كان على افيغدور ليبرمان أن يرسل باقة ورد كبيرة لدونالد بوستروم، المصور والصحافي السويدي الذي كتب مقالة "أبناؤنا نهبت أعضاؤهم". وكان على وزارة الخارجية ان تكتب رسالة امتنان لمحرري صحيفة "أفتون بلاديت". لم يسقط منذ مدة طويلة كنز اعلامي كهذا بيد الاحتلال، ولم يلحق مثل هذا الضرر بالجهات التي تحاول توثيق فظائعه. هكذا استهل جدعون ليفي مقاله في جريدة"هآرتس" الاسرائيلية الذي تناول فيه مهمة الصحافة من وجهة نظره والتي يرى أنها تكمن في التوثيق والبرهنة، وليس دعوة الآخرين للتحقيق كما فعل الصحافي السويدي، ويصف مانشرته الصحيفة السويدية بكونه صحافة مهنية وانما صحافة رخيصة وضارة. ويعترف الكاتب بوجود أحداث اجتثت فيها اعضاء قتلى فلسطينيين من دون تخويل كما فعلوا في معهد التشريح الجنائي، وكذلك قتلى آخرين من اجل البحث والدراسات، ولكنه يستنكر الربط بين هذا والمتاجرة بالاعضاء التي جاءت في اعقاب اعتقال عدة يهود في نيويورك بعد ذلك ب 17 عاما بتهمة المتاجرة بالاعضاء مسافة كبيرة. هذه ليست كما يقر باعتباره أحد الصحفيين الذين يحاولون توثيق الاحتلال بأن الاحتلال الاسرائيلي قبيح بما يكفي ولا حاجة لسرد حكايات موغلة في الخيال عن مظالمه الشديدة دون مبالغة أو اختلاق وأن الجيش الاسرائيلي قتل خلال السنين آلاف المدنيين، بمن فيهم النساء والاطفال، دون اي ذنب اقترفوه. وأن "الشاباك" بدوره عذب الموقوفين خلال التحقيق، حتى الموت احيانا، واسرائيل تمنع الغذاء والدواء عن غزة، والمرضى يتعرضون للابتزاز من "الشاباك" حتى يتحولوا الى عملاء مقابل حصولهم على علاج طبي، عشرات آلاف المنازل هدمت في "المناطق" عبثا، والعشرات تعرضوا للتصفية على يد الوحدات الخاصة، بينما كان من الممكن اعتقالهم. آلاف المعتقلين ظلوا في السجن طوال اشهر وسنوات دون محاكمة. ألا يكفي ذلك كله لرسم معالم الصورة الحقيقية الوفية للاحتلال؟ اوليس هذا فظيعا بما يكفي؟ ويقول الكاتب أن الافتراءات التي لا يوجد لها اساس تخدم الدعاية الاسرائيلية التي نفت الامر وبرهنت ان الاحتلال ليس وحشيا كما يقولون عنه، وشككت ايضا في مصداقية باقي الشهادات الراسخة والجدية.