توقعت مجلة فرنسية تحول مصر الى تنين في صناعة الملابس الجاهزة والمنسوجات خلال السنوات الثلاث القادمة لتصبح اكبر منافسا للدول المتقدمة، لما تملكه من طاقة رخيصة ومواد أولية وأيدى عاملة. وأكدت مجلة "جون افريك" ان مصر خلال الفترة القادمة ستنافس دول اشتهرت فى هذا المجال مثل تونس، والمغرب والصين والهند عالميا، ووصفتها بانها "جنة" المنسوجات الجديدة فى العالم . وعددت المجلة المزايا التي تملكها - أكبر دولة من حيث عدد السكان - والتي تجعلها منطقة جذب لصناعة المنسوجات والملابس الجاهزة فى فى دول حوض البحر المتوسط وهي، انخفاض تكاليف الشحن، مما يقلل من التكلفة الاجمالية للانتاج الى معدلات تتخطى القدرات التنافسية لصناعة الملابس الجاهزة، والنسيج حتى فى دول متقدمة فى هذا المجال مثل الصين و الهند. وهو ما وافق عليه مستثمر فرنسى يعمل فى مصر فى مجال الملابس الجاهزة حيث قال ان بمقدور اي مستثمر ان يفتح مصنعا فى مصر بتكلفة تكاد تكون مجانية . وتعد تركيا أول من ادرك قدرات البلد الافريقي فى هذا المجال- رغم ما تملكه من صناعة متقدمة فى هذا المجال- فقامت بنقل جانبا من صناعتها إلى مصر، لكنها لم تكن الوحديدة التي ادركت ذلك ففي عام 2007 انضمت اليها الصين بعد توقيعها اتفاقية مع السلطات المصرية لاقامة منطقة صناعية كبرى لتنقل اليها جانبا من صناعة النسيج الصينية. وترى مجلة "جون افريك"الفرنسية أن صناعة المنسوجات فى مصر تسير إلى الافضل بشكل مثير للدهشة مستشهدة فى ذلك بان مصر التى لم تكن على سبيل المثال من الدول المصنفة كدولة مصدرة للمنسوجات من قبل منظمة التجارة العالمية فى عام 2006 تحولت فى عام 2009 إلى مصدر مهم لجذب صناعة المنسوجات، و الملابس الجاهزة فى العالم . وخلال الاشهر الثمانية الأولى من عام 2008 زادت صادرات مصر من المنسوجات بنسبة 7.1 % ، مقابل زيادة نسبتها 0.4 % فقط حققتها تونس، التى لا تزال الافضل فى دول شمال افريقيا فى مجال تصدير المنسوجات و الملابس الجاهزة . ودللت المجلة على توقعاتها الايجابية لمصر بالارقام، حيث ان تكلفة ساعات الانتاج فى مصر اصبحت لا تتجاوز 1.1 دولار فقط، مقابل 2.28 فى تونس و 3.07 فى المغرب. وبالنسبة بعدد ايام العمل، احتلت مصر المرتبة الثانية على قائمة دول البحر المتوسط بساعات عمل بلغت 281 يوما فى السنة بمعدل يقل يومين فقط عن تونس، و بزيادة قدرها 44 يوما عن المغرب. أما على صعيد تراجع تكاليف الانتاج، فقد استطاعت فعندما مصر تضييق الفارق مع الصين الاقل تكلفة فى مجال الانتاج ب 0.62 دولار، و الهند 0.71 دولار . الا أن التوقعات التى تشير الى عدم قدرة البلدين الاخيرين على الحفاظ على هذه المعدلات المتدنية فى مجال تكاليف الانتاج تجعل من مصر الدولة الاوفر حظا لتكون الافضل فى العالم فى هذا المجال خلال السنوات القليلة القادمة.