قصفت طائرات باكستانية الأحد مواقع لطالبان في معقلها بوزيرستان الجنوبية على الحدود مع أفغانستان؛ بعد أن هاجم متشددون معسكرين تابعين للجيش مما أسفر عن مقتل جنديين. كما أعلنت السلطات الباكستانية عن مكافأة بقيمة 615 الف دولار لقاء اي معلومات تقود الى القبض على زعيم حركة طالبان الباكستانية بيت الله محسود حيا او ميتا. وأفاد مسئولون ان ما لا يقل عن 14 من جنود الجيش والقوات شبه العسكرية في باكستان لقوا حتفهم و18 من عناصر طالبان الأحد في اشتباكات وغارات جوية بالمنطقة القبلية المضطربة المتاخمة للحدود الافغانية. كما قتل ثلاثة مدنيين خلال الاشتباكات التي وقعت بين المسلحين والقوات الحكومية. ويعد الجيش- الذي يوشك على الانتهاء من هجوم في وادي سوات بشمال غرب البلاد بعد شهرين من القتال - العدة لشن حملة جديدة في وزيرستان الجنوبية حيث يقيم بيت الله محسود زعيم طالبان الباكستانية. وجاء قرار الهجوم على المتشددين بعد أن أثارت المكاسب التي حققتها طالبان مخاوف من سيطرة المتشددين تدريجيا على مناطق أخرى من البلاد بل وربما يمثلون خطرا على الترسانة النووية لباكستان. وتلقى الحملة تأييدا واسع النطاق كما أنها نالت اشادة الولاياتالمتحدة والتي تحتاج لحليفتها باكستان في ملاحقة المتشددين في الوقت الذي تحاول فيه دحر القاعدة وتحقيق الاستقرار في أفغانستان. وقال مسئول حكومي وسكان ان الغارات الجوية اليوم كانت على قريتين في منطقة لاداه وهي من معاقل محسود وتم تدمير مجمعين للمتشددين. وقال المسئول في بلدة وانا الرئيسية في وزيرستان الجنوبية "كان قصفا مكثفا للغاية. تم تدمير مجمعين للمتشددين وعدة منازل تماما. نحاول التوصل الى أعداد للخسائر البشرية". وأضاف المسئول أن الضربات الجوية تأتي بعد أن هاجم المتشددون معسكرا تابعا للجيش واخر تابعا لقوات أمنية وكلاهما الى الشرق من وانا الليلة الماضية مما أسفر عن مقتل جنديين واصابة أربعة. ووجهت اتهامات لمحسود الذي يقول محللون انه أصبح مقربا الى القاعدة بشكل متزايد بأنه وراء سلسلة من الهجمات في بلدات ومدن باكستانية بما في ذلك اغتيال رئيسة الوزراء بينظير بوتو في ديسمبر كانون الاول عام 2007. وقال أحمد الله محسود وهو من سكان وزيرستان الجنوبية ان منزلا لاحد قادة طالبان هوجم اليوم لكنه لا يعلم ما اذا كان هذا القائد في منزله في ذلك الوقت. وفي الشأن ذاته، اعلنت السلطات الباكستانية الاحد عن مكافأة بقيمة 615 الف دولار لقاء اي معلومات تقود الى القبض على زعيم حركة طالبان الباكستانية بيت الله محسود حيا او ميتا، في وقت يعد الجيش لشن هجوم واسع النطاق على معاقله في شمال غرب البلاد. ونشرت صحيفتان تصدران بلغة الاوردو وصحف محلية في مدينة بيشاور الشمالية الغربية اعلانا يعرض 50 مليون روبية (300،615 دولار) لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى القبض على محسود، كما عرضت مبالغ اخرى مقابل معلومات عن عشرة من كبار قادته. وجاء في الاعلان ان "الحكومة اعلنت مكافأة نقدية لاي شخص يقدم معلومات فعلية تقود الى القبض على هؤلاء ال11 احياء او ميتين". وادرج الاعلان اسماء المطلوبين والمكافأة المرصودة للقبض عليهم. وكانت الولاياتالمتحدة قد وضعت قبل ذلك مكافأة بقيمة خمسة ملايين دولار على رأس محسود.