تستعد الحكومة الامريكية للاعلان عن خطة انقاذ للبنوك في محاولة لحذف الاصول المعدومة من دفاتر المصارف التي وصلت خسائرها خلال الربع الاخير من 2008 الى 32.1 مليار دولار. وفي السياق ذاته، تعهد الرئيس الامريكي باراك أوباما في خطابه الاسبوعي السبت بالتمسك بالبنود باهظة التكلفة في مشروع ميزانيته لكنه أقر بأن المبالغ المرصودة سوف "تتغير بلا ريب" مع تأهب الكونجرس لمناقشة خطته التي تتضمن حجم انفاق قياسيا. وأفادت صحيفة وول ستريت جورنال بان الحكومة الامريكية تكشف الاثنين النقاب عن الخطة التي طال انتظارها وتعد حجر زاوية في جهودها لمعالجة ازمة الائتمان الاكبر منذ ثلاثينيات القرن العشرين. يأتي ذلك بينما تصارع ادارة الرئيس باراك اوباما ركودا متناميا وتتأهب لتبني موقف متعدد الاوجه لتخليص النظام المالي من شباك ما يطلق عليه الاصول السامة. وتؤسس الخطة على انشاء كيان تدعمه مؤسسة تأمين الودائع الاتحادية - وهي احدى جهات التنظيم المصرفي الامريكية- بغية شراء قروض بجانب توسيع مؤسسة تابعة لمجلس الاحتياطي الاتحادي لشراء سندات تدعمها اصول تؤثرعلى البنوك، بحسب الصحيفة. وفي السياق ذاته، تعتمد الحكومة في خططها لتنشيط الاقتصاد على شراء سندات يدعمها رهن عقاري وسندات اخرى من خلال صناديق ذات تمويل عام وخاص من المقرر أن يتولى ادارته مدراء استثمارات خاصة. يذكر، أن فكرة امتصاص الاصول المعدومة ليست بجديدة، فحاولت ادارة الرئيس السابق جورج بوش سحب ما يصل الى تريليون دولار من الاصول دون جدوى اواخر 2008. الان جرينسبان الرئيس السابق لمجلس الاحتياطي الاتحادي وفي رؤية لمستقبل البنوك، أكد الان جرينسبان الرئيس السابق لمجلس الاحتياطي الاتحادي - البنك المركزي الامريكي- أن بنوك بلاده لن تعود الي المستويات العادية للإقراض بدون ضخ أموال ضخمة سواء كانت أموالا عامة أو خاصة في رؤوس أموالها. يذكر، أن الإقراض المصرفي تجمد في اكبر اقتصادات العالم منذ تفجرت الأزمة المالية العالمية في أعقاب انهيار سوق المساكن الامريكية. وتلقى نحو 400 بنك في 47 ولاية أمريكية أموالا اتحادية وسط مساعي الحكومة الى إشاعة الاستقرار في النظام المالي. وكان أوباما قد تنبأ بمواجهة عجز مالي قيمته 1.75 تريليون دولار للسنة المالية 2009 وهو الاكبر في الولاياتالمتحدة منذ الحرب العالمية الثانية في ميزانيته التي تهدف الى اجراء اصلاح باهظ التكلفة في النظام المالي والرعاية الصحية والكساد. وعلى صعيد خسائر البنوك، تشير أرقام مُعدلة أصدرتها المؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع الي ان قطاع البنوك في الولاياتالمتحدة سجل خسائر صافية بلغت 32.1 مليار دولار في الربع الاخير من 2008، مقابل تسجيل ارباح بلغت 575 مليون دولار في الربع المقابل من 2007. وكانت المؤسسة قدرت خسائر القطاع سلفا بنحو 26.2 مليار دولار هي أول خسائر فصلية منذ 1990. وبحسب المؤسسة، فإن عدد قليل من المؤسسات المصرفية الكبرى كان وراء معظم الخسائر البنوك وشكلت 4 مؤسسات نصف اجمالي خسائر القطاع بأكمله لكن في المجمل أعلنت ثلث البنوك تقريبا خسائر صافية. ومثلت الاموال التي خصصتها البنوك للخسائر المتوقعة مع استمرار التدهور في محافظ القروض العقارية والقروض التجارية ضغوطا متزايدة على أرباح البنوك . وبحسب الارقام الرسمية، ضاعفت البنوك المخصصات لخسائر القروض الي اكثر من المثلين لتبلغ 69.4 مليار دولار في الربع الاخير من 2008 مقارنة مع مستوياتها قبل عام مع محاولتها توقع الخسائر المستقبلية. (رويترز)