تحقيق: أمير لاشين مخلص عبدالحي كيف تختار كليتك.. وما هي أهم التخصصات التي ترتبط بسوق العمل أو بمعني أدق.. التي" لها مستقبل" جريدة الاخبار استطلعت آراء الخبراء والمختصين الذين اكدوا علي ضرورة ان يختار الطالب الكلية التي تتناسب مع قدراته ومهاراته وان يحاول التركيز علي مجال البرمجيات واللغات والعلاج الطبيعي والزراعة والا يفوت فرصة تنمية قدراته خلال فترة الجامعة حتي يخرج مسلحا بالشهادة والامكانيات في نفس الوقت. في البداية يؤكد الدكتور محمد يوسف رئيس جامعة بني سويف ان أول نصيحة للطلاب المقبلين علي المرحلة الجامعية هي اختيار الكلية التي تتناسب مع قدرات الطالب ومهاراته والتي يشعر فيها انها ستساعده علي استغلال امكانياته بعد ذلك في اختراق سوق العمل والنجاح فيه. ويضيف الدكتور يوسف.. الآن اصبحت كل التخصصات مطلوبة لكن بشرط ان ينجح الطالب في استغلال فترة الدراسة الجامعية في تنمية مهاراته سواء في اللغات أو الكمبيوتر أو المهارات الشخصية التي يستطيع من خلالها التعامل مع الاخرين.. وعلي الطلاب ان يدركوا جيدا ان الشهادة وحدها لا تكفي لاختراق سوق العمل مهما كانت الكلية التي تخرج فيها فإذا لم يصاحب الدراسة تنمية للمهارات ستصبح الكلية قليلة القيمة. سوق العمل متقلب ويشير د. يوسف الي ان احتياجات السوق متقلبة وخادعة وما هو مطلوب اليوم قد لا يكون مطلوبا في المستقبل وقد تظهر مجالات جديدة تحتاج تخصصات مختلفة لذلك فاننا ننصح الطلاب بألا يضعوا معيار سوق العمل كمعيار وحيد في اختيار الكلية التي سيلتحقون بها.. لكن عليهم ان يلتحقوا بالتخصص الذي يتناسب مع قدراتهم مع الاخذ في الاعتبار ضرورة تنمية مهاراتهم اثناء مدة الدراسة الجامعية ويضيف.. نحن لدينا مشكلة كبيرة تواجه الخريجين وهي انهم يبدأون في تنمية مهاراتهم بعد التخرج.. وبالتالي تضيع منهم فرص عديدة بالإضافة الي ان ذلك قد يحتاج الي عام او اثنين كان يمكن توفيرهما لو تم استغلال خبرة الدراسة جيدا. المستقبل للزراعة أما الدكتور نادر نور الدين الاستاذ بكلية الزراعة جامعة القاهرة فيقول.. لاشك ان هناك بعض الكليات تصل نسبة البطالة بين خريجيها صفرا وابرزها كليات الهندسة والعلاج الطبيعي فضلا عن التخصصات الطبية.. لكن علينا ان ننظر بواقعية الي المستقبل فالعقدان القادمان سيشهدان طلبا متزايدا علي تخصصات الزراعة خاصة بعد ان اقر مؤتمر الثمانية الكبار الذي عقد الاسبوع الماضي 02 مليار دولار لزيادة الانتاج الزراعي لمواجهة الازمات الغذائية وهذا مبلغ تم رصده للعام الحالي فقط وسيتم تخصيص 01 مليارات دولار للعام القادم لنفس الغرض. فالعالم كله سيتجه خلال السنوات القادمة الي مزيد من استصلاح الارض ومزيد من الاهتمام بالزراعة نظرا لوجود أزمة حالية في الغذاء فضلا عن ان هناك مشاريع زراعية ضخمة تهدف الي انتاج الوقود الحيوي من نباتات زراعية وهو اتجاه عالمي جديد يتنامي بشكل كبير. وبالنسبة لنا في مصر فنحن في حاجة لزيادة مواردنا الغذائية بنسبة 05٪ وهو امر مهم للغاية وهذا لن يتحقق إلا ببذل مزيد من الجهد في تنمية القطاع الزراعي والذي سيحتاج الي اعداد كبيرة من الخريجين. ويحذر الدكتور نور الدين الطلاب واولياء الامور من معاهد بير السلم والتي تدعي حصولها علي تراخيص من وزارة التعليم العالي دون ان تكون حاصلة عليها بالفعل.. مؤكدا علي ضرورة تشديد الرقابة علي تلك المعاهد الخاصة والتي قد تتسبب في حدوث مشكلات كبيرة للطلاب وأسرهم. وهم القمة »ابحث داخل نفسك وتعرف علي قدراتك لتستغلها« بهذه الجملة بدأ الدكتور ممدوح مندور كبير اطباء مستشفي جامعة القاهرة نصائحه للمقبلين علي الحياة الجامعية واضاف د. ممدوح من المهم لكل شاب ان يحلم بمستقبله ويتصور مجال العمل الذي يري نفسه ناجحا فيه.. لكن ذلك يجب ان يتم بعد مراجعة صريحة للقدرات التي يمتلكها سواء كانت قدرات علمية أو ذهنية أو مهارات شخصية فالشاب لا يمكن ان يحقق نجاحا في أي مجال لا يستقيم مع قدراته. ويضيف د. مندور ليس من المهم ان يختار الطالب كلية من الكليات التي يطلق عليها كليات القمة.. فالشاب علي قمة كلية تتيح له ما يحب دراسته وما يجيد افضل بكثير من ان يكون في ذيل قائمة كلية من كليات القمة. ويؤكد الدكتور مندور ان سوق العمل الآن لا يعترف بالشهادات فقط لكن يعترف بالموهبة والقدرة والاصرار علي التفوق ومستقبل العمل مفتوح لكل التخصصات لكن علي الطالب ان يجيد لغة العصر سواء الكمبيوتر أو اللغات وان يكون لديه قدرة علي التواصل مع فريق العمل وهو أمر مهم للغاية ففي الماضي كان يتم عمل اختبارات ذكاء للمتقدمين لأي عمل.. لكن الآن يتم اختيار المتقدمين في مدي قدرتهم علي العمل بروح الفريق وقدرة الفرد علي الاتساق في فريق واحد. الكلية والمجموع تقول الدكتورة أميرة الشنواني استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية ان شبابنا يجب ان يتقدموا للالتحاق بالكليات التي يحتاجها سوق العمل حتي لا يشتكوا بعد التخرج من البطالة وعدم ايجاد فرص عمل فالتهافت علي الالتحاق بكليات معينة لانها كليات قمة لن تفيد الطالب اذا مكث في منزله بعد حصوله علي الشهادة ولذلك يجب ان يتجه الشباب وخاصة اولئك الذين لم يحصلوا علي مجاميع مرتفعة بالالتحاق بالكليات والمعاهد الفنية والحرفية التي تعلمهم حرفا مهمة يمكن عن طريقها توفير فرص عمل لهم أو قيامهم باقامة مشروعات خاصة تتناسب مع تخصصهم الذي تعلموه اثناء الدراسة فهذه التخصصات سوف تدر عليهم أرباحا كبيرة يمكن عن طريقها ان يحيوا حياة كريمة خاصة وانه يمكن لغير القادرين ان يأخذوا قرضا من الصندوق الاجتماعي أو غيره ويقيموا مشروعا مشتركا يعود عليهم بالنفع. وتضيف الدكتورة اميرة ان الكليات والمعاهد العملية المتوافرة امام الشباب للالتحاق بها يجب ان تهتم بالتدريب العملي بشكل اكبر بدلا من الاعتماد علي عمليات التلقين والحفظ ويحب علي طلاب الثانوية العامة التفكير جيدا قبل الالتحاق بكليات نظرية لانها تناسب مجموعهم، بل هناك بعض الكليات تكون ادني في مستوي التدريب ولكنها تخرج اجيالا وخريجين يجدون فرص عمل بسهولة واكثر الكليات حاليا تتناسب مع سوق العمل هي التي يتم تدريس الكمبيوتر واللغات علي نطاق أوسع بها لان آليات سوق العمل في مصر تعتمد بصفة اساسية علي هاتين الميزتين.. فالشاب الذي يتخرج من أي كلية مهما كانت قمة أو كلية عادية وليس لديه مهارات التعامل مع الكمبيوتر والتحدث أكثر من لغة تقل فرص العمل به وتفتقد معظم الكليات في مصر الي التطبيق العملي وتحتاج فقط الي الحفظ فالطالب يحفظ المواد ويكتبها في الامتحان وبعدها كأنه لم يدرسها.