وعد الرئيس الاميركي باراك اوباما في براغ الاحد بقيادة الجهود الرامية الى جعل العالم "خاليا من الاسلحة النووية"، داعيا في الوقت عينه الى فرض عقوبات على كوريا الشمالية بعد اطلاقها صاروخا بعيد المدى، ومؤكدا على المضي قدما فى مشروع الدرع الصاروخي فى شرق أوروبا طالما الخطر الايراني مازال قائما. والقى أوباما في براغ، المحطة الثالثة في جولته الاولى في اوروبا والتي خطف فيها جميع الاضواء خطابا فصل فيه استراتيجيته للحد من الاسلحة الذرية خلال السنوات المقبلة والتي تقوم على خفض الترسانات النووية الموجودة ووقف التجارب النووية وحظر انتاج المواد الانشطارية لغايات عسكرية. وسعى اوباما لان يكون القدوة في مجال التخلي عن السلاح النووي على امل ان يقنع ايران وكوريا الشمالية بالتخلي عن برنامجيهما النوويين المثيرين للجدل، وقال ان "الولاياتالمتحدة، بوصفها القوة النووية الوحيدة في العالم التي سبق لها وان استخدمت سلاحا نوويا، تقع على عاتقها مسئولية اخلاقية للعمل" من اجل جعل العالم خاليا من السلاح النووي. وفيما يتعلق بالخطوات العملية اكد الرئيس الامريكي ان ادارته ستسعى "بتصميم" لكي يصادق مجلس الشيوخ الامريكي على معاهدة الحظر التام للتجارب النووية. من جهة اخرى ينوي اوباما التفاوض على معاهدة جديدة دولية قادرة على "وضع حد، بطريقة يمكن التأكد منها، لانتاج المواد الانشطارية" لغايات عسكرية، ودعا الرئيس الاميركي ايضا الى عقد قمة حول الامن النووي لمنع انتشار المواد النووية الحساسة، واكد رغبته التفاوض مع روسيا بحلول نهاية العام على اتفاق جديد لخفض الترسانتين النوويتين للبلدين. أوباما يطالب بمعاقبة كوريا الشمالية واعتبر اوباما ان اطلاق كوريا الشمالية صاروخا بعيد المدى قبيل ساعات من ادلائه بخطابه "يشكل انتهاكا واضحا لقرار مجلس الامن الدولي رقم 1718 الذي يحظر بشكل واضح على كوريا الشمالية القيام بنشاطات مرتبطة بصواريخها البالستية". واضاف ان "هذا الاستفزاز يؤكد الحاجة الى التحرك، ليس فقط التحرك في مجلس الامن الدولي بعد ظهر اليوم، بل من خلال تصميمنا على منع انتشار هذه الاسلحة"، مضيفا ان "القواعد يجب ان تكون ملزمة، والانتهاكات يجب ان يعاقب عليها". ونددت المجموعة الدولية بشدة باطلاق كوريا الشمالية صاروخا بعيد المدى الاحد فيما سيعقد مجلس الامن الدولي جلسة طارئة لبحث المسالة بطلب من الولاياتالمتحدة واليابان، في حين دعت الصين وروسيا الى "ضبط النفس". اوباما يتعهد بمواصلة الدرع الصاروخي وفي الوقت عينه سعى اوباما الى طمأنة الجمهورية التشيكية وبولندا، اللتين كانتا متخوفتين من ان تتخلى ادارة اوباما عن مشروع الدرع الصاروخية، لا سيما وان الادارة الامريكيةالجديدة تسعى الى اعادة العلاقات مع موسكو الى طبيعتها وفتح حوار مع طهران. وهذا المشروع الذي وضعته ادارة جورج بوش يقوم على نشر اجزاء من هذه الدرع الصاروخية في تشيكيا وبولندا، غير ان روسيا ترى فيه تهديدا مباشرا لامنها القومي. وقال الرئيس الاميركي ان "الجمهورية التشيكية وبولندا برهنتا عن شجاعة بموافقتهما على استضافة عناصر دفاعية ضد هذه الصواريخ، ما دام التهديد الايراني ماثلا، ننوي المضي قدما بنظام دفاع جوي". غير ان اوباما شدد على انه حين يزول الخطر الايراني لن تكون هناك حاجة لهذه الدرع، فيما يمثل دعوة جديدة لايران الى الامتثال لقرارات مجلس الامن الدولي الذي يطالبها بوقف انشطتها النووية الحساسة. (رويترز) وأقرأ أيضاً: - كوريا الشمالية تطلق صاروخا بعيد المدى وأمريكا تتوعد ب"العقاب" - واشنطن تدعو بيونج يانج للعودة للمحادثات السداسية