للمرة الثانية خلال شهر واحد ،يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت اليوم الثلاثاء في القدس فى محادثات تركز على المؤتمر الدولي للسلام الذي دعت إليه واشنطن،وايضاً لبحث سبل تخفيف آثار الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية. هذه الجولة ستكون هي الثانية لهما خلال أغسطس الحالي، والأخيرة في سلسلة من جولات المحادثات التي تستهدف تمهيد الطريق لعقد المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط بإشراف الولاياتالمتحدة في نوفمبرالمقبل. وبالرغم من أن الجانبان الفلسطينى والاسرائيلى قد فشلا حتى الآن في الإتفاق على الهدف من المؤتمر،إلا أن توقعات تسود حول محاولة أولمرت وعباس بلورة نقاط تفاهم تتعلق بوثيقة مبادئ يعتزمان التوصل إليها،تمهيدا لمؤتمر السلام المرتقب،و الذي دعا اليه الرئيس الأمريكي جورج بوش. من ناحيته اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس فى تصريحات للتلفزيون الفلسطينى ،جاءت عشية لقائه المقرر اليوم في القدس مع أولمرت،أن الكثير من التفاصيل لم تحسم بعد بخصوص هذا المؤتمر الذي دعت إليه الولاياتالمتحدة لتحريك عملية السلام بالشرق الأوسط. عباس أشار الى أن الظروف لا تزال غير مهيئة لإعادة إطلاق محادثات السلام في الأشهر المقبلة،وأن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ما زالت على غير علم بموعد انعقاد المؤتمر الدولي للسلام الذي دعا إليه الرئيس بوش، ومن سيشارك فيه كما أنها لا تعرف جدول أعماله. وأكد عباس أيضا ضرورة حضور الأطراف المعنية بتطبيق خطة خارطة الطريق والمبادرة العربية مشدد على مشاركة سوريا ولبنان وفلسطين، إضافة إلى الأردن ومصر وغيرها من الدول العربية بهدف مناقشة كيفية تطبيق المبادرة العربية في المؤتمر. عباس أعرب عن إعتقاده أن المؤتمر الدولي المذكور سيكون مضيعة للوقت إذا ما كان رهنا بإعلان مبادئ بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، معتبرا أن لا فائدة من ذلك. أضاف "أما إذا كان هناك إطار عمل واضح للقضايا الست التي تشملها المرحلة النهائية، فبالتأكيد نرحب بهذا وسنذهب للمؤتمر، إلى الآن هذه الأمور لا يوجد أي جواب عليها". وكان الرئيس الأميركي جورج بوش دعا يوم 16 يوليو الماضي إلى عقد مؤتمر دولي في الخريف لتحريك عملية سلام الشرق الأوسط المعلقة منذ سبع سنوات. قضايا أساسية ذات أهمية حاسمة وزير الإعلام الفلسطيني رياض المالكي من جانبه أكد أن الجانبين سيناقشان خلال اللقاء، قضايا أساسية ذات أهمية حاسمة بالنسبة لقيام دولة فلسطينية، معلنا أن عباس نجح في إقناع الإسرائيليين بالتركيز على القضايا الرئيسية. وقال عباس "هناك مجموعة من القضايا سنطرحها ولا أريد ان استبق الاحداث .... لكن اقول كل همومنا اليومية التي تعرفونها من المعابر الي الاسرى الي الاجهزة الامنية الي القضايا الاقتصادية الي قضية مهمة مطروحة وهي 54 ألف فلسطيني ليس لديهم هويات دخلوا الوطن بتصاريح وبقوا محجوزين هذه القضية ستكون على جدول الاعمال ونحن لدينا موافقة مبدئية لحلها." وفي الوقت نفسه أكد نمر حماد أحد معاوني عباس ان الفشل في تحقيق تقدم قد يعرض للخطر فرص نجاح المؤتمر الذي ترعاه الولاياتالمتحدة. وعلى الجانب الآخر، قال متحدث باسم الحكومة الاسرائيلية ديفد بيكر أن الطرفين سيحاولان الوصول إلي"تفاهمات" تمهيدا للاجتماع الدولي وإلى "أفق سياسي وسبل للوصول إلى حل يقوم على دولتين". مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أعلن من ناحيته أن الإجتماع بين أولمرت وعباس يتوقع أن يركز على مبادئ إقامة دولة فلسطينية. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الفلسطيني في آخر اجتماع بينهما في السادس من أغسطس في أريحا بالضفة الغربية، تطرقا إلى ضرورة بحث ما سمي القضايا "الأساسية" دون أن يتوصلا لتفسير محدد لهذه القضايا ،وما إذا كانت تعني قضايا الوضع النهائي بين الجانبين والمتعلقة بالحدود ومستقبل الق واللاجئين الفلسطينيين. يقول معلقون اسرائيليون ان اولمرت الذي أضعفه اخفاق حكومته والجيش في الحرب التي خاضتها اسرائيل فى لبنان العام الماضي لا يتعجل مناقشة هذه القضايا بعمق ويغامر بانقسام الحكومة التي تضم أقصى اليمين. وكان مسؤولون أمريكيون وفلسطينيون قد ذكروا في وقت سابق، إنه "بعد أشهر من المعارضة، وافق أولمرت على توسيع مجال المباحثات مع عباس، كي تشمل قضايا جوهرية، تعد أساسية لقيام الدولة، وإنهاء الصراع."بينما تشير المعلومات التي تسربت إلى وسائل الإعلام إلى أن إسرائيل تسعى إلى الإتفاق مع الفلسطينيين على مجموعة من المبادئ الأساسية للتسوية الثنائية دون التعمق في مناقشة التفاصيل التي وقفت حجر عثرة في طريق المفاوضات قبل سبع سنوات. الاجتماع سيكون الاحدث في سلسلة اعيد اطلاقها بعد ان أقال عباس حكومة قادتها حماس في اعقاب سيطرة الحركة الاسلامية على قطاع غزة في يونيو الماضى. و هو الخامس عموماً بين عباس واولمرت ،و هو ايضاً الثاني منذ لقائهما في أريحا في السادس من أغسطس الجاري، والتى كانت أول زيارة من نوعها يقوم بها رئيس وزراء إسرائيلي إلى مناطق السلطة الفلسطينية منذ عام 2000. وأعرب أولمرت حينها عن أمله في البدء "قريبا" بمفاوضات تفضي إلى إقامة دولة فلسطينية. رد الفعل المقاومة الفلسطينية القيادي بحركة الجهاد الإسلامي نافذ عزام هاجم أمس استمرار اللقاءات بين الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الإسرائيلي "رغم عدم خروجها بنتائج مفيدة للشعب الفلسطيني". وبين عزام في تصريحات لإذاعة صوت القدس "إن المستفيد الوحيد جراء اللقاءات المتكررة بين عباس وأولمرت هو الاحتلال وهي فقط لتجميل السياسة الإسرائيلية أمام الرأي العام العالمي". واعتبر عزام أن هذه اللقاءات "خطأ كبير"، مشيراً إلى أنها تأتي في ظل "استمرار إسرائيل بعدوانها الشامل ضد الشعب الفلسطيني ومصادرة الأراضي والاعتقالات والاغتيالات وعدم تقديم أي شيء لعباس". أيضاً استبق رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل لقاء عباس وأولمرت بتأكيده أن المؤتمر الدولي للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين الذي سيعقد برعاية الولاياتالمتحدة محكوم عليه بالفشل لأنه لن يخدم سوى مصالح إسرائيل. وفى النهاية نتساءل هل يمكن أن ينجح هذا اللقاء فى تحديد قضايا الحل النهائي والدائم التي دأبت إسرائيل على التهرب منها، وهل سينجح المؤتمر الدولى المرتقب بإشراف الولاياتالمتحدةالامريكية فى دفع قطار السلام الذى توقف أم أن العراقيل أكبر من قدرة أى طرف على دفع هذا القطار؟