اطلقت في بيروت سلسلة كتب اطفال للتوعية على احترام خدم المنازل الذين يقدر عددهم بنحو 200 الف في هذا البلد ، حيث غالبا ما يتم تجاهل حقوقهم وتساء معاملتهم احيانا ، وذلك تزامنا مع عيد العمال . و تأخذ سلسلة "ميمي والكرة الارضية السحرية"الصادرة باللغة العربية القراء من الاطفال في رحلات الى الفيليبين وسريلانكا واثيوبيا البلدان الرئيسية التي يأتي منها هؤلاء العمال. وتقول ندى ناشف المديرة الاقليمية لمنظمة العمل الدولية التي تمول هذه السلسلة جزئيا ان المشروع "هو جزء من حملة توعية وطنية"حول قضية العمال الاجانب. وهذه السلسلة موجهة الى المدارس الابتدائية الرسمية والخاصة لتروج لاحترام العمال الاجانب الذين يشكلون عنصرا اساسيا في القوة العاملة في لبنان وان كانت حقوقهم الاساسية مهدورة. وتقول كاتبة هذه السلسلة ليلى زاهد"من خلال هذه الكتب اردت ان اعلم الاطفال ان النساء اللواتي يعتنين بهم لسن مجرد خادمات بل يأتين من بلدان لها ثقافتها وتاريخها". تضيف "الخادمات يتأقلمن مع ثقافتنا هنا لكن احدا لم يسألهن من اين اتين هذا فضلا عن سوء المعاملة التي يتعرض الكثير منهن لها في بعض البيوت". يتضمن كل كتاب في هذه السلسلة رسومات وخرائط وجداول وايضا اطباقا محلية تتعلق بالبلد المعني فضلا عن كلمات اساسية من اللغة المحكية. في اثيوبيا مثلا تتعلم ميمي ان حبوب القهوة تم اكتشافها هناك ، وتزور حقول الارز في الفيليبين حيث تتناول طبقا وطنيا من القريدس (الجمبري)، وفي سريلانكا تركب ميمي الفيلة وتتعلم ان هذا البلد هو منتج رئيسي للشاي. المبادرة لقيت ترحيبا من منظمة "هيومن رايتس ووتش" في بيروت. واكد المسؤول فيها نديم حوري انه لا يزال هناك المزيد لفعله من اجل توعية الناس حول هذه المسألة. ولفت الى ان 90 % من الخدم في المنازل في لبنان هم عرضة لاشكال من سوء المعاملة تتراوح بين حجز جوازات السفر او الرواتب الى الالزام بالعمل لسبعة ايام في الاسبوع. في العام 2008 توفي 90 شخصا من خدم المنازل الاجانب ونقلت جثامينهم الى اوطانهم اي بمعدل شخصين في الاسبوع, بحسب تقرير صدر عن "هيومن رايتس ووتش". بين هؤلاء 40 حالة انتحار و24 حالة سقوط من مكان عال واكثرهم كانوا من اثيوبيا. وقال حوري ان "اكثر العمال الذين اجريت مقابلات معهم وهم على اسرة المستشفيات قالوا لي انهم لم يحاولوا الانتحار قط, وانما كانوا يسعون للهرب من بيوت حبسهم مخدوموهم فيها". ومن المزمع تنظيم نشاطات عدة بمناسبة عيد العمال في نهاية الاسبوع بما في ذلك مهرجان لتذوق الطعام وحفلات ومعرض صور وتقول زاهد انها تدرك ان مبادرتها ليست سوى قطرة في محيط لكنها تأمل ان تؤدي الى تحسن رغم ذلك. (ا ف ب)