المواجهة احتدمت بين الباحثين حول فوائد الشوكولاته. فقد تبارت المجلات العلمية بمناسبة أعياد الكريسماس في نشر أحدث الأبحاث العلمية حول الشوكولاته، بعضها يشجع على تناولها و البعض الآخر يحذر منها. صحيفة لوفيجارو الفرنسية نقلت هذا السجال الدائر بين عدة صحف و مجلات. المجلة الامريكية سركيوليشنcirculation أيدت ان الشوكولاته السمراء مفيدة للأوعية الدموية، حيث تساعد على زيادة سيولة الدم، من خلال توسيع الشريان التاجي. و لكن ردت عليها الجريدة البريطانية لانسيتlancet، قائلة أن الأمر يتوقف على نوع الشوكولاته السمراء، فبعضها قد يكون على العكس مضرا بالقلب. وتعود بداية الجدل إلى نوفمبر الماضي، عندما نشر فريق من الباحثين الايطاليين و السويسريين في مجلة سيركيوليشين، نتيجة بحثهم الذي أجروه على 22 شخصا أجريت لهم عملية زرع قلب. وقد كانت النتائج في صالح الشوكولاته السمراء. فالذين تناولوها أظهروا بعد ساعتين تمددا في الشرايين التاجية، و زيادة في سيولة الدم. من جانبها مجلة "لانسيت" البريطانية هاجمت هذه النتيجة تحت عنوان" الشيطان يختبيء في الشوكولاته السمراء" وقالت أنه ربما يكون خبرا جيدا لمن يحبون النوع الأسمر منها، لكن نتيجة البحث لا تنطبق على الشوكولاته البيضاء لأنها لا تحتوي على مادة الفلافونوييد المضادة للأكسدة. لكن تستدرك المجلة قائلة إن بعض صانعي الشوكولاته يزيدون اللون الأسود من خلال طرق مختلفةو يسحبون الفلافونوييد نظرا لمرارة طعمه. إذن يمكن أن تكون الشوكولاته سمراء بدون أن تحتوي على هذه المادة. وتضيف أن المستهلك ليس أمامه أي وسيلة لمعرفة ذلك، لأن الغلاف لا يتضمن هذه المعلومة. في النهاية تخلص مجلة "لانسيت" إلى أن حتى مع افتراض وجود هذه المادة فالشيطان كامن أيضا في السكريات و الدهون والسعرات العالية الموجودة بالشوكولاته، لذلك يجب تخفيض ما يتناوله الفرد يوميا من هذه المواد بالقدر الموجود في الشوكولاته، إذا أراد الاستفادة من آثارها الجيدة على القلب بشرط أن تكون محتوية فعلا على الفلافونوييد.