فى إطار الجهود المتواصلة والمبذولة من أجل الاعداد لمؤتمر الدولي للسلام الذى سيعقد الشهر المقبل في أنابوليس بولاية ماريلاند الأميركية وصلت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى اسرائيل في زيارة تعد هي الثالثة من نوعها لإسرائيل ولأراضي السلطة الوطنية الفلسطينية في نحو ثلاثة أشهر في إطار جولة في الشرق الأوسط تشمل مصر والاردن أيضا وهما البلدان المتأكد من مشاركتهما حتى الآن في مؤتمر الخريف. وقبيل وصولها إلى تل أبيت دعت رايس إلى عدم توقع "انفراجات كبرى" خلال جولتها التي تستمر أربعة أيام، وقالت للصحفيين الذين يرافقونها في الجولة "لا أتوقع أن تكون هناك أي نتيجة محددة، فيما يتعلق بحدوث انفراجات تتصل بالوثيقة، أود فقط أن أحذر سلفا من توقع ذلك" وحذرت رايس من الإفراط في التفاؤل بشأن النتائج التي يمكن أن تتمخض عنها جولتها. وللمرة الاولى فى القدس اعلنت وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس اليوم 14/10 ان قرار اسرائيل بمصادرة الاراضى الفلسطينية تقلص الثقة حيال تعهدها بحل قائم على دولتين وذلك في إشارة إلى مصادرة إسرائيل لأراض عربية واقعة بين القدسالشرقيةالمحتلة، ومستوطنة معاليه أدوميم الرئيسية في الضفة الغربية الأسبوع الماضي. على الجانب الاخر نفى رئيس طاقم التفاوض الفلسطينى مع الجانب الاسرائيلى احمد قريع وجود اى تغيير فى الموقف الفلسطينى من قضية اللاجئين ، و ذكر قريع فى تعليق لصحيفة "الوطن" السعودية حول ما ذكرته مصادر اسرائيلية ان الجانب الفلسطينى اصبح موافقا على الطروحات التى كانت اسرائيل قد عرضتها على الفلسطينيين خلال مؤتمر طابا قبل نحو ست سنوات و التى رفضها انذاك الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات ان هذا كلام غير صحيح على الاطلاق و ان المواقف الفلسطينية بشان قضايا الحل النهائى و على راسها قضية اللاجئين ما زالت على ثباتها و اضاف قريع ان المطالب الفلسطينية تتمثل فى عدة نقاط أهمها الدولة المستقلة و عاصمتها القدسالشرقية ، و الحل العاجل لقضية اللاجئين وفقا لقرارات الشرعية الدولية و المبادرة العربية للسلام . وكشف قريع أن طواقم التفاوض قد تشمل نحو مائة مفاوض من كل طرف يناقش كل منها إحدى قضايا الحل النهائي، وشدد على ضرورة ألا تبقى المفاوضات مفتوحة زمنيا وأن تنتهي في غضون خمسة إلى سبعة أشهر. واعتبر أن هذه المفاوضات فرصة لا يريد الفلسطينيون تضييعها محذرا من أن عواقب الفشل ستكون وخيمة. فيما بدأ فريقا تفاوض فلسطيني وإسرائيلي لقاءات لصياغة وثيقة مشتركة تعالج "القضايا المحورية" للمؤتمر المرتقب.وفى هذه الأطر وفيما يتعلق بالاستعدادات الإسرائيلية للمؤتمر الدولي اختار أولمرت فى القرار الذي أصدره خلال اجتماع حكومته اليومي، وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني المتشددة في توجهاتها مع الفلسطينيين لقيادة فريق التفاوض فى التحضيرات الإسرائيلية لتحريك عملية السلام. ويعكس هذا الإختيار حقيقة التوجهات الإسرائيلية في المؤتمر الذي يعلق عليه الكثيرون آمالا بإيجاد حل لأزمة الشرق الأوسط، موضحا أن ليفني تمثل الصقور في حزب كاديما، وترفض طرح القضايا المحورية مثل مسألتي القدس واللاجئين، على العكس من وزير العدل حاييم رامون الذي كان مرجحا أن يقود الفريق الإسرائيلي، والذي أعلن مؤخرا استعداده "لتقديم تنازلات كبيرة، خصوصا في تقاسم القدس". وفي تطور آخر على الساحة السياسية الإسرائيلية، هدد حزب شاس الإسرائيلي بالاستقالة من حكومة أولمرت، فيما لو قدمت هذه الأخيرة أي "تنازلات" في القضايا المحورية خلال المؤتمر الدولي. كوندوليزا رايس ستبحث الاستعداد للمؤتمر مع محمود عباس غدا الاثنين في رام الله وكان رئيس الحكومة الفلسطينية الأسبق أحمد قريع قد استبق زيارة رايس وقال خلال لقائه أمس الموفد الأميركي في أبو ديس شرقي القدس ديفيد ولش، "إما أن يكون المؤتمر ناجحا ويضع أسسا سليمة تقوم على أساس قرارات الشرعية الدولية وإما أن يفشل وبالتالي يخلق حالة صعبة للمنطقة بأسرها". وقد حذر رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية - في خطبة صلاة عيد الفطر يوم الجمعة- الرئيس محمود عباس من مغبة "الوقوع في شرك المؤتمرات الخداعة التي يراد من خلالها تصفية القضية الفلسطينية". من جانبه قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل -في رسالة صوتية وجهها بمناسبة عيد الفطر- إن الولاياتالمتحدة وإسرائيل بادرا إلى شق الصف الفلسطيني لتسهيل الحصول على تنازلات خلال مؤتمر السلام. وفي طهران دعا المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران في خطبة العيد أمس السبت إلى مقاطعة مؤتمر الخريف وقال إن "الولاياتالمتحدة أخذت المبادرة بالدعوة إلى هذا الاجتماع لإنقاذ النظام الصهيوني الذي تلقى صفعة من حزب الله" اللبناني في حرب صيف 2006. على الجهة المقابلة قال صائب عريقات كبير مساعدي عباس إن الأخير عازم على إنجاح المؤتمر، وإنه قد يتنحى إذا فشلت المحادثات. وأضاف في تصريحات لقناة التلفزيون الإسرائيلي العاشرة "حين أقول أن أبي مازن ليس مستمرا في مقعده، فأنا أعني هذا حقا، لا لأنه لا يريد أن يخدم شعبه، لكن الفشل بالتوصل إلى اتفاق سيغير ديناميكية التفكير داخل المجتمع الفلسطيني".وأكد عريقات أن نجاح المؤتمر سينهي هيمنة حماس على القطاع "ستنتهي حماس في غزة دون طلقة واحدة" معترفا بأن فتح ليست بالقوة الكافية التي تمكنها من استعادة السيطرة على غزة بالقوة. وهكذا فإن محاولات وزيرة الخارجية الامريكية فى جولتها هذه لإنجاح المؤتمر القادم هى محاولات عليها أن تنجح فيها قبل عقده وإلا سيخرج فى صورة غير لائقة باسم هذا المؤتمر وسيكون له تداعيات كثيرة. 14/10/2007