأن الفشل فى التوصل الى تلك النتائج يمكن أن يؤثرد بالسلب على الاوضاع فى المنطقة وهو الامر الذى ينبغى تجنبه . كما تناولت المباحثات الثنائية عدة قضايا على رأسها أزمة دارفورواخرالتطورات فى هذا الملف تحضيرا لاجتماعات نيويورك المقبلة بشأنه،وقد عرض الجانب المصرى التطورات الايجابية الاخيرة التى شهدها هذا الملف معربا عن الامل فى أن تفضى الى استقطاب تأييد كافة القوى والفصائل التى لازالت خارج سياق العملية السياسية الجارية وهو ما أعرب الجانب الاوروبى عن تأييده مثنيا فى هذا الصدد على الجهود والاتصالات التى تبذلها مصر لتسوية هذه الازمة التى تهم المجتمع الدولى ككل فضلا عن الازمة اللبنانية حيث أبدى أبوالغيط وسولانا توافقا واضحا بشأن أهمية التمسك بتنفيذ الاستحقاقات القادمة فى مواعيدها وفقا للدستور اللبنانى ،معربين عن تطلع الجميع الى توافق اللبنانيين حول سبل المضى قدما بتنفيذ هذه الاستحقاقات . وقد استعرض سولانا خلال اللقاء نتائج اتصالاته مع الجانبين الاسرائيلى والفلسطينى ومساعى الجانب الاوروبى من أجل دفع الطرفين للتوصل الى التفاهمات المطلوبة . واتفق المشاركون فى الاجتماع على ضرورة حث كل الاطراف الاخرى وفى مقدمتها الولاياتالمتحدة صاحبة الدعوة لاجتماع الخريف على التعامل بالجدية المطلوبة مع هذه الفرصة المهمة لتحقيق تقدم ملموس يتيح للجانبين الاسرائيلى والفلسطينى تكثيف اتصالاتهما الثنائية السياسية لتحقيق التسوية المنشودة مع أهمية وجود متابعة لهذا الاجتماع ولنتائجه . وفيما يتعلق باحياء عملية السلام،فقد أعلن سولانا أن هناك تحركات مكثفة فى اتجاه تنشيط عملية السلام خلال المرحلة القادمة ولكن المهم هو كثافة النتائج مشيرا الى بدء التحركات الرامية لاحياء عملية السلام خلال ثلاثة اسابيع فى نيويورك بعقد عدة اجتماعات منها اجتماع لجنة التنسيق العليا المنبثقة عن اجتماع اوسلو و اجتماع للمجموعة الرباعية الدولية ،واخر للجنة مبادرة السلام العربية للتشاور بين الاطراف المعنية ،ونوه الى انه عقب الاجتماع الدولى المرتقب سيعقد اجتماع مهم للدول المانحة . كما أشارسولانا عقب لقائه الليلة الماضية بعمرو موسى أمين عام الجامعة العربية أنه قدم هذا العام 70 مليون دولارلدعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى ،وان 600 الف فلسطينى بقطاع غزة يتلقون معونات من الاتحاد حتى تستمر حياتهم اضافة الى تمويل عملية تزويد القطاع بالوقود والغذاء،وأكد سولانا أن الاتحاد لن يترك الفلسطينيين فى قطاع غزة يموتون جوعا مشيرا الى كونه أكبر ممول للمساعدات الانسانية بالقطاع. وكان سولانا قد بدأ الأحد جولة في الشرق الأوسط لتمهيد الطريق أمام انعقاد المؤتمرالدولى حول السلام في الشرق الأوسط والتقى سولانا خلال هذه الجولة الأحد بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله ورئيس الوزراء الفلسطينى .ثم التقى بعدد من المسئولين الاسرائيليين منهم رئيس الوزراء إيهود أولمرت ورئيسة الكنيست داليا إيتسيق ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزير الدفاع إيهود باراك. وقد صرح سولانا بمدينة رام الله بالضفة الغربية مخاطبا الصحفيين بأن مساعيه الدبلوماسيه تشكل جزءا من سياسة اللجنة الرباعية الدولية التى تتألف من الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة وتعد جولته الحالية بالمنطقة ثانى جولة يقوم بها خلال أربعة أشهر لاجراء مباحثات لاحتواء أعمال العنف و دعم مسيرة السلام بالشرق الأوسط . ويزيد من أهمية وتأثير هذه المباحثات أنها أعقبت عدة لقاءات للرئيس مبارك لدفع عملية السلام حيث كان المؤتمر الدولي للسلام الذي دعا اليه بوش في منتصف يوليو الماضي في صلب المناقشات التي اجراها الرئيس مبارك مع وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني وتونى بلير مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للسلام بالشرق الاوسط،واستهدفت التوصل الى سلام شامل في المنطقة يكفل استعادة الحقوق الفلسطينية. كما احتل موضوع المؤتمر الدولي للسلام مقدمة أجندة القضايا المطروحة على وزراء الخارجية العرب الذين يعقدون الاربعاء في القاهرة اجتماعهم الدوري نصف السنوي. وتأتي زيارة سولانا في بداية الموسم السياسي بالاتحاد الأوروبي وقبل بضعة أيام من اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في البرتغال الذي سيتناول الملف الشرق أوسطي وخاصة ما يتعلق بالصراع العربى الاسرائيلى ، فيما تعقد اللجنة الرباعية الدولية في نيويورك اجتماعا في أواخر هذا الشهرمن أجل الاستعداد للمؤتمرالدولى المرتقب للسلام بالشرق الأوسط . 5/9/2007