جدل كبير فى الصحف الكويتية بعد تصريحات وزيرة التربية والتعليم بأنه سيتم اعادة النظر في بعض المناهج بناء على طلب ورغبة النواب الشيعة فقد ثارت ثائرة النواب ما بين مؤيد، بشدة غير مسبوقة، وبين معارض، بشراسة، أي تغيير يتم على مناهج التربية الاسلامية في كتب وزارة التربية . فقد كتب محمد الجدعي بجريدة القبس ان المواطنين الشيعة اليوم في الكويت لا يشكلون أغلبية كاسحة، بل على العكس هم اقلية ولا يتعدون خمس تعداد المواطنين اي 20%، وذلك يعني ان الكويتيين السنة يتجاوز عددهم ال 800 ألف، عدا ذلك فإن دولة الكويت، بطبيعة الحال والواقع، هي اسلامية سنية منذ فجر تاريخ انشائها، ولا مجال لتغيير ذلك الواقع، لا قولا ولا فعلا . وما صرحت به الوزيرة الحمود والقاضي بنية الوزارة تعديل مناهج التربية الاسلامية لتتماشى مع عقيدة الشيعة في الكويت، ومنع (او شطب) ما من شأنه مس عقيدتهم من آيات قرآنية او احاديث مطهرة، كون ذلك لا يتماشى مع الدستور الذي ساوى بين المواطنين، والذي لا يفرق بين عقيدة واخرى، وذلك حسب نص المادة 35 من الباب الثالث وهى واضحة لا لبس فيها، فحرية الاعتقاد للكويتي مطلقة، وهي تحمي بذلك القيام بشعائر الاديان من دون اخلال بالنظام او العادات او ان يكون منافيا للآداب..فما دخل تفسير هذه المادة في تعديل المناهج؟! ويرى راشد الردعان بجريدة الوطن ان الحديث بهذا الموضوع بهذا التبسيط سيجر البلاد الى فتنة كبيرة وغير مسبوقة، فالمذهبان فيهما اختلاف كبير في «العقيدة» والفقه والتاريخ والتفسير، وهذا واقع يجب ان ننبّه إليه.. ولا يجب ان يطرح على العامة أوفي وسائل الاعلام بأسلوب المكابرة والعنجهيات والتعصب، بل يكون مكانه بين العلماء والعقلاء والحكماء حتى يدرأوا الفتن في مهدها لأنهم أقدر على استيعابها من غيرهم في هذا المجال، وبالمقابل.. فهناك مساحات التقاء كبيرة أيضا في العبادات والمعاملات والمصالح المرسلة ووحدة الأمة.. وغير ذلك، فلنتعاون فيما اتفقنا عليه، وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه، فالدين لله.. والوطن للجميع. نعم.. لقد تعايشنا على ذلك سنوات طويلة، وتصاهر السنة والشيعة في أسر كثيرة وعاشوا في وئام، وتحول من الطرفين للمذهبين بكل أريحية، وانصهر الاثنان في بناء السور والدفاع عن الكويت في الحروب، واختلطت دماء الشهداء يوم غزانا المجرم صدام العراق الذي لم يفرق بين سني وشيعي، فما بالنا نتفرق وقد جمعنا الدين وحضنتنا الكويت؟! جريدة الراى طالبت فى افتتاحيتها أن تأخذ القضايا التربوية بالهدوء و العقلانية ولنكن صريحين ونعترف لمرة واحدة بأن التعليم يحتاج الى ثورة حقيقية لمواكبة العصر والتطورات التقنية والحداثة من جهة ولربطه بالتخصصات الجامعية المطلوبة وبأسواق العمل من جهة اخرى. هكذا نقارب الموضوع مع الاحترام الكامل لكل من يطالب بتعديل المناهج «كي لا يستغلها التكفيريون» او بمن يريدها ان تبقى كما هي لانها «لا تسيء الى المذاهب والعقائد الاخرى». ترك النواب موضوعا مصيريا شموليا مثل موضوع التربية والتعليم وركزوا اهتماماتهم على جزء وحيد منه يتعلق بالثقافة الدينية. هل قرأ النواب كتب اللغة العربية للمرحلتين الابتدائية والثانوية وعاينوا بدقة لماذا يتخرج الكويتيون ويذهبون الى الجامعة وجزء كبير منهم يخطئ في الاملاء والقواعد؟ هل تساءل هؤلاء لماذا نجحت مناهج المدارس الخاصة الاجنبية في استقطاب ابنائنا على حساب المناهج العربية المقررة من وزارة التربية؟ الجواب بكل بساطة لانها مناهج جذابة ومدروسة ومصممة كي يعجب بها الطالب قبل ان تكون مفروضة عليه.