آلاف الأفدنة تم تخصيصها خلف هذه اللوحة للمستثمرين لاقامة مصانع ومازالت اراضي صحراوية بات ملف مافيا الأراضي بوادي النطرون بمحافظة البحيرة ملفا شائكا يفرض نفسه بقوة ويدعونا للتساؤل عما إذا كان الحكم الرادع بإعدام24 متهما من مافيا الأراضي شنقا, والمؤبد لخمسة آخرين, سيوقف محاولات الاستيلاء علي أراضي الدولة, أم سيستمر أباطرة الأراضي في التعدي علي أملاك الدولة وفرض سيطرتهم مرة أخري؟! ولعل أحد الأسباب الرئيسية في تلك الأزمة أنه منذ20 عاما مضت لم يتم عمل حصر دقيق لأراضي وادي النطرون المحصورة بين الكيلو84 جنوبا والكيلو130 شمالا بعمق20 كيلو مترا غرب الطريق الصحراوي طبقا لما حدده قرار وزير الزراعة. ومازالت التعديات قائمة ومستمرة طالما أن أحدا من المسئولين لا يعرف تحديدا وضع الأراضي المتصرف فيها سواء أكانت وضعا لليد أو تابعة للأفراد والجمعيات, وهو ما يسهل الاستيلاء علي أراضي الدولة. عثمان الشرقاوي, رئيس مدينة وادي النطرون السابق, أكد وجود مافيا كبيرة للاتجار في أراضي الدولة بوادي النطرون, وذلك بجلب البلطجية الذين يتسابقون لوضع أيديهم علي مساحات كبيرة من الأراضي الفضاء المملوكة للدولة, ثم البدء في تقسيمها وبيعها للأفراد, وذلك في غفلة من مسئولي الهيئة, وهنا تقع المشاجرات والجرائم. ويضيف عبدالحليم ناجي, أحد أبناء الوادي, أن أراضي وادي النطرون والبالغة مساحتها1230 كيلومترا مربعا ضاعت معظمها بعد استيلاء العديد من الأفراد علي آلاف الأفدنة منها بوضع اليد وأخري استولت عليها الجمعيات والشركات دون أن يقوموا باستغلالها, بل قاموا بالاتجار فيها وتحقيق أرباح خيالية. أما عبدالونيس علي, عضو المجلس المحلي للمحافظة, فيؤكد أن أحد الأسباب الرئيسية للاستيلاء علي أراضي الدولة هو ازدواج تصرفات الهيئة العامة لمشروعات التعمير علي الأراضي نظرا لوجود أطراف نزاع علي مساحات كبيرة من الأراضي, وكلاهما بحوزته مستندات وإيصالات بسداد رسوم بدل الانتفاع للهيئة, وبناء علي ذلك يلجأ الطرفان إلي أساليب القوة وغيرها للحصول علي قرارات تمكين بتسلم الأراضي, وكلاهما في حقيقة الأمر يخطط لتسقيع أراضي الدولة والاستيلاء عليها وضياع المليارات علي الدولة. ويوضح مصطفي المنياوي, وكيل وزارة الزراعة السابق بالبحيرة, أهمية حصر أراضي وادي النطرون بموجب خرائط مساحية دقيقة وزيارات ميدانية علي أرض الواقع ومراجعة التصرفات التي تمت مع تشكيل لجنة للمتابعة. ومن جانبه, أوضح اللواء محمد شعراوي, محافظ البحيرة, أنه تم سحب أكثر من350 فدانا من بعض المستثمرين الذين لم يثبتوا الجدية في استغلال الأراضي, مشيرا إلي تبعية معظم أراضي وادي النطرون الصحراوية للهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية. وأكد أنه تم فقط تقنين أوضاع واضعي اليد طبقا للقانون لمن قام بحفر الآبار واستصلاح ثلث مساحة أراضيهم كحد أدني, مشيدا بالحكم الرادع للقضاء المصري لمعاقبة مافيا الأراضي والتصدي لمحاولة التعدي عليها. وأضاف محافظ البحيرة أنه سيتم التصدي بحسم لأي محاولات جديدة من قبل مافيا الأراضي للتعدي علي أراضي الدولة بوادي النطرون.