مخاوف كثيرة انتابت المواطنين من احتمالات تسرب لحوم الخنازير للاسواق سواء بخلطها مع اللحم أو المفروم زو بيعها لدي محلات الكباب والكفتة أو عمل أرغفة الحواوشي بها, وثارت تساؤلات مشروعة حول الضوابط التي تمنع ذبح الخنازير بعيدا عن عيون الرقابة او خارج المجازر, او تسريب لحومها بدلا من حفظها في الثلاجات أو إعدامها بالحرق أو الدفن.. فالبعض يري انه من الصعب السيطرة علي الوضع. خاصة وان الخنازير موزعة تقريبا علي مختلف انحاء الجمهورية, فعلي سبيل المثال وليس الحصر يوجد في القاهرة توجد437 حظيرة بها63 الف خنزير, والقليوبية توجد525 حظيرة بها25 الف خنزيز, الجيزة272 حظيرة بها28 الف خنزيز, البحيرة4 حظائر بها457 خنزيزا, المنيا4 حظائر بها151 خنزيزا, سوهاج توجد بها حظيرة بها75 خنزيرا و6 أكتوبر توجد466 حظيرة بها17,750 وحلوان179 حظيرة بها20,469 خنزير. في البداية لم يستبعد عبدالنبي محمد عبدالعال سكرتير شعبة الثروة الداجنة بالغرفة التجارية بالقاهرة تسريب لحوم الخنازير الي الاسواق, خاصة محال اللحوم والكفتة, ومصانع اللحوم المحفوظة, مؤكدا ان هذا الامر وارد جدا في ظل انهيار اسعار لحوم الخنازير نظرا للذبح الجماعي لها. وأيد د. عبدالعزيز السيد رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة تجارة القاهرة احتمالات تسريب لحوم الخنازير الي اسواق المناطق الشعبية بصفة خاصة في ظل الحالات الاقتصادية الخانقة, وطالب الاجهزة البيطرية بتكثيف حملاتها علي المحال والاسواق, لمنع تداول لحوم الخنازير في مصانع اللحوم المحفوظة وبيعها بأثمان ضئيلة. وتوقع بعض المربين انخفاض اسعار اللحوم ووصولها الي5 جنيهات للكيلو بعد ان كان ثمنها25 جنيها قبل قرار الحكومة بالاعدام والذبح. وحذر د. ابراهيم البنداري مدير عام الطب الوقائي بالهيئة العامة للخدمات البيطرية من ان علامات الخطورة تزداد يوما بعد يوم, خاصة ان فيروس انفلونزا الخنازير ظهر بشكل مختلف عن بداياته ليؤثر بشكل اكثر شراسة حيث أصبح موجودا لوقت طويل داخل جسم الانسان ويسبب وباء خلال الفترة المقبلة, مما يؤكد أن الفيروس بدأ يتحور بالفعل ليبدأ بالعدوي من انسان الي انسان او من الخنزير الي الانسان, لافتا الي ان الخنزير هو الحيوان الوحيد الذي يصاب بفيروسي الانفلونزا الادمية والداجنة معا. هذا بالاضافة الي ان الابحاث أثبتت علي مر التاريخ ان الخنزير هو اكبر وعاء يحمل كل الفيروسات التي قد تنتقل الي الانسان وتسبب وباء عالميا. ومن هنا جاءت اهمية القرار الذي اتخذته الحكومة باعدام وذبح الخنازير, وبما ان أماكن تجمعات الخنازير التي اخذت منها معروفة, وكذلك الاعداد فبالتالي سيكون هناك متابعة لمصادر هذه الخنازير وكيفية التصرف فيها, ذلك عن طريق الاطباء البيطريين بالمديريات التي يقع في نطاقها هذه التجمعات من الخنازير. وهناك أيضا مرور دوري من اطباء ادارات تفتيش اللحوم بالمديريات وكذلك الادارة المركزية للصحة العامة, والمجازر بالهيئة العامة للخدمات البيطرية للتأكد من توجه هذه اللحوم للوجهة الصحيحة. وعن الصلاحيات ومدي خطورة المرض في اللحم يضيف د. ابراهيم البنداري أنه بالنسبة للحوم الخنازير فلا خوف علي الاطلاق من تناولها طالما تم طهيها جيدا وينصح بعدم اكلها نيئة, أما بالنسبة لصلاحيتها, ونظرا لحفظها في ثلاجات تجميد فستكون الصلاحية لمد6 أشهر وتصبح اللحوم صالحة في خلال هذه الفترة ويتم التفتيش دائما عليها للتأكد من عدم انتهاء صلاحيتها. وقالت مديرة مديرية الطب البيطري بمحافظة القاهرة سعاد الخولي انه تم اعلان حالة الطوارئ القصوي بين الاطباء البيطريين, والتنسيق مع الشئون الصحية والشرطة لشن حملات مفاجئة علي الاسواق في محاولة لمنع تداول لحوم الخنازير التي انهارت اسعارها بصورة ملحوظة. ويؤكد د. حسن شوقي رئيس الادارة المركزية للصحة العامة والمجازر انه منذ بداية عمليات الذبح, تم تكوين فريق عمل مابين شرطة التموين وبين ادارة التفتيش علي اللحوم, للقيام بحملات مكثفة علي الاسواق ومصانع تصنيع اللحوم للتأكد من عدم تسريب هذه اللحوم للتصنيع. أما حامد سماحة رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية فأكد ان الثلاجات المتاحة قادرة علي استيعاب هذا الكم الهائل من اللحوم وان طاقة التبريد كافية جدا لان الخنازير التي يتم اعدامها اكثر بكثير من التي تذبح. واضاف انه توجد ثلاجة بمجزر القاهرة بالبساتين تستوعب15 طن لحم خنزير, كما امر محافظ القاهرة بعمل ثلاجة اخري تكفي لاستيعاب250 طنا, وسوف يتم الانتهاء منها وتجهيزها خلال الشهر القادم. ويناشد حامد سماحة مربي الخنازير في محافظة الجيزة بسرعة التوجه الي الاسكندرية للذبح بمجزر العامرية وذلك لان محافظة القاهرة منعت قيام أي محافظة ا خري بالذبح الا بعد الانتهاء من ذبح خنازيرها.