وسط انشغال العالم بما يجري في ايران ووفاة نجم البوب مايكل چاكسون أفرج مكتب التحقيقات الفيدرالي الامريكى عن محاضر التحقيقات التي جرت مع الرئيس العراقي الراحل صدام حسين... وحظيت تلك الوثائق بتعليقات الصحف العربية فقد كتب الكاتب محمد المزعل بجريدة الايام البحرينية تحت عنوان"عن الحقيقة والأسطورة ووثائق الإف بي آي"يبدو صدام في الحوارات بعيدا عن الواقع وذلك انطباع تكون لدى الكثيرين ممن تابعوا الوضع العراقي منذ غزو الكويت. يسأله المحقق عن معرفته بالولاياتالمتحدة والسياسة الأمريكية فيجيبه أنه استقاها من "مشاهدة الأفلام الامريكية". ذلك كان جواب رئيس تربع على عرش السلطة في بلاد ثلاثين عاما. لم يتحدث عن دراسات أو مراكز بحث أو مستشارين. وكرر الإجابة ذاتها حين أعاد المحقق (الذي لا بد كان مصدوما من تفاهة الجواب) السؤال... في ما خص جريمة تجفيف الأهوار، التي اعتبرتها الأممالمتحدة "كارثة انسانية" بسبب فرادة المنطقة وتأثير التجفيف على البيئة المحيطة ونمط حياة السكان هناك، كانت إجابة صدام مدهشة. قال إن نظامه "اختار أن تجفف الأهوار من أجل السكان ولأسباب استراتيجية في صالح العراق". وحين سئل عن هذه الأسباب الاستراتيجية أجاب: "حتى لا يعيشوا مثل الحيوانات". ذلك ما قاله الرئيس العراقي عن شعبه. وذلك ما أراد أن ينقله التاريخ عنه في وصفه لشعبه. (قال صدام لاحقا إن الحكومة تخلت عن مشروع "تحديث" تلك المنطقة حين رأت انه سيكون مكلفا جدا ومعقدا). على الأرجح لم يدر في خلده أن العالم كله يعلم لماذا تم تجفيف الأهوار بعيد ثورة أهل المنطقة على النظام في أعقاب حرب تحرير الكويت. حيث اختبأ في الأهوار آلاف من ممن انتفضوا على النظام. أهمية الوثائق لا تكمن في ما كشفت عنه من معلومات هي جلها معروفة للمتابعين. وخاصة في ما خص انقلاب البعث على السلطة والحرب مع ايران وغزو الكويت. لكن أهميتها تكمن في الكشف عن جوانب من شخصية الرجل المثير للجدل. والذي صدق كثيرون من المثقفين العرب أنه "صلاح الدين الجديد". ونسجوا حوله "أساطير" ربما صدقها هو نفسه. لكن التحقيقات تظهر رجلا بسيطا لا يملك من المنطق أكثر مما أظهرته خطاباته المملة عشية الغزو الأمريكي. أظهرت التحقيقات رجلا هش الفكر. قليل المعرفة. مستسلما للقدر الأمريكي. وليس ذلك الزعيم الذي قيل لنا أنه كان "يقود" المعركة ضد القوات الأمريكية. قد يسهم نشر الوثائق الأمريكية في توضيح شخصية صدام. لكن "أساطير" كثيرة لا تزال تحيط بزعماء آخرين. وفى جريدة الاخبار المصرية تساءلت ثناء يوسف عما اذا كان ما جاء بالوثائق المنشورة محاولة جديدة لتوجيه مزيد من الاتهامات لادارة الرئيس بوش والبدء في التحقيق مع قيادات الحزب الجمهوري التي لم تورط الولاياتالمتحدة فقط في العراق بل زعزعت استقرار منطقة لها اهمية وهي منطقة الشرق الاوسط... ويري البعض ان نشر هذه الوثائق قد يكون ايضا وسيلة للضغط علي ايران واقناع المجتمع الدولي بمخاطر الاطماع الايرانية... وكان اهم ما ذكره صدام حسين في هذه التحقيقات انه أوهم العالم بأن لديه اسلحة دمار شامل لانه كان يخشي ان يبدو ضعيفا امام ايران. واشار إلي ان كراهيته للقيادات الايرانية المتشددة وخوفه من اطماع هذه القيادات كانت من الاسباب التي ادت إلي ابتعاده عن الولاياتالمتحدة واندفاعه إلي مواجهة الأممالمتحدة التي كانت تنفذ أوامر واشنطن. ان ما جاء بها لم يكن جديدا الا ان هذا لا يمنع التساؤل عما اذا كان ما جاء بالوثائق المنشورة محاولة جديدة لتوجيه مزيد من الاتهامات لادارة الرئيس بوش والبدء في التحقيق مع قيادات الحزب الجمهوري التي لم تورط الولاياتالمتحدة فقط في العراق بل زعزعت استقرار منطقة لها اهمية وهي منطقة الشرق الاوسط ويري البعض ان نشر هذه الوثائق قد يكون ايضا وسيلة للضغط علي ايران واقناع المجتمع الدولي بمخاطر الاطماع الايرانية... وكان اهم ما ذكره صدام حسين في هذه التحقيقات انه أوهم العالم بأن لديه اسلحة دمار شامل لانه كان يخشي ان يبدو ضعيفا امام ايران. واشار إلي ان كراهيته للقيادات الايرانية المتشددة وخوفه من اطماع هذه القيادات كانت من الاسباب التي ادت إلي ابتعاده عن الولاياتالمتحدة واندفاعه إلي مواجهة الأممالمتحدة التي كانت تنفذ أوامر واشنطن.