القاهرة - أ ش أ أكد الرئيس السودانى عمر البشير على أهمية العلاقة الاستراتيجية بين مصر والسودان.. مشيدا بالدعم الذى تقدمه مصر حكومة وشعبا ورئيسا للسودان. وقال البشير "إننا جعلنا من اهدافنا ان تكون العلاقة مع مصر هى علاقة استراتيجية وامننا القومى مرتبط بشكل وثيق بالامن القومى المصرى وروابطنا مع مصر هى روابط جغرافية وتاريخية وعرقية وثقافية واجتماعية ووجدانية ودينية"، مشددا على العلاقة الوثيقة التى تربط السودان مع مصر وخصوصا العلاقات العسكرية. جاء ذلك خلال اللقاء الذى حضره البشير تحت عنوان "النصرة والتأييد" الذى نظمته السفارة السودانية بالقاهرة مساء الجمعة، وحضرته الجالية السودانية المقيمة فى مصر. وأضاف البشير أن العلاقات شهدت تقلبات نظرا للظروف السياسية مشيدا بدعم مصر الدائم من اجل تحقيق الاستقرار والسلام فى السودان، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من الضباط السودانيين تدربوا فى المعاهد العسكرية المصرية، موضحا أنه فى حفل التخرج الأخير فى الكلية الجوية المصرية كان هناك 9 ضباط سودانيين ضمن الخريجين. واستعرض الرئيس السوداني عمر البشير جذور العلاقات التاريخية التى تربط بين مصر والسودان ثقافيا وجغرافيا ووجدانيا واجتماعيا والمصير المشترك.. مشيرا إلى أنه لاتوجد أسرة فى السودان لم يتعلم أحد أفرادها فى مصر، وقال "حتى أن أسرة البشير نفسه قد تعلمت فى مصر، فالدكتور عبدالله البشير هو خريج جامعة الإسكندرية". وقال البشير "مهمتنا كحكومات ازالة العوائق وتحقيق حركة انتقال السلع والمواطنين بين مصر والسودان وكل الاتفاقيات التى نوقعها مع الشقيقة مصر نعتبرها أطر ونظم من أجل إزالة العوائق ومن هنا جاءت اتفاقيات الحريات الاربع". من جهة أخرى، أشار الرئيس السوداني إلى أن بلاده واجهت تحديات كبيرة، منوها بأن رفع العقوبات عن السودان تم بدعم من الاشقاء فى مصر ومصداقياتها لدى الاخرين، وقال " كتبت مصر رسميا في مجلس الامن أن السودان أوفى بكل تعهداته وكان ذلك مباشرة بعد احداث 11 سبتمبر 2001 ، كما كان لمصر ومندوبها لدى الاممالمتحدة دور مهم فى مواجهة القرار 1906 والذى كان سيضع السودان تحت وصاية الاممالمتحدة". وانتقل الرئيس البشير إلى الحديث عن القضايا والتحديات التى تواجه السودان، حيث أشار إلى أن اتفاقية السلام الشامل هى اتفاقية منفذة، وتسير إلى الأمام رغم بعض الصعوبات. وقال "إن السودان مقبل على مراحل حاسمة ومن بينها الانتخابات والتى كانت هى قرارنا، والفترة التالية من الفترة الانتقالية هى حق تقرير المصير فى الجنوب وهى جزء مهم نركز عليه". وحدة السودان مصلحة للجميع وأضاف الرئيس السودانى "إننا مقتنعون بأن وحدة السودان هى مصلحة لنا جميعا ولكل أبناء وشعب السودان، وأن أى انقسام هو ضعف للبلاد ويفتح شهوة الانفصال فى عدد من المناطق بل فى كل افريقيا، واننا على قناعة ان كثير جدا من اخواننا فى الحركة الشعبية مع الوحدة، والتى هى فى الحقيقة تحتاج إلى عمل كثير من كل الأطراف". وقال "إن هناك قوى تريد أن تشغلنا عن هدف تحقيق الوحدة والتى هى القضية المهمة والاساسية لنا خلال العامين القادمين". وأوضح البشير أن هدف الحملة الانتخابية لحزب المؤتمر الوطنى سيكون هو العمل من أجل وحدة البلاد، مشيرا إلى إنشاء صندوق لدعم الوحدة يتم تمويله من اموال البترول فى منطقة كردفان 50% من حصة الحكومة و 25 % من حصة حكومة جنوب السودان. وقال "سنركز خلال العامين القادمين على تنفيذ مشروعات فى جنوب السودان لدعم الوحدة"، مشيرا إلى أنه تمت دعوة كافة المستثمرين من الدول العربية لاقامة المشروعات، موضحا أن مصر كانت أول من استجابت للاستثمار وإقامة المشروعات فى جنوب السودان، وقال "نذكر فى هذا الصدد الزيارة التاريخية للرئيس حسنى مبارك لمدينة جوبا"، مضيفا "نريد أن نتفق مع الأخوة فى الحركة الشعبية على قانون الاستفتاء لأننا فى النهاية نشجع على أن تكون النتيجة النهائية هى وحدة السودان". وأكد أن السودان يحتاج إلى مزيد من الاستقرار والسلام ، وقال "نحن حريصون على اتفاقية السلام الشامل لنصل بها إلى نهايتها"، معتبرا أن مواقف السودان إزاء بعض القضايا الاقليمية كانت سببا فى المواجهة مع بعض القوى الخارجية. واتهم مجلس الامن بأنه ليس مؤسسة عادلة وقال "إنما هى مؤسسة سياسية تكيل بمكيالين، فالقوات الامريكية دخلت الى العراق - ونحن قد عارضنا ذلك - مخلفة مليوني قتيل بكذبة". وقال "إننا نريد ان تخرج البلاد من مشاكلها والوصول الى ممارسة سياسية تقوم على الحوار الوطنى ونحن لا نحتكر السلطة".. مشيرا الى ان السلام والاستقرار هو مفتاح لحل كل مشاكل السودان، مضيفا "إننا نريد أن نوحد السودانيين فى القضايا الوطنية.. والسودان يستوعب الجميع". وقال الرئيس السودانى إننا نريد تداولا حقيقيا للسلطة ونحن لا ندعى إننا الأفضل والأحرص على السودان من غيرنا ولكننا نريد أن نزيل الحساسيات.. مضيفا إننا لن نحكم للابد، ومن الضرورى ان نرجع الى صناديق الانتخابات وبحرية كاملة ونرحب بأى جهة كانت تريد ان تراقب الانتخابات فى السودان. وفى نهاية اللقاء، قدم أبناء الجالية السودانية بمصر وثيقة تأييد للرئيس السودانى ودعمه للترشيح لرئاسة الجمهورية فى الانتخابات القادمة.