"لوتان".. المفاوض القادم إعداد: الأميرة رشا يسري الإعلان عن إنهاء مهمة "عوفر ديكل" المبعوث الخاص بشئون الأسرى والمفقودين ورئيس التفاوض في ملف الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" المختطف من قبل حركة "حماس" بعد ما يقرب من 3 أعوام من التفاوض، قد يعيد هذا الملف إلى نقطة الصفر، بما يصب في مصلحة حكومة رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" التي أرادت بذلك كسب الوقت – حسب محللين إسرائيليين – فالتوقيت الذي أعلن فيه عن استقالة "ديكل" – وفقا لما قاله متخصص الشئون السياسية بالقناة الثانية الإسرائيلية "أودي سيجال" – جاء مواكبا لإعلان حكومة نتنياهو عن وضع سياسات جديدة للتعامل مع "حماس" الذي يرتبط بالضرورة بملف "شاليط"، وعدم التسرع في الوصول لقرارات كانت الحكومة السابقة برئاسة "إيهود أولمرت" هي المسئولة عنها بالكامل. في المقابل نسب إلى دبلوماسي مصري - في تصريح نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية – أن الحكومة العبرية تقترف بعزل "ديكل" خطأ كبيرا نظرا لما اكتسبه من خبرة في التفاوض حول هذا الملف على مدار عامين ونصف العام، حتى أصبح يمتلك كل الخيوط بيديه، ولما بات لديه من علاقات كثيرة وقوية تؤهله للوصول لأهدافه سريعا. وأضاف الدبلوماسي المصري – الذي لم تذكر الصحيفة اسمه - أن استبدال "ديكل" بشخص آخر يتطلب الكثير من الوقت حتى يتم الوصول إلي المرحلة التي حققها "عوفر ديكل". استقالة "ديكل" ليست الأولى قرار المفاوض الإسرائيلي بالتخلي عن منصبه، لم يمر ببساطة داخل إسرائيل وإنما ترددت حوله ملابسات عدة ما بين أنه أقيل أو استبق قرار إقالته بالاستقالة بعد ما تعرض له من انتقادات عدة حول سياسته التفاوضية في هذا الشأن، وبين أن القرار جاء بمحض اختياره بطلب من الحكومة لإعفائه من الاستمرار في هذا الملف . إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتياهو" حاول من جانبه تجاوز ذلك، وأبدى أسفه الشديد لمطلب "ديكل"، واصفا ما تناقلته وسائل الإعلام بشأن رغبته في إقالة "عوفر ديكل" من منصبه بما أحرج الأخير ودفعه لاتخاذ قرار الاستقالة بأنها شائعات، بررها بأنها تأتي في توقيت خطير تظهر فيه الحكومة معنية أكثر بملفات تعتبرها ذات بعد أمني من الدرجة الأولي كملف إيران. قرار "ديكل" بالتنحي عن المهام الموكلة إليه لم يكن الأول فقد طلب ذلك من قبل، لكن رئيس الوزراء آنذاك "إيهود أولمرت" طالبه بالبقاء إلى ما بعد انتخابات الحكومة الإسرائيلية. وكان المفاوض الإسرائيلي المستقيل حصل علي هذا المنصب في أغسطس/ آب 2006 عندما أوفده "أولمرت" كمبعوث خاص إلي مصر للتفاوض حول ملف الجندي "شاليط". وذلك بعد عام من تقاعده من منصب رئيس الأمن العام "الشباك". استقالة "عوفر ديكل" جاءت بعد شهرين من تعليق مهام رئيس شعبة السياسة والأمن في وزارة الدفاع "عاموس جلعاد" ككبير المفاوضين لملف "شاليط" في مصر. "لوتان".. المفاوض القادم ومن أبرز الأسماء المرشحة لخلافة المفاوض المستقيل "ديكل" يتصدر العقيد في الاحتياط "ليئور لوتان" الذي يوصف بالأكثر خبرة في هذا المجال. "لوتان" خدم في الوحدة الخاصة التابع لهيئة الأركان الإسرائيلية والمعروفة باسم "سيرت متكال". وحصل على وسام شرف من رئيس الأركان على شجاعته أثناء اقتحام القوة الثانية – وكان على رأسها - للمنزل الذي احتجز فيه الجندي الإسرائيلي "نحشون فاكسمن"، حيث أصيب "لوتان" خلال العملية لكنه واصل الهجوم وقتل اثنين من محتجزي الجندي. ثم تولى رئاسة دائرة المفاوضات التابعة لهيئة الأركان، أقنع خلالها المستوطنين الذين اعتلوا أسطح منازلهم خلال عملية إخلاء غزة عام 2005 بالنزول طوعا. كما تولى دائرة الأسرى والمفقودين التابعة للاستخبارات العسكرية "أمان".