قام وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم فى العاصمة الاردنية عمان برعاية الامين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى - بصياغة رسالة باللغة الانجليزية من صفحتين حتى يسلمها العاهل الاردنى الملك عبد الله الثانى إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما حين يلتقيه في واشنطن فى الحادي والعشرين من شهر أبريل 2009. وقال الاردن إن عددا من وزراء الخارجية العرب أكدوا في لقاء تشاوري في عمان التزامهم بضرورة تفعيل مقررات قمة الدوحة والدفع بمبادرة السلام العربية وحل الدولتين كسبيل لانهاء النزاع الفلسطيني الاسرائيلي. وقال وزير الخارجية ناصر جودة في تصريحات بعد لقاء جمع وزراء خارجية مصر والسعودية وقطر ولبنان الى جانب السلطة الفلسطينية ضمن لقاءات تشاورية فى اعقاب القمة العربية الاخيرة التي عقدت في الدوحة فى نهاية مارس "هدفنا جميعا هو اطلاق مفاوضات جادة ومباشرة واقامة الدولة الفلسطيينة المستقلة والتوصل الى السلام العادل والشامل في المنطقة. وذكر مراسل وكالة أنباء الشرق الاوسط فى عمان أن وزراء خارجية ستة دول، بينهم وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط جهزوا رسالة مكتوبة تتمحور حول مبدأ حل الدولتين "دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل "، حتى يسلمها الملك عبد الله الثاني إلى أوباما، ولم يعلن رسميا عن الرسالة أو فحواها. كان قد بدأ وزراء خارجية مصر والسعودية والأردن ولبنان والسلطة الوطنية الفلسطينية ووزير الدولة للشئون الخارجية القطرى والامين العام لجامعة الدول العربية فى غياب سوريا اجتماعاتهم التشاورية، وذلك بهدف بلورة موقف عربى ازاء عملية السلام . وأكد السفير هشام يوسف مدير مكتب الامين العام لجامعة الدول العربية على ان اجتماع اليوم "ايجابى للغاية"، للتنسيق بين وزراء الخارجية العرب قبيل توجه العاهل الاردنى الى واشنطن، حيث تعكس المداولات التى تجرى، ليس فقط التوجهات والمواقف والرغبات الاردنية، بما يسمح للملك بالتحدث باسم مجموعه من الدول العربية، التى ترغب فى احراز تقدم فى مسار عملية السلام العربى الاسرائيلى. وتدعم الدول العربية المبادرة التى أعدتها السعودية فى عام 2002 وتنص على تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل مقابل انسحابها من الأراضى المحتلة وراء خط الرابع من يونيو 1967 وقيام دولة فلسطينية. من جهته، أكد العاهل الاردنى الملك عبدالله الثاني السبت ضرورة التحرك بشكل فوري لإطلاق مفاوضات جادة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين وفي إطار جهود تحقيق السلام الشامل وفق المرجعيات المتفق عليها،وخصوصا مبادرة السلام العربية. وشدد الملك عبدالله الثانى، خلال استقباله عددا من وزراء الخارجية العرب وأمين عام جامعة الدول العربية، على أهمية عامل الوقت في إطلاق المفاوضات التي يجب أن تستند على خطة تحرك واضحة للوصول إلى حل الدولتين وتحقيق السلام الشامل الذي يعيد جميع الحقوق العربية ويضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني. وأكدت مصادر رسمية أن ملك الأردن سيحث أوباما على التأكيد صراحة على حتمية التوصل إلى تسوية طبقا لمبدأ الدولتين، فلسطينية وإسرائيلية، كذلك سيحاول الحصول على وعد أمريكي بالضغط على إسرائيل من أجل تجميد الاستيطان. وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، فى تصريحات للصحفيين، إن الاجتماع الوزارى التشاورى الذى بدأ فى عمان يأتى استكمالا لمشاورات تتعلق بعملية السلام بدأها العرب في قمة الدوحة الدورية أواخر الشهر الماضي. وقال جودة إنه ونظراءه في مصر والسعودية ولبنان والسلطة الفلسطينية وقطر اجتمعوا لتنسيق المواقف مستغلين فرصة القمة الأردنية - الأمريكية، وهي الأولى على مستوى العالم العربي منذ ان دخل أوباما المكتب البيضاوي في 20 يناير 2009. (ا ش ا)